-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مقابلة مع المقاول الذاتي نسيم لوشاني

هكذا كانت تجربة التسجيل في منصة المقاول الذاتي

هكذا كانت تجربة التسجيل في منصة المقاول الذاتي
ح.م
نسيم لوشاني

ليس الخبر كالمعاينة. وما من أحد يمكنه الحديث عن تجربة التسجيل عبر منصة الوكالة الوطنية للمقاول الذاتي للحصول على بطاقة العمل المستقلّ الأولى في الجزائر، أفضل من صاحب التجربة نفسه. لذلك “الشروق أونلاين” تحاور واحدا من المسجّلين للحصول على البطاقة، وهو نسيم لوشاني.

في البداية أخبرنا عن نفسك، من هو نسيم لوشاني؟

لوشاني نسيم، خبير في أنظمة وشبكات المعلومات، خبير في أمن المعلومات، خبير في الشبكات والاتصالات، خبير في تكنولوجيا الإنترنت ووسائل الإعلام المتعددة، استشاري في التحول الرقمي، ومدرب في البرمجة والتصميم ورئيس جمعية رقمنة للتكنولوجيا والعلوم.

درست تخصص علوم الحاسب الآلي، وتخصصت في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية. كما حصلت على عدة شهادات تدريبية (حوالي 74 شهادة تدريبية بشكل حضوري وعن بعد)، في مجالات متعددة مثل البرمجة، التصميم، الطاقة الشمسية، إدارة الأعمال واللغات.

بدأت مسيرتي في مجال الإعلام الآلي منذ سن مبكرة جدا، ودخلت مجال البرمجة في سن 15 سنة. حيث قمت ببرمجة أول نظام إدارة آنذاك، وبعدها وإلى غاية مرحلة الجامعة عملت كمستقلّ (فريلانسر) في مجالات رقمية لم يكن لها أي إعتماد رسمي آنذاك. مثل مجال وسيط أو سمسار المواقع الإلكترونية، ومجال تحسين محركات البحث (SEO).

وبعدها عملت كمدرب في مجالات البرمجة والتصميم، وأيضا كحرفي في تركيب شبكات الإعلام الآلي، ثم كخبير في مجال التكنولوجيا والأنظمة الرقمية. واليوم أصبحت خبيرا واستشاريا في التكنولوجيا والرقمنة في إطار المقاول الذاتي.

كيف كانت تجربة التسجيل في منصة المقاول الذاتي؟

كانت تجربة سلسة وسهلة للغاية، بالأخص في مرحلة فتح الحساب، وملء البيانات والمعلومات. فكل الخطوات تمت عن بعد وعبر الإنترنت، بعيدا عن عناء التنقل والبيروقراطية التي لطالما عانينا منها في السنوات السابقة.

لكن وللأمانة كانت تنقص المنصة بعض التوجيهات في طريقة ملء البيانات، وبعض الرتوشات البرمجية، مثل التوافق الكامل مع الهواتف الذكية. بالإضافة إلى نقطة حجم الصور المرفوعة على المنصة، لأنه محدود ويستوجب تحويل الصور لإنقاص حجمها قبل رفعها على المنصة.

وهذا الأمر ينقص من جودة الصور بشدة، وكل من لا يملك خبرة في مجال البرمجة، سيواجه صعوبة قبل اكتشاف هذه المشكلة، خاصة مع عدم وجود رسالة تنبيهية أو تعليمات إرشادية بخصوص هذا الأمر. علما أن الصور الملتقطة من الهواتف الذكية معظمها ذات جودة عالية.

أما بخصوص سرعة معالجة الطلب فقد كانت سريعة جدا، ففي غضون 72 ساعة تمت الموافقة على الطلب. والملفت للانتباه أيضا، أن الردّ لم يكن له وقت محدد.

ففي حالتي مثلا، كان تقدم العملية يسير بشكل متواصل نهارا وليلا. فمثلا، بدأ العمل على الطلب على الساعة 23:57 ليلا، ثم تم التحقق من صحة البيانات على الساعة 00:39 ليلا، ثم بدأ العمل على طباعة البطاقة وإصدار البطاقة الإفتراضية على الساعة 03:06 صباحا.

كما تلقيت رسالة ترحيبية قصيرة (SMS) عند الشروع في شحن البطاقة. والشيء الآخر الذي لفت انتباهي، هو أن البطاقة تحتوي على رمز الاستجابة السريعة (QR CODE)، وعند مسحه بالهاتف الذكي، يتم عرض صفحة إلكترونية تحتوي على جميع بيانات وتخصصات المقاول الذاتي.

وهو شيء رائع ومتميز، بحيث يمكن لأي شخص التحقق من البطاقة وجميع التفاصيل الهامة. وأيضا، البطاقة تحتوي على مدة صلاحية 5 سنوات كاملة، وهو أمر رائع للغاية.

ماذا كان دافعك للحصول على هذه البطاقة؟

هناك نقاط كثيرة دفعتني للحصول على بطاقة المقاول الذاتي. ربما من بين أهم هذه النقاط: الحصول على إطار قانوني رسمي لمزاولة نشاطي كخبير واستشاري في التكنولوجيا والرقمنة.

لأن هذا المجال لم يكن مؤطرا بشكل واضح وصريح في السابق، وقبل إستحداث قانون المقاول الذاتي. وأيضا نقطة سهولة الإجراءات، حيث يتميز نظام المقاول الذاتي بإجراءات سهلة وسريعة للتسجيل والحصول على البطاقة.

أيضا، نقطة الإعفاءات الضريبية و الضريبة المُبسطة. حيث يدفع المقاول الذاتي ضريبة مُبسطة على رقم أعماله تقدر ب 0.5 بالمئة من رقم أعمال سنوي يصل إلى 5 مليون دينار جزائري.

إلى جانب نقطة تسهيل عملية التعاقد مع الشركات والمؤسسات. وبالإضافة إلى ماسبق العديد من المزايا الاجتماعية على غرار الضمان الاجتماعي.

ما الذي تعتقد أن هذه البطاقة ستضيفه إلى نشاطك مقارنة بوضعك الحالي؟

ستحدث نقلة نوعية وهامة، وبالأخص في جانب تسهيل عملية التعاقد مع الشركات والمؤسسات، وجانب الإطار القانوني الرسمي، والصفة القانونية الرسمية لمزاولة نشاطي كخبير واستشاري في التكنولوجيا والرقمنة. مع جميع الإمتيازات المكفولة في هذا الإطار.

وكذلك جانب تحسين الصورة المهنية، وتعزيز الثقة لدى العملاء. الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على النشاط ككل، وسيساهم في نموه وتوسعه بوتيرة أكثر تسارعا.

كيف وجدت قائمة النشاطات المعنية بالبطاقة من ناحية الكمّ والكيف؟

قائمة نشاطات المقاولين الذاتيين الحالية جيدة جدا من ناحية الكم والكيف، وتشمل العديد من النشاطات. وهي إجمالا 1364 نشاط، موزعة على 7 تصنيفات هي الخدمات الثقافية والاتصال والسمعي البصري، الخدمات الموجهة للمؤسسات، خدمات الترفيه والتسلية، الخدمات المنزلية، والخدمات الموجهة للأشخاص، الخدمات الرقمية، والاستشارة والخبرة والتكوين.

هل هناك نشاطات أخرى تقترح إضافتها إلى القائمة؟

حسب رأيي الشخصي، يجب توسيع القائمة وإضافة العديد من النشاطات والتصنيفات الأخرى. مثل نشاط الطباعة ثلاثية الأبعاد، مدرب متخصص في البرمجة، مدرب متخصص في التصميم وغيرها.

وهذه النشاطات التي اقترحتها هي في مجال تخصصي فقط. وتبقى المجالات الأخرى في حاجة إلى نشاطات إضافية. أما بالنسبة لتصنيفات النشاطات فهي الأخرى تحتاج إلى توسيع وتعديل حتى تصبح متخصصة أكثر.

هل تعتقد أن هناك حاجة لإدراج شروط إضافية للتسجيل في المنصة وحمل البطاقة؟. اشتراط شهادات أو أعمال سابقة لإثبات الكفاءة لممارسة بعض النشاطات مثلا؟

بالنسبة لشروط التسجيل الإضافية، الشهادات مطلوبة لكنها تبقى شرطا غير أساسي بالنسبة للعديد من التخصصات. كون بطاقة المقاول الذاتي تهم فئة المستقلّين أو الفريلانسرز، والتي تشكل نسبة كبيرة جدا من النسيج الإقتصادي.

وهذه الفئة تعتمد على المهارة والخبرة بالدرجة الأولى، ولاحتوائها وتنظيمها يجب الأخذ بعين الإعتبار أن العديد من الأشخاص في هذه الفئة معظمهم يملكون الخبرة والمهارة والكفاءة.

ومن هذه النقطة أقترح إدراج شرط الأعمال السابقة لإثبات الكفاءة، وشرط المقابلة الشخصية عن بعد، مع لجنة تتشكل من مقاول ذاتي ذو كفاءة في المجال المطلوب، ومندوب عن الوكالة الوطنية للمقاول الذاتي، ومحضر قضائي، حتى يتم الفصل في الطلب بشكل نهائي.

ما هي الفئات التي ترى أنها ستكون الأكثر استفادة من حمل بطاقة المقاول الذاتي؟. وهل هي مناسبة للجميع؟

بطاقة المقاول الذاتي حاليا وبناءا على قائمة النشاطات المتبناة، هي بطاقة مناسبة لكل شخص يريد مزاولة مهنة ما بشكل مستقلّ، وبالأخص المهن الحديثة أو التي لا تملك إطارا قانونيا وجاء ذكرها في قائمة النشاطات في قانون المقاول الذاتي. بشرط مزاولة هذه المهنة بشكل فردي، فهي تمنح حاملها الصفة القانونية، بالإضافة إلى العديد من المزايا الاجتماعية والضريبية، وتعفيه من إلزامية القيد في السجل التجاري، ومن هذا المنطلق فهي مناسبة تقريبا للجميع.

كلمة أخيرة (إن وُجدت)..

قانون المقاول الذاتي فتح أبوبا جديدة للشباب الجزائري الطموح، وبالأخص ذوي المهارات العالية منهم. وهو بمثابة مكسب كبير للجزائر، ومحرك لايتوقف للدفع بعجلة التنمية في البلاد، وقوده الشباب والخبرات الجزائرية المتميزة.

لذا يجب على كل شاب جزائري، سواء أكان عاملا مستقلا، أو شابا يريد الولوج إلى عالم المقاولاتية الفردية، أن يستفيد منه، وأن يستفيد من المزايا التي توفرها بطاقة المقاول الذاتي. وأن يحاول المساهمة في تحسين هذا القانون، وتوسيع قامئة النشاطات التي يشملها، عن طريق مشاركة مقترحاته عبر البوابة الرقمية للوكالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!