-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هكذا‮ “‬يكافئ‮” ‬الصهاينة عملاءهم العرب

حسين لقرع
  • 3752
  • 5
هكذا‮ “‬يكافئ‮” ‬الصهاينة عملاءهم العرب

بثّت القناة العاشرة للتلفزيون العِبري‮ ‬مؤخراً‮ ‬تقريراً‮ ‬عن عميل لبناني‮ ‬اسمه أمين عباس الحاج،‮ ‬قدّم‮ “‬خدماتٍ‮ ‬جليلة‮” ‬للاحتلال الصهيوني‮ ‬طيلة‮ ‬30‮ ‬سنة كاملة،‮ ‬تسبّب خلالها في‮ ‬اغتيال الكثير من المقاومين الفلسطينيين،‮ ‬ومنهم علي‮ ‬حسن سلامة،‮ ‬المسؤول الشخصي‮ ‬عن أمن الرئيس‮ ‬ياسر عرفات،‮ ‬وأدى دورا أساسياً‮ ‬في‮ ‬الكثير من عمليات الموساد في‮ ‬الشرق الأوسط،‮ ‬وفي‮ ‬احتلال بيروت سنة‮ ‬1982،‮ ‬وقدّم معلوماتٍ‮ ‬‭”‬ذهبية‮” ‬للكيان الصهيوني،‮ ‬جعلته‮ ‬يصفه بأنه‮ “‬ثروة استخباراتية كبيرة‮” ‬له و”رجلُ‮ ‬الموساد في‮ ‬لبنان‮”…‬

ومع ذلك كله،‮ ‬كافأه الاحتلال على‮ “‬إخلاصه‮” ‬له بشكل مهين جدا،‮ ‬ورفض حتى علاجه مجاناً‮ ‬في‮ ‬مستشفياته كما‮ ‬يفعل مع جنوده،‮ ‬ونبذه وتركه مريضاً‮ ‬ذليلاً‮ ‬يتجرّع المهانة‮.. ‬تابعوا ما قاله العميل‮ “‬الحاج‮” ‬حرفياً‮ ‬للتلفزيون الصهيوني‮:‬‭ “‬لقد رمتني‮ ‬الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية كالكلاب،‮ ‬أنا أعيش في‮ ‬إسرائيل ببطاقة منتهية الصلاحية،‮ ‬دون حقوق ودون تأمين طبّي،‮ ‬وعدد قليل فقط من أصدقائي‮ ‬الجيّدين‮ ‬يقومون بمساعدتي‮ ‬بين الحين والآخر‮. ‬لقد استخدموني،‮ ‬وانتزعوا كل ما بوسعهم امتصاصه مني،‮ ‬أعطيتُ‮ ‬قلبي‮ ‬وروحي‮ ‬لهم،‮ ‬والآن ألقوا بي‮ ‬جانبا مثل الخرقة البالية،‮ ‬لقد رموني‮ ‬رمية الكلاب‮”.‬

مع أن‮ “‬الحاج‮” ‬لم‮ ‬يعد إلى لبنان ليلقى جزاءه وفضّل البقاء في‮ ‬إحدى القرى الفلسطينية المحتلّة،‮ ‬ولم‮ ‬يعرب عن ندمه لخيانة بلده ونقْل معلوماتٍ‮ ‬عنه إلى العدوّ‮ ‬والتسبّب في‮ ‬مقتل الكثير من الشرفاء في‮ ‬المقاومة الفلسطينية،‮ ‬وتحسّر فقط على معاملة الاحتلال له بشكل مهين،‮ ‬إلا أن شهادته هذه‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون عبرة لكل الخونة والعملاء الذين‮ ‬يقبلون ببيع أوطانهم رخيصة للاحتلال ويسعون إلى إرضائه بأي‮ ‬طريقة،‮ ‬ولكنهم لا‮ ‬يلاقون منه إلا الازدراء والاحتقار والمقت،‮ ‬ويكافئهم بما‮ ‬يستحقون ويرميهم‮ “‬رمية الكلاب‮” ‬كما قال العميل‮ “‬الحاج‮”‬،‮ ‬ليقضوا بقية حياتهم أذلاء مهانين إلى أن‮ ‬يأتيهم أجلُهم ويقفوا أمام ربّهم ليحاسبهم الحساب الأكبر‮.‬

‭ ‬لقد تسبّب العملاء في‮ ‬فلسطين ودول عربية أخرى في‮ ‬مقتل آلاف المقاومين الفلسطينيين،‮ ‬وقادة كبار،‮ ‬ومنهم عرفات والشيخ أحمد‮ ‬ياسين والرنتيسي‮ ‬وسعيد صيام والكثيرين‮ ‬غيرهم‮. ‬وفي‮ ‬حروب‮ ‬غزة الثلاثة استشهد الكثيرُ‮ ‬من المقاومين وحتى النساء والأطفال،‮ ‬بسبب وشايات الخونة،‮ ‬وهُدّمت آلافُ‮ ‬البيوت وشُرّد عشراتُ‮ ‬آلاف المدنيين‮.. ‬وقبلهم استشهد الكثيرُ‮ ‬من الجزائريين بسبب وشايات‮ “‬الحركى‮” ‬الخونة،‮ ‬وساهم هؤلاء الأنذال في‮ ‬تأخّر الاستقلال عن فرنسا أكثر من‮ ‬7‮ ‬سنوات،‮ ‬ولولاهم لكانت المدة أقصر بكثير،‮ ‬لكن فرنسا تنكّرت لما وصفوه بـ”تضحياتهم‮” ‬بعد الاستقلال وبقوا مهمّشين منبوذين نصف قرن،‮ ‬ومات الكثيرُ‮ ‬منهم في‮ ‬الغربة مذمومين مدحورين‮…‬

هذا عن مصير العملاء الصغار،‮ ‬أما العملاء‮ ‬‭”‬الكبار‮” ‬الذين آثروا الوقوف مع العدوّ‮ ‬ضد المقاومة في‮ ‬غزة والتآمر عليها وطعْنها في‮ ‬الظهر بشتى الأشكال وإقامة‮ “‬تحالف استراتيجي‮” ‬مع الصهاينة ضدها،‮ ‬فقد‮ ‬يسمح لهم سلطانُهم بالإفلات من العقاب في‮ ‬الدنيا،‮ ‬ولكنهم لن‮ ‬يتمكّنوا أبداً‮ ‬من النجاة من العقاب في‮ ‬الآخرة،‮ ‬وهذا عزاءٌ‮ ‬لكل المستضعفين والشرفاء‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • بدون اسم

    من يختلس اموال شعبه ويهربها الى دول اجنبية ليضمن مستقبل له ولابنائههو خائن وعميل يهدم اسس مجتمعه لصالح الغير.من يقبل بالجنسية الاجنبية ويزحف من اجل الحصول عليها ولا يعتز بجنسية ضحى من اجلها مليون ونصف المليون شهيد منهم بن مهيدي وحسيبة وتنكر لتضحياتهمفهذا كذلك خائن وعميل.من من يبدل دينه بعرض الدنيا فهو مرتد وخائن .من يكره لغة وطنه (العربية والامازيغية) ويفضل استعمال لغة بيجار في حياته اليومية او عمله فهو خائن وعميل.لكن للاسف المنافقين والخونة يمارسون عمالتهم وخيانتهم علنية ويجدو ن سلطة تساندهم.

  • JAMEL

    لماذ الخائن عندنا يسمونه حركى وليس خائن ..حتى لايعرف في العالم...كلمة حركى هى خدعة من اكبر الخدع. ثم لماذا الحركى يفتخرون بانفسهم فى فرنسا. كل الخونة فى العالم يخجلون من انفسهم ولا يضهرون فى العلن الا الا 500.000حركى وابنائهم فى بلد اسيادهم.

  • عبد الرحمان

    العاقبةللسيسي وأمثاله

  • نورالدين الجزائري

    التي يقول عليها المثل : يتوب القط و الدجاجة في فمه ! و إن لم يموتوا بقانون حامورابي العنيف الشديد فإن مزبلة التاريخ ترمي بهم في مكان سحيق عن القلب بعيد عن العين {.. إن الله لا يحب الخائنين } 58 الأنفال . و الوطن هو جزء من حياتنا و أهلنا : وطني حدود الحب حيث رأيته ! وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي . فكيف بالذي يقتل وطنه شعبه و ضميره ؟ ! و حتى و إن عاش حياة خسيسة فإن لن ينجو من عقاب الضمير لأنه أشد عقاب فتكا بصاحبه ، أما ما وراء هذه الدنيا فلا تسأل عن دموع الأم المريــرة !!!!

  • نورالدين الجزائري

    الخائن رجل يبتسم بلسانه و يطعن بقلبه !
    تلك هي النفس الخبيثة التي تعجز كل نواميس الأرض على تربيتها ، لا تخون ضميرها الإنساني لأنها جريمة باطنية خفية ، بل لأنها تتعدى لإزهاق أرواح من أهله عشيرته و بني جلدته ،ليشارك و يساعد العدو في قتل مَن يقول : وطننا إغتصبه عدونا ! و المشارك في الجريمة مجرم معه وسام الغدر و القبح .. لأن الوقاحة بخشونتها أفضل من الخيانة بنعومتها . هذا ما فعله و قدمه الحركى للمستدمر الفرنسي من مواقف مقيتة جدا كان المجاهدون يحكمون عليه بالذبح ! و هو حكم قديم لا يطبق إلا على النفس