-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أفلام ومسلسلات كرست عنها الارهاب والعنف والقرصنة

هكذا أساءت هوليوود إلى صورة الجزائر

فاروق كداش
  • 7597
  • 5
هكذا أساءت هوليوود إلى صورة الجزائر
ح.م

في ظرف قصير جدا صارت الجزائر ملهمة لهوليوود وأضحت المسلسلات التلفزيونية تحث كتابها على إدراج اسم الجزائر في الحلقات المثيرة للجدل، وبين المؤيدين لنظرية المؤامرة الرأسمالية وبين معارضيها، تقف “الشروق العربي” موقفا سويسريا لتحليل هذه الهستيريا الإعلامية.

من آكثر الأعمال التلفزيونية المثيرة للرأي العام الجزائري مسلسل الناجي المعين designated  survivor  الذي يصور تورط إرهابي يدعى ماجد نصار في هجوم على مجلس الشيوخ الأمريكي، ويقرر الرئيس الأمريكي الذي يقوم بدوره الممثل “كيفر سوثرلاند” اعلان الحرب على الجماعة المتورطة لا على الجزائر، كما روجت له بعض وسائل الإعلام، ورغم هذه التفصيلة الصغيرة، إلا أن الجزائريين لم يستسيغوا ان تصنف الولايات المتحدة ولو على لسان كتابها الواسعي الخيال الجزائر كبلد حاضن للعنف والإرهاب.

هذا الامتعاض دفع بالسفيرة الأمريكية في الجزائر جوان بولاشيك لنشر تغريدة على تويتر تنوه فيها أن هذا ليس الا مجرد خيال فقط، مشددة على الصداقة والشراكة المتينتين بين البلدين. وقد وصلت بارانويا البعض إلى التشكيك في نوايا امريكا في الجزائر وخاصة في الصحراء، ووصفوا المسلسل في حلقتيه رسالة واضحة كتبتها هوليوود، لكن بإيعاز من اللوبيات الفعالة واصحاب القرار. وهناك من كتاب الأعمدة من رأى آن أمريكا تحضر الرأي العام الجزائري سينمائيا لإلحاق الجزائر بليببا في موضوع لوكربي.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تحتاج آمريكا إلى هوليوود لتمرير رسائلها المشفرة، وهل من المنطقي ان تفضح امريكا نفسها بهذه الطريقة السخيفة إن كانت لديها مثل هذه النوايا الخفية؟

امرأة تنقذ الجزائر

ليست هذه المرة الأولى الذي تكون فيها الجزائر محورا رئيسيا في المسلسلات الأمريكية، فقد سبق وأن  تطرق مسلسل السيدة الوزيرة madam secretary  في الحلقة الثانية من الموسم الثالث إلى موامرة تحاك ضد امريكا من طرف جماعة تريد قلب السلطة في الجزائر والانتقام من أمريكا، ويحاول المسلسل إظهار هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، وكيف أن وزيرة الخارجية وهي الشخصية المحورية في المسلسل، تمكنت من إنقاذ الجزائر من حرب أهلية وشيكة وهذا باللجوء إلى لعبة سياسية لا يجيد حبكها إلا كتاب هوليوود المهووسين بنظرية المؤامرة.

أبطال خارقون وكوموندوس.. جنود هوليوود

آخر الاعمال التلفزيونية الأمريكية والتي خصصت  حلقة كاملة عن الجزائر سلسلة الشجعان the  brave  وهي سلسلة تروي يوميات كوموندو متمرس يقوم بمهمات غير رسمية لصالح مكتب المخابرات،‪ ويتدخل هذا الأخير في الحلقة السابعة من الموسم الأول لتحرير رهينة تحتجزها جماعة ارهابية ولكن هذه المرة يساعدهم ضابط جزائري متقاعد على حد زعم كاتب السيناريو..

ومن المسلسلات ينقلنا خيال الكتاب إلى “البلوغبوستر” أي الإنتاجات السينمائية الضخمة الذين أوردوا اسم الجزائر في مطلع فيلم “كابتن امريكا وجندي الشتاء” من بطولة كريس ايفانس وعملاق السينما روبرت ريدفورد، وصور كاتب السيناريو الجزائري كقرصان يستولي على أحد مراكب مكتب “الشيلدز” الذي يعمل تحت إدارته ابطال الأفانجر.

الجزائر… موقع تصوير

هناك الكثير من الأعمال الأمريكية صورت في الجزائر منها طرزان الذي صور في حديقة التجارب سنة 1932م، وفيلم شمشون ودليلة سنة 1949م، وهناك ايضا فيلم “صحراء” الذي صور سنة 2005م على الحدود المغربية الجزائرية، وكان من بطولة الممثل الأمريكي ماثيو ما كونوهي والإسبانية بينيلوبي كروز، ومسلسل الجوسسة ألياس بطولة جنيفر غاردنر الذي صور مشهد سرقة تحفة فنية من متحف الجزائر.

سيناريوهات… نسخ ولصق

هناك عامل مشترك بين الأعمال المذكورة آنفا هو عدم معرفة كتابها بالجزائر وشعبها وتاريخها، والدليل استعمالهم لأسماء غير جزائرية مثل ماجد، نصار، بشار والتي معظمها اسماء عربية عراقية أو حتى افغانية، البلدان اللذان عثت فيهما أمريكا دمارا.. وفي الكثير من الأحيان يلجأ كتاب السيناريوهات إلى اسماء جماعات إرهابية من وحي الخيال كما حدث في مسلسلات كثيرة ناجحة من قبل مثل هوملاند و24 ساعة… ويرى الدكتور الكندي جاك شاهين في الشريط الوثائقي “هوليوود والعرب”، “أن  كتاب السيناريو يضعون كل العرب في سلة واحدة دون تفريق، وأنهم كلهم ارهابيون ويشجعون العنف ويقهرون المرأة… الشيء الذي ينقص من موضوعية ما يكتبون”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عبدو

    قد تساهم في رواج اسم الجزائر عالميا ما يساعد على الترويج السياحي وتطوير السياحة . لماذا دائما ننظر بنظرة الشك فالننظر الى الامور من الجانب الايجابي

  • انشروا رأيي من فضلكم

    نحن من شوه صورتنا. لو كنا نحترم أنفسنا لاحترمنا غيرنا. لا صناعة لا زراعة لا سياحة لا ثقافة لا تكنولوجيا لا علم لا شفافية لا تفاني لا اتقان لا لا لا... كيف تحترمنا أقوى دولة في العالم و نحن من أسوأ الأمثلة في كل الميادين. هذا بغض النظر عن مسائل أخرى سياسية. لما ننسج ما نلبس و نزرع ما نأكل و نصنع ما يستعمله أبسط مواطن في الحياة اليومية يومها "ربما" نستطيع أن ننتقد أسياد أسيادنا الفرنسيين (الجزائر مازالت تحت وصاية فرنسية و الأمثلة لا تعد و لا تحصى و أقلها خوف جميع مؤسسات الدولة من اقتراح قانون تجريم الاستعمار بينما الفرنسيون مرروا قانونا لتمجيده).

  • MOHAMED

    بغض النظر عن جهلهم ببعض الامور
    فما حدث و يحدث في شوارعنا و ملاعبنا هو كذلك زيف و تزوير
    فلا عجب في شعب الله العظيم , يسب الله و ياتي الفواحش جهرة وان زار او زارت بلدان الغرب تمادو في الحرام ظنا انه تحضر يرضي الغرب ثم يتباكى على انه يجسد اسلاما صحيحا لكن الغرب اعمى ?!!

  • عبد القادر

    الشعب الامريكي يستمد ثقافته من الأفلام

  • Karim

    " هوليود يسيطر عليها اليهود " هذا ما قاله الممثل الشهير Marlon Brando و علق عليه أحد الصحافيين قائلا " لو قال هذا الكلام في بداية حياته السنمائية لم تكن له شهرة أبدا "
    الرأي العام الأمريكي أصبح معاديا للإسلام بفضل أفلام هوليود التي تعطي صورة سيئة عن المسلمين. و كل هذا من صنع الصهاينة ليتسنى لهم تحقيق مخططاتهم في فلسطين و العالم العربي الإسلامي.و ما نسمعه عن الجزائر في أفلام هوليد داخل في هذا المخطط . فهل نبقى مكتوفي الأيدي؟