الجزائر
تفتح الصناديق أمام لجان خاصة وملفات الاستفادة تودع منتصف رمضان

هكذا يجمع الأئمة زكاة عيد الفطر ويقسمونها على محتاجيها

زهيرة مجراب
  • 2609
  • 9
ح.م

بمجرد حلول منتصف شهر رمضان وعملا بتعليمة وزارة الشؤون الدينية وضعت جل المساجد صناديق جمع الزكاة، بعدما أحكم غلقها بقفلين في انتظار أن تمتلئ بما يجود به المزكون من صدقات تخفف وطأة الفقر والحرمان على المحتاجين، وتدخل بهجة العيد وسروره على نفوسهم مثل سائر المواطنين.

قطعت تعليمة وزارة الشؤون الدينية والتي حددت قيمة زكاة العيد بـ 120 دج أي ثمن صاعين من غالب قوت البلاد، الطريق على دعاة إخراجها قوتا، وهو الجدال المتجدد في كل سنة. وقد أفتى علماء الجزائر بجواز إخراجها نقدا وهو أفضل للمحتاجين. وذهب لجواز ذلك كل من عمر بن الخطاب، معاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو مذهب أبي حنيفة وقول أشهب وابن القاسم واختيار ابن تيمية، حيث أكد الأئمة أن بيوت الله تستقبل الأموال فقط أما صدقة القوت فتوزع مباشرة من المتصدق للمحتاج، وقد وضعت صناديق الزكاة في المساجد منذ منتصف شهر رمضان مثلما وجهتهم له الوزارة.

وكشف إمام مسجد الكاليتوس الشيخ كمال بعزيز، بأن الأولى في إخراج الزكاة يكون حسب احتياج الناس لها وطوال سنوات عمله كإمام لم يصادف حالات لمتصدقين جلبوها قوتا للمسجد، فالجميع يفضل إخراج المال حتى يشتري الفقراء ما يحتاجونه سواء من طعام أو لباس، حتى بعض المغتربين الذين يأتون للصيام في الجزائر يخرجون قيمتها بالدينار والأمر ذاته بالنسبة للعاملين الأجانب من جنسيات مختلفة على رأسهم السوريون والمصريون.

أما إمام مسجد الأغواط الشيخ محمدي عمر، فتحدث لنا عن طقوس جمع زكاة عيد الفطر والتي تبدأ بوضع صندوق الزكاة بداية من منتصف رمضان، فيضع فيه المزكون صدقاتهم وفي ليلة القدر المصادفة للسابع والعشرين من رمضان، يفتحون الصناديق بحضور لجنة خاصة من المسجد مكلفة بصندوق الخيرات هكذا يسمونها ويترأسها الإمام وممثلين عن مديرية الشؤون الدينية، ثم يقومون بحساب الأموال وتقسيمها على المحتاجين وفق القائمة التي يمتلكونها والتي تم إعدادها مسبقا.

في حين ذكر إمام مسجد براقي الشيخ عبد الحكيم جبالي، حرص نحو 2 إلى 3 من المائة من سكان الحي الذي يتواجد به المسجد بإخراج الزكاة قوتا ويكون مقدار صاعين من الدقيق “السميد”، بينما يفضل السواد الأعظم إخراجها نقدا بوضعها في صندوق المسجد حتى توزع عليهم قبيل عيد الفطر وفق الملفات التي أودعوها لدى المساجد منتصف شهر رمضان، ويحتوي الملف على نسخة من بطاقة التعريف الوطنية والحالة المدنية ويكون من ضمن المستفيدين أرامل، مطلقات وأرباب عائلات بطالين من دون أي دخل ويتم توزيعها بالتفاضل فالأولوية للمعاقين والمرضى.

بينما تحدث إمام مسجد باتنة الشيخ شادة مصطفى، عن بعض الحالات التي يصادفونها لمزكين يخرجونها قبيل صلاة العيد، فالضرورة تقتضي تكليف أحد إطارات المسجد بحمل هذه الزكاة لأقرب عائلة فقيرة محتاجة قبل الشروع في صلاة العيد حتى تستشعر فرحة الفطر مثل جميع العائلات الأخرى.

مقالات ذات صلة