اقتصاد
أهمها محور دبي واسطنبول وفرنسا

هكذا يستثمر تجار “الكابة” في قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد!

إيمان كيموش
  • 12522
  • 11
أرشيف

يبدو أن قرار الحكومة بفرض قائمة تضم أزيد من 800 مادة ممنوعة من الاستيراد منذ أزيد من سنة، لم يكن عائقا في وجه العديد من المستوردين الذين اختاروا التحول إلى “الاستيراد الأسود” وفق طرق جديدة، تتيح للكثير منهم تمرير سلع ممنوعة من الاستيراد من الخارج، دون تسديد أية رسوم ولا مجابهة عوائق بيروقراطية، بل وبأقل التكاليف وأكبر الأرباح، وهذا بإمكانيات لا تتجاوز تذكرة سفر نحو دبي وبضعة حقائب خاوية.
بحثا عن منافذ جديدة لتمرير أفخر العطور وأحدث الهواتف النقالة وأرقى “ماركات” مواد التجميل والحلويات المستوردة من الخارج، والتي دخلت خلال سنة 2018 قائمة المواد المحظورة من الاستيراد، تمكن “بزناسة” من إيجاد سبل أقل تكلفة وجهدا لاستيراد هذه السلع وبإمكانيات جد متواضعة لا تزيد عن “حقيبة”، باقتناء تذكرة الطائرة للسفر نحو دبي بسعر 60 ألف دينار وجلب “ماركات” عطور.
ويصر تجار في كل رحلة على استخلاف سعر التذكرة، عبر تحقيق هامش ربح معتبر، خاصة وأن سفريات هؤلاء باتت تنظم بشكل منسّق وفي إطار جماعات، للتمكن من جلب كل ما قلّ وزنه وزاد هامش ربحه في السوق الجزائرية.
ويؤكد “س.م”، أحد التجار، الذين التقتهم “الشروق” في رحلة الجزائر ـ دبي أن تنقلهم إلى الإمارات يكون عادة ضمن فوج يضم 6 أشخاص منهم أصدقاء وأقارب، وفي الكثير من الأحيان رفقة الزوجة، وقد يتردد هؤلاء على المنطقة لمرتين أو 3 في الأسبوع حسب طبيعة الوضع وسعر التذكرة، ليأتوا محملين من هناك بالعطور التي يتراوح هامش ربحها بين 300 و4000 دينار حسب طبيعة ونوعية العطر، مع العلم أن القانون يتيح لهؤلاء نقل 8 قارورات كأقصى حد في الأمتعة، في حين يلجأون إلى إخفاء بقية القارورات عن أعين الجمارك، ويدسونها في حقائب متعددة، وأحيانا يستنجدون ببعض المسافرين لإعانتهم على تمريرها في المطار.
ويؤكد تاجر آخر، تعوّد على التنقل رفقة صديقه وزوجتيهما، أن رحلة الجزائر دبي ظاهرها سياحة وباطنها تجارة وأرباح، حيث يحج هؤلاء 5 مرات أو أكثر في الشهر نحو الإمارات، لجلب السلع، ويتعلق الأمر بـ3 أصناف من العطور وبعض الملابس النسائية والتجهيزات الكهرومنزلية ومواد تجميل، لإعادة بيعها في الجزائر، كما يقصدون فرنسا لاقتناء عطور فاخرة، يحولونها نحو دبي، بهامش ربح معتبر، وبذلك يتحكم هؤلاء في شبكة الطراباندو مع عدد من الدول.
بالمقابل، لم يخف “ع.س”، وهو تاجر في الثلاثينات من العمر أن وجهته المفضلة لجلب السلع هي دبي واسطنبول، عبر الحجز مع شركات الجوية الجزائرية والخطوط الإماراتية وكذا التركية التي تقترح امتيازات بالجملة للمتجهين نحو اسطنبول، الأمر الذي يجعل اليوم الرحلات نحو هذه البلدان تعج بالمسافرين الجزائريين.

الجمارك: اجراءات مشددة لاقتناص “الكابة”.. وتفتيش الشكولاطه والعطور
لم ينف مدير الإعلام والعلاقات العامة على مستوى المديرية العامة للجمارك جمال بريكة، وجود محاولات متكررة لتهريب عدد من المنتجات عبر الرحلات الجوية بمطار هواري بومدين الدولي، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالمواد المدرجة في قائمة “الممنوعات من الاستيراد”.
واتخذت مديرية الجمارك، إجراءات مشددة خلال الأيام الأخيرة، لاقتناص هؤلاء المهربين، وسلطت الرقابة بشكل مكثف على رحلات الدول التي تشهد أعلى نسبة لتهريب السلع والاستيراد تحت غطاء “الطراباندو” أو “الشنطة”، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بأولئك المترددين على دبي واسطنبول وباريس وتونس.
وقال بريكة أن أهم السلع التي يتهافت عليها تجار “الكابة” و”البزناسية” هي العطور والهواتف النقالة والحلويات والشوكولاطة، إذ تم بداية من 2019 الشروع في التدقيق بشكل كبير في العلب والسلع التي يجلبها هؤلاء معهم من الخارج، وفي كل مرة تحوم شكوك حول شبهة التهريب والاستيراد خارج القانون، بإصدار تعليمات للبحث في حقائب وأمتعة الطرف المشكوك فيه.

مقالات ذات صلة