-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحت شعار: "راني نجوز فالوقت"

هكذا يخسر الجزائريون سنوات من عمرهم بلا فائدة

نسيبة علال
  • 20596
  • 0
هكذا يخسر الجزائريون سنوات من عمرهم بلا فائدة
بريشة: فاتح بارة

مقولة شائعة بين الجزائريين، شبابا كانوا أو كهولا وحتى كبار سن، “نجوز الوقت”، تعبيرا عن وقت الفراغ الذي يقضونه في شغل قليل المنفعة أو لا فائدة منه، حتى إنها قد تكون تعبيرا عن أيام وشهور وربما سنوات لدى البعض.

على خلاف شعوب العالم التي تمجد الوقت، أو كما يقال تشتريه بالمال، يتفاخر الجزائريون أحيانا بامتلاكهم وقت فراغ يضيعونه في ما لا ينفع، بعضهم يرجع الأمر إلى غياب المرافق والوسائل، وآخر يرضى بذلك كنمط حياة.

غياب التخطيط وتضييع الهدف

ليتمكن الإنسان من استغلال أي شيء، فإن عليه أن يدرك قيمته. لهذا، يعد الجهل وعدم إدراك أهمية الوقت في حياتنا من المسببات التي تجعل الكثير من البشر يفقدونه هباء، ولا ينتفعون منه، فتمضي الساعة كما اليوم كما السنة بلا خطة وبلا هدف، يكتفي الكثيرون بأدنى ما يمكن فعله فيه، معتقدين أنهم يستغلون حياتهم. يقول خالد: “يكفي أنني أعمل بدوام كامل، وأصلي فرضي في وقته، أما بقية الوقت، فلا أحسب له حسابا، هذه أولوياتي”.. أما سارة، فتعتبر الوقت الذي تقضيه مع أبنائها، وفي انتظار عودتهم من المدرسة استثمارا، حتى وإن كانت تتواصل خلاله عبر مختلف مواقع الإنترنت، وتنشر وتتفاعل مع محتويات تجعلها بعيدة عن الواقع الذي تعيش فيه.. وهكذا تمضي ساعات طويلة من يومها.

إن غياب هدف دنيوي وديني يتعلق به الشخص، ويخطط لبلوغه على المديين القريب والبعيد، يجعل وقت هذا الأخير بلا معنى، يضيع بين الفراغ والتسلية وربما الضرر. لهذا، توصي الخبيرة الاجتماعية، الأستاذة مريم بركان، بتنظيم حياتنا من خلال تحديد غايتنا منها في جميع المجالات، العلمية والدينية والعملية والعاطفية.. “من هنا، يمكن للفرد أن يقسم وقته ويتعلم كيف ينتفع منه لخدمة هدفه، أما إن كان الإنسان يعيش بطريقة عشوائية ويكتفي بالأساسيات، كالدراسة لأجل العمل، العمل لكسب قوت يومه، الزواج من أجل الإنجاب والاستقرار.. فإن قيمة الوقت تنتهي بمجرد الحصول على أدنى منفعة منه”.

أكبر لصوص الوقت في زمننا.. الإنترنت والرفقة السيئة

يشتكي الجزائريون عادة من غياب المرافق والفعاليات التي يقضون فيها وقتا نافعا، وليست تلك ذريعة في الواقع، فالمرء، بحسب خبراء، إذا أراد أن ينتفع بوقته أوجد السبل والوسائل.

وجود ميزة معرفة الوقت الذي يقضيه الفرد على حسابه على موقع معين، جعل الكثيرين يصدمون من القدر الذي يضيعونه يوميا بلا فائدة تذكر، تتقاذفهم الإشعارات من موقع إلى آخر، كل واحد يأخذ نصيبه على حساب الصحة والراحة والتعليم.. تقول نهاد: “حين اكتشفت تقنية الاطلاع على وقت التفاعل، وجمعت الساعات التي أضيعها، أنتقل من فايسبوك إلى يوتيوب، ومن أنستغرام إلى تيكتوك، صعقت صراحة، فوجدت أنه وقت كاف لتعلم لغات وحرف جديدة.. وقت، من المفترض أن أقضيه في العبادات أو مع والدَي، اللإنترنت رفيق سوء يسرق أوقاتنا.. علينا الانتباه”.

الإحباط والتسويف عادات تمنع استغلال الوقت

من عادات أغلب الجزائريين المبالغة في الحاجات، فنحن شعب نائم، معروف عليه عدم الاستيقاظ باكرا، نبالغ أيضا في قضايا الطعام والتسلية ونقضي وقتا مبالغا فيه في الحديث في مواضيع فارغة، وبلا معنى في الكثير من الأحيان، حيثما حللنا. لهذا، تضيع أوقات الكثير منا، بينما تنتظره مهام جادة، يتم تسويفها وتأجيل القيام بها، وتضيع إنتاجيتهم.. وبالتالي، يقل انتفاعهم من الوقت، ويصابون بالإحباط، الذي تربطه الأستاذة نادية جوادي، أخصائية نفسية، بتضييع المزيد والمزيد من الوقت سدى، “إن الشخص الذي يصاب بالإحباط من قلة فاعليته، سيستمر لا محالة في تضييع وقته، لأنه فاقد للتحفيز، غير قادر على التنفيذ، إلا إذا قام بضبط نفسه ووقته وتحديد أهدافه من جديد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!