هكذا نجا الحكام الجزائريون من الموت في ستاد القاهرة
عاش طاقم التحكيم الجزائري الذي أدار لقاء الزمالك المصري والإفريقي التونسي في إياب الدور الثاني من بطولة دوري أبطال إفريقيا حالة رعب حقيقي بعد اجتياح ملعب القاهرة من قبل الجماهير المصرية التي أوقفت اللقاء في الوقت بدل الضائع، بعد ما تحولت أرضية الميدان إلى ساحة حرب استعملت فيها العصي والأسلحة البيضاء.
-
ولعبت المباراة في أجواء مشحونة منذ البداية، حيث كان طاقم التحكيم الجزائري قد تعرض لهجومات شرسة من قبل الجهاز الفني لنادي الزمالك الذي يقوده التوأم حسام وإبراهيم حسن الذي شكك في تعيين الثلاثي الجزائري لإدارة المباراة.
-
وكان طاقم التحكيم الجزائري المستهدف الأول عند اقتحام أرضية الميدان، حيث توجهت أعداد من الجماهير نحو الحكم الجزائري محمد بيشاري الذي أدار المباراة بالإضافة إلى مساعديه بن عروس ومكنوس، وحتى الحكم الرابع حواسنية.
-
كل شيء مشروع من أجل الهرب
-
ومع ازدياد عدد الجماهير التي اقتحمت الملعب، أضحت حياة طاقم التحكيم الجزائري في خطر وهو ما جعله يهرب في أي اتجاه للنجاة، وعلمت الشروق من مصادر خاصة أن أحد الحكام الجزائريين استنجد بلباس الحماية المدنية حتى لا تتعرف عليه الجماهير الهائجة، بينما لم يجد آخر سوى طاولة كان يجلس بالقرب منها صحفي تونسي للاختباء تحتها، ولأن الوصول إلى غرف تغيير الملابس في تلك الظروف كان من سابع المستحيلات، فقد لجأ الحكام إلى الاحتماء بأي شيء لإنقاذ حياتهم.
-
حسام حسن أشعل النار وحاول لعب دور المنقذ
-
ويبقى حسام حسن أحد المتسببين الرئيسيين فيما حدث أول أمس بملعب القاهرة، خاصة بعد إلغاء الهدف الثالث لفريقه الذي لم يكن شرعيا بسبب وجود أربعة لاعبين في وضعية تسلل واضحة بعد تنفيذ مخالفة مباشرة من شيكابالا، واتجه مدرب الزمالك في البداية نحو حكم التماس بن عروس، حيث توعده في البداية، ثم توجه بعد ذلك نحو المصور من اجل مشاهدة اللقطة جيدا وعندها تأكد أن نصف تعداد فريقه كان في وضعية تسلل في تلك اللقطة، وهو ما دفعه للعب دور المنقذ بعد ذلك لطاقم التحكيم الجزائري.
-
تعزيزات من الجيش لإنقاذ الحكام الجزائريين
-
ولأن الأمور أخذت تتجه نحو منحى تصاعدي خطير، خاصة وأن عناصر الأمن التي كانت متواجدة في الملعب عجزت عن التحكم في الوضع، فقد قررت القوات المسلحة إرسال تعزيزات إلى ملعب القاهرة الدولي، حيث توجهت بعض الدبابات والعربات المدرعة إلى ملعب المباراة من أجل إخراج لاعبي الإفريقي التونسي والحكم ومساعديه ومراقب اللقاء، وقد أكدت وسائل الإعلام المصرية أن هذه الخطوة جاءت لحماية حياة الجزائريين ولاعبي الإفريقي التونسي التي كانت مهددة.
-
حصار على الحكام داخل غرف الملابس
-
وعاش الرباعي الجزائري لحظات صعبة، حيث مكث وقتا طويلا داخل غرف تغيير الملابس التي وصل إليها بشق الأنفس، وكان يستحيل عليه مغادرتها قبل وصول تعزيزات أمنية إضافية، حيث عاش طاقم التحكيم أصعب الأوقات في حياته وهو ما أكده احدهم لمقربيه، حيث كان يفكر فقط في العودة معافى الى أرض الوطن بعد الرعب الذي عاشه في ملعب القاهرة الذي تحول إلى “ميدان تخريب”.
-
روراوة وعودية والسفارة.. الجميع اتصل للاطمئنان
-
وبالنظر لخطورة الأحدث التي وقعت في الملعب، فقد اتصال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة بطاقم التحكيم من اجل الإطمئنان عليهم، وهو نفس الأمر الذي قام به محمد مشرارة رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، وكذا أعضاء من السفارة الجزائرية في القاهرة بالإضافة إلى المهاجم محمد أمين عودية الذي غاب عن المباراة بسبب الإصابة، حيث اتصل بدوره بالحكام للسؤال عنهم.
-
رباعي التحكيم لم يصدق انه عاد سالما لأرض الوطن
-
وكانت “الشروق اليومي” متواجدة أمس في مطار هواري بومدين من اجل الاطمئنان على الحكام الجزائريين الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريح إعلامي على اعتبار أنهم مرتبطون بواجب التحفظ التي تفرضه القوانين، غير هذا لم يمنعهم من إبداء سعادتهم بالعودة سالمين لأرض الوطن بالنظر لما تعرضوا له في ملعب القاهرة، حيث أكد أحدهم انه لم يسبق له في حياته أن شاهد ما وقع في له في مصر، وأضاف ذات المتحدث ان الحكام الجزائريين نجوا بأعجوبة من خطر محقق بالنظر للغزو الجماهيري غير المسبوق للملعب رغم ان الجميع شهد ان الحكم الجزائري بيشاري وطاقمه أدار اللقاء بنزاهة وتحكم في الوضع رغم خصوصية المباراة والأجواء المشحونة التي لعبت فيها.