إحتجاجات الجامعات الأمريكية: “لا شك أن هذا الجيل يمتلك رؤية مختلفة للمسألة الفلسطينية”
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وفي تعليق مقتضب له على الإحتجاجات الداعمة لفلسطين، والتي تعرفها الجامعات الأمريكية بكثافة منذ منتصف أفريل، أن الأمريكيين “لهم الحق في التظاهر، ولكن ليس لهم الحق في زرع الفوضى”.
هذا فيما واصلت الشرطة الأمريكية عمليات تفكيك مخيمات الطلبة المحتجين واعتقال المشاركين في الاعتصامات.
وقد بلغ عدد الإعتقالات في الجامعات الأمريكية منذ بداية الإحتجاجات منتصف أفريل 1958 معتقلا، وهذا بعد عمليات القمع التي قامت بها الشرطة لتفكيك المخيمات الإحتجاجية التي أقامها الطلاب في جامعاتهم في جميع أنحاء الولايات المتحدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
في حديثها إلى الشروق أونلاين، تقول مريم هاله ديفيس، الأستاذة في كلية التاريخ بجامعة كاليفورنيا، سانتا كروز “الإحتجاجات هنا مستمرة رغم العنف والقمع. من المهم أن أذكر أن المسؤول عن هذه الفوضى، هي الإدارات الجامعية وليس الطلاب”.
كما تؤكد محدثتنا المنخرطة في الحراك الذي تعيشه الجامعات الأمريكية أنه “يوجد أيضاً طلاب يهود يدعمون هذه الإحتجاجات”.
عن سبب الرد العنيف لإدارات الجامعات الأمريكية والتي استدعت الشرطة لفض هذه الإعتصامات التي يقوم بها الطلاب والتي بلغت 136 إعتصاما، تقول مريم هاله ديفيس، وهي التي ألغت مداخلة لها في جامعة كولومبيا بعد قيام الأخير بقمع الطلبة المتضامنين مع فلسطين “لنفهم هذا القمع الذي يتعرض له المحتجون يجب أن نلقي الضوء على الضغوط التي تتعرض لها إدارات هذه الجامعات من طرف الممولين الصهونيين”.
فمجالس إدارة الجامعات الأمريكية، ومنذ أكتوبر الماضي، أصبحت تعرف ضغطا من طرف المانحين الذين يمولونها، إذ هدد الكثير من المانحين بتوقيف تمويل الجامعات وذلك بسبب سماحها لنشاطات مؤيدة للفلسطينيين، وهو ما يعتبره هؤلاء “معاداة للسامية”، ويطالبون مجالس إدارة الجامعات منع مثل هذه النشاطات والإعلان عن دعمها لإسرائيل كشرط لاستمرار استفادتها من التمويل.
هذه الوضعية وهذا الإبتزاز من طرف المانحين تسبب باستقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا، إليزابيث ماغيل، منتصف ديسمبر من العام الماضي.
أما عن تأثير هذه الاحتجاجات على السياسة الأمريكية خصوصا مع قرب الإنتخابات الرئاسية، تقول الأستاذة في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز “في الحقيقة، من الصعب أن نعرف إذا ما كانت هذه الإحتجاجات سوف تأثر على السياسة الأمريكية في الوقت القريب. وبيان بايدن كان واضحا جدا في هذه المسألة. ولكن من الممكن أن يخسر الحزب الديموقراطي (حزب الرئيس الأمريكي جو بايدن) الإنتخابات بسبب موقفه من الشأن الفلسطيني”، ثم تضيف “ولكن في نفس الوقت لا شك أن هذا الجيل يمتلك رؤية مختلفة بالنسبة للمسألة الفلسطينية. فهذا الجيل يفهم اسرائيل في سياق أو كمثال الإستعمار الإستيطاني وهناك مقارنة واضحة مع تاريخ الولايات المتحدة، والشباب اليهود يفهمون الإختلاف بين نقد دولة اسرائيل ومعاداة السّاميّة، وهذه نقطة مهمة جدا. وبعبارة أخرى، هذا الجيل يفهم الفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، وهو ما لا يزال الجيل الأكبر سناً من الشعب اليهودي يجد صعوبة في التعامل معه.”
أما عن موقف الوسط الأكاديمي الأمريكي من الحرب في غزة، فتقول الأستاذة المختصة في تاريخ العلوم الاجتماعية وتفكيك الكولونيالية، مريم هاله ديفيس، في حديثها إلى الشروق أونلاين “في الوسط الأكاديمي، هناك تضامن قوي، حتى عند الأساتذة. فبعد السابع من أكتوبر كثير من الأقسام الأكاديمية نشرت بيانات تضامن مع فلسطين، خاصة في الجامعات اليسارية”.