العالم
الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري في حوار لـ "الشروق":

هكذا انتصرت المقاومة.. واستقبال العرب لنتنياهو أسوء من جرائم الصهاينة!

عبد السلام سكية
  • 3352
  • 21
بشير زمري
الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري

ما هو تقييم الحركة مما حصل في الأسبوع الماضي وردكم على العدوان الصهيوني، هل توصلتم إلى معلومات حول العملية الفاشلة التي كان يسعى لتنفيذها جيش الاحتلال في القطاع؟

كانت هنالك اتصالات جرت في القاهرة، ومع أطراف دولية بصدد التوصل إلى تفاهمات تهدئة ذات صلة بمسيرات العودة ولا علاقة لها بالمقاومة الفلسطينية، وقبل بهذه الجهود وكان هنالك توصل إلى تثبيت حالة من الهدوء، متعلقة بمسيرات العودة في ظل هذا الوضع جرت هذه العملية الغادرة التي حاول الاحتلال تنفيذها حينما تسللت مجموعة من العدو إلى داخل مدينة خان يونس في محاولة لتنفيذ عملية استخباراتية كبيرة، ما يشير إلى ضخامة العملية المشرف عليها، ويتعلق الأمر بمقدم في وحدة خاصة من الجيش الصهيوني، ورغم ذلك كتائب القسام كانت بالمرصاد وكشفت المجموعة المنفذة والمتسترة، وقامت بعزلها ومحاصرتها، وقتل قائد الوحدة وإصابة آخرين، ولذلك فالاحتلال استخدم الطيران لإخلاء جنوده المحاصرين وقتل سبعة من الشهداء.

وهذا أدى إلى تفجير الأوضاع من جديد كما هو واضح أن الاحتلال يتحمل المسؤولية كاملة، خاصة أن الجريمة تمت في ظل أجواء تهدئة، نحن لا نفهم التهدئة أنها جلوس في البيت، ولكن استعداد لأننا تعودنا على غدر الاحتلال وهو ما كشفته العملية الأخيرة بسبب الغدر.

 رد المقاومة كان قاسيا حتى لا يعيد ارتكاب مثل هذه الحماقات، فجرت مواجهة دامت 40 ساعة متواصلة، الاحتلال استهدف البنايات المدنية من سكنات ورياض أطفال ومؤسسة إعلامية، والمقاومة ردت بالمقابل.

الجديد في الرد المزيد من دقة التصويب، وقدرات التفجير لصواريخ المقاومة، والصواريخ ردعت المحتل، وجنح إلى وقف إطلاق النار، نحن مرتاحون لما جرى ونشعر بأن الجولة كانت في صالح الشعب الفلسطيني، والمقاومة نجت في تثبيت معادلة جديدة في المواجهة العين بالعين، وأن المقاومة لن تتردد في معاملة المحتل بالمثل إذا ما عاد إلى استهداف البيوت الفلسطينية، وانتصار المقاومة توج باستقرار سياسي نتج عنه استقالة وزير الدفاع الصهيوني.

قراءات أشارت إلى أن العملية كانت بطلب من دولة عربية لنتن ياهو، للتغطية على حدث جلل أخذ اهتمام العالم منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، هل تسلمون بهذه القراءة، انطلاقا من حالة الجفاء التي تميز علاقة هذه الدولة بحماس، والحديث عن تعاون يتم في السر بينها وبين دولة الاحتلال؟

سمعنا في وسائل الإعلام بهذا الأمر، وليس لدينا معلومات من هذا النوع، الجهة المعنية هي المطالبة بتوضيح موقفها من هذه التسريبات.

إفشال الاقتحام وإفشال صفقة القرن، هل تعقدون أن معادلة توازن العرب أصبحت محققة بشكل كامل؟

هنالك فارق كبير بين إمكانيات الاحتلال والمقاومة، حن نتحدث عن مقاومة بإمكانات محدودة مقابل كيان يمتلك مقومات كبيرة وترسانة نووية، لكن المقاومة نجحت خاصة هذه المرة في نقل الرعب، والمحتل رغم امتلاكه أسلحة صار يفكر ألف مرة في استخدامها، وهذا يخلق حالة توازن كبير.

أنت رجل سياسي والمعلومات في الجانب العسكري تصلك، أسألك ما الجديد تقنيا وعسكريا الذي ظهر في قدراتكم القتالية؟

نشير إلى أمر هام، المقاومة لم تستخدم إلا قدرا يسيرا من إمكاناتها، وتعتمد حالة من التدرج في مواجهة الاحتلال، وهي ترفع منسوب مواجهتها للاحتلال، وما استخدم من وسائل حتى الآن عكس تطور القدرات التفجيرية لصواريخ المقاومة وتطور قدرة التصويب للصواريخ، وهاتان النقطتان المهمتان في موضوع توصيف ما حدث في المواجهة وعلى التطور الحاصل في إدارة المعركة، لأول مرة تدار المعركة بغرفة عمليات واحدة مشتركة بها جميع الأذرع العسكرية المسلحة بغض النظر عن قوتها وأحجامها، وأيضا المواجهة بلا حسابات، المعركة تميزت ووصلت إلى قدرة استهداف بيوت للصهاينة في محاولة ردع المحتل في استهداف بيوت مواطنينا في القطاع، هذا كان تطورا لافتا ومهما للغاية.

هنالك وفد مصري وصل الخميس بقيادة مسؤول الملف المصري في المخابرات المصرية، لتثبيت التهدئة، هل الحركة ملتزمة بالتهدئة، ولم التهدئة أصلا، بما أنكم تتحدثون عن انتصار تحقق على العدو الصهيوني؟

مجيء الوفد ورسالتنا مهمة، أننا نذهب إلى أي تهدئة من موقع المتمكن القوي، وليس المهزوم الذي تفرض عليه الإملاءات، ولذلك بعد أن عكست المقاومة خبرتها وقوتها، تبحث عن مصالح شعبها وتجنب شعبها خسائر غير مبررة، وتود أن تعطي أهل غزة فرصة للحياة الكريمة بعد هذا الحصار الطويل، لذلك نحن معنيون بالذهاب إلى التهدئة من منطلق القوي.

بعض القراءات ذكرت أن حماس تفادت في هذا العدوان التصعيد، لأن الوضع في القطاع لا يحتمل؟

نحن لم نبدأ هذه المعركة، الاحتلال بدأ العدوان وكنا في دفاع عن النفس، كنا نهدف من خلال المواجهة إلى تلقين الاحتلال الدرس بعدم تكرار هذا الغدر وعدم معاودة عمليات حمقى، أما توسيع مساحة المعركة يعني الدخول في حرب كبيرة، ربما سيكون لها حسابات أخرى.

أنت تتحدث عن التهدئة وأنتم في موقع المنتصر، والأصل أن المنتصر يفرض شروطه، ماذا ستفرضون من شروط واجبة التنفيذ؟

نحن ندعو في هذه المرحلة إلى رفع الحصار عن غزة، وأي تهدئة لن تكون لها علاقة بإمكانات المقاومة الفلسطينية، المقاومة تمتلك سلاحها ولها الحق في تطوير قدرتها.

الوساطة تتعلق فقط بمسيرات العودة، ليس وقف المسيرات بل تتعلق بأدواتها من الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، بمعنى لا نفاوض اليوم على صواريخ المقاومة وخنادق المقاومة، نحن نفاوض على مجموعة من البالونات والطائرات الورقية التي يلعب بها أطفال العالم، هذا ما يمكن أن نتنازل عنه، مقابل رفع الحصار عن شعبنا، أما المقاومة فماضية في طريقها وماضية في مشروعها الكبير المتعلق بتحرير فلسطين.

قديما كان الاحتلال كلما حضر اللقاءات يضع شروطا كبيرة، كوقف تهريب السلاح وحفر الأنفاق ومحاولة نزع السلاح، هذا لم يعد يطرح على الطاولة من أي طرف، لا إقليمي ولا دولي، والاحتلال لم يعد يطرح ذلك ويعرف أن الحركة تجاوزت هذه المسألة.

هل تدخلت أطراف إقليمية بفرض التهدئة على الجانب الصهيوني، أم إنه لم يكن مخيرا في ذلك؟

الاحتلال كان في مأزق حقيقي، العالم كله تابع ما حدث والعالم كان مستاء من العملية، والاحتلال رغم الجريمة بادر باستهداف أهداف مدنية، الاحتلال كان محاطا بحالة من عدم الرضا الدولي والإقليمي، وهذا شكل له أزمة، والأزمة تعمقت بقوة رد المقاومة، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتجه إلى وقف إطلاق النار.

كان لافتا استقالة وزير الدفاع الصهيوني بعد هزيمة جيشه، هل استقالته اعتراف بفشل الاعتداء الجبان ضد القطاع والمقاومة، أم تكتيك خبيث لاستمالة اليمين المتطرف؟

بغض النظر عن الدوافع المباشرة لاستقالة ليبرمان، إلا أن الاستقالة جرت كنتيجة مباشرة لانتصار المقاومة، والاستقالة مرتبطة بنتائج المعركة وغزة بصمودها وانتصار مقاومتها، أحدث هزة سياسية كبيرة في ساحة العدو، واستقالة ليبرمان أحد أشكال الهزة السياسية، اليوم هنالك تجاذب كبير في الساحة الإسرائيلية وتعميق للخلافات بين أقطاب حكومة الاحتلال، وهذا كله بفضل الصمود والبسالة.

كيف تقيمون موقف السلطة الفلسطينية مما حدث؟

موقف السلطة موقف باهت، وهي ما زالت تعامل غزة على أساس أنها جزء آخر، سمعنا عن تسيير قافلة معونات من رام الله إلى غزة، مثلما تسير الجزائر قافلة معونة، الأساس أن يتم التعامل مع القطاع على أساس أنها قطعة من فلسطين، وأن يستفيد القطاع من مستحقاته كاملة من الالتزامات والميزانية.

الجزائر مثلا تقدم منحة سنوية لصالح السلطة، لماذا تُنفق في رام الله وتقصى غزة، نحن لا نقبل أن نتسول بعض المساعدات التي تأتي من السلطة في حالات اضطرارية كما حدث مؤخرا.

نحن ننتظر من السلطة أن تفي بالتزاماتها تجاه غزة، لكن السلطة تفاجئنا بأنه في اللحظة التي كان الدم ينزف في غزة كان رئيس الحكومة يخرج ويدعو إلى تمكين الحكومة، كل ما يهم الحمد لله تمكين الحكومة، هذا منطق انتهازي وغير مقبول مطلقا، الحكومة مطالبة بتنفيذ جملة التزامات تجاه شعبنا، إن كانت التزامات صحية وتعليمية وأخرى متعلقة برواتب الموظفين، وغير ذلك.

نؤكد كذلك أننا معنيون وأبواب الحركة مفتوحة تجاه ملف المصلحة، لكن كل الأعذار التي تقدمها الحكومة مبررات واهية، هم يستخدمون مصطلح تمكين وهي عبارة فضفاضة، ليس لها دلالة محددة، ونحن نسأل هل هذه الحكومة ممكنة في الضفة أصلا، حتى تريد أن تضع هذا الشرط الذي تضعه على شبعنا في غزة، هل جيبات /عربات جيب/ الاحتلال الصهيوني تجوب شوارع رام الله وتعتقل وتعتدي على الناس هو من التمكين في الضفة الغربية، الأجهزة الأمنية في الضفة تمارس تجاوزات كبيرة، أين هو التمكين الأمني لحكومة الحمد لله؟ ما فشل فيه الاحتلال وما يعجز عنه اعتداء شعبنا هذا هو شرط هذه الحكومة التي لم ولا تحظى بأي شرعية فلسطينية.

ما هي تأثيرات إدراج الإدارة الأمريكية للقائد في الحركة على قوائم الإرهاب؟

الإعلان الأمريكي وضع الشيخ صالح العاروري في قوائم الإرهاب والإعلان عن جمع معلومات عنه هو تطور خطير نعتبره عدوانا أمريكيا على الشعب الفلسطيني، والاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية المباشرة الخطيرة.

 العاروري قائد سياسي نائب رئيس المكتب السياسي، وهو يتجول ويمارس دوره السياسي خدمة لشعبه وقضيته، ولن يتأثر بهذا الحاصل، وندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن هذه الحماقات والانحياز الأهوج لصالح الاحتلال الصهيوني.

بعيدا عن التطورات الميدانية المستجدة في الساحة، كان لافتا قبل أيام التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، نتنياهو يُستقبل في سلطنة عمان، ووفود رياضية صهيونية يُحتفى بها في الإمارات وقطر، هل انتهى التطبيع السري ودخلنا مرحلة المجاهرة بهذا الفعل المذموم؟

استقبال نتن ياهو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وهو تفويض للمغتصب بتوقيع جرائم إضافية في حق الشعب الفلسطيني، حينما استقبل نتنياهو كانت هنالك 5 شهداء في قطاع غزة، وبالتالي المطلوب من العرب اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال الذي يقتل الشعب الفلسطيني، لا أن يستقبل بحفاوة في الساحات العربية، استقل زعماء عرب لنتنياهو أكثر إيذاء من صور القتل الإسرائيلي، نحن لن نغفر لأي أحد مارس التطبيع.

زياة أخرى في الجزائر، مع من التقيت؟ ماذا سمعت منهم؟ وما هو المأمول؟

نحن نكرر الزيارة إلى الجزائر كما هو معلوم، وهو انعكاس وتقدير لهذا البلد، وإيمانه ووقوفه الصادق مع القضية الفلسطينية الجزائر دائما وما زالت تقدم لفلسطين دون انتظار شيء، هذا موقف نعتز به ونحن نتواصل مع كل الجهات المعنية الحزبية والمسؤولين في هذا البلد، ونحن مطمأنون من سلامة وصلابة الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة