هلال سوداني اللاعب “الرحالة” يختار الراحة في الخليج العربي!

129 دقيقة فقط هي حصة المهاجم الجزائري المخضرم هلال العربي سوداني مع ناديه اليوناني أولمبياكوس هذا الموسم، أي أقل من مباراة ونصف مباراة من اللعب فقط، وهي كمية لا تشفع له بالعودة إلى المنتخب الوطني الجزائري قبيل بداية تصفيات كأس العالم وتسجيل مزيد من الأهداف بالنسبة للاعب، الذي يعتبر واحدا من أحسن الهدافين في تاريخ المنتخب الجزائري.

هلال سوداني قرر فسخ عقده مع ناديه أولمبياكوس وكل التقارير تؤكد بأن وجهته ستكون خليجية ليلتحق بياسين براهيمي وسفيان هني وعدلان قديورة ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح، ضمن اللاعبين الذين فضلوا الراحة والمال في دوريات لا تطلب منهم التضحيات والمنافسة الشديدة مثل الدوريات الأوروبية بالرغم من أن هلال سوداني لم يلعب سوى في الدوريات المتوسطة وحتى الضعيفة وهي البرتغال وكرواتيا واليونان، إضافة إلى تجربة في الدرجة الثانية الإنجليزية مع نونتنغهام فوريست.

مشكلة هلال سوداني هذا الموسم أنه لم ينل ثقة مدربه، ومع ذلك سجل في هذا التوقيت المجهري هدفين في دوري صار محطة للاعبين العرب حيث يلعب إلى جانبه المغربي يوسف العربي صاحب 14 هدفا والمصري كوكا صاحب الخمسة أهداف كما يوجد في نفس الدوري اللاعب المصري وردة صاحب الثلاثة أهداف، وحتى خلال الموسم الماضي سجل هلال سوداني سباعية في توقيت قليل لم يزد عن الألف دقيقة، ما يعني أن أرقامه من حيث التهديف جيدة جدا، ولكن مدربه البرتغالي بيدرو مارتينس لا يثق فيه.

يسقط سوداني من سرج منافسة أوربا ليغ التي تأهل إليها أولمبياكوس، بعد إقصائه من دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا في المركز الثالث، حيث لعب هلال بعض الدقائق من كل المباريات في فوج ضمّ مانشستر سيتي، والانتقال إلى الخليج العربي سينهي للأبد في حياة سوداني ومغامراته الأوروبية التي تشرّف بالمشاركة فيها سواء رابطة الأبطال الأوروبية أو أروبا ليغ في إطلالاته مع دينامو زغرب الكرواتي أو ألمبياكوس اليوناني، أو حتى غيماريش البرتغالي الذي بدأ معه تجربه احترافية وفاز في صفوفه بكأس البرتغال في مبارة تاريخية أمام بنفيكا كان سوداني مسجل أحد أهداف فوز فريقه فيها.

بدأت رحلة  هلال سوداني إلى عالم الاحتراف منذ عشر سنوات من جمعية الشلف إلى البرتغال حيث تقمص ألوان فيتوريا غيماريش في سنة 2011 وحصل معه على كأس البرتغال، وبعد موسمين في البرتغال انتقل إلى كرواتيا ولعب مع دينامو زغرب، واطمأن في هذا البلد الذي تعتبر فيه البطولة ضعيفة المستوى، وتضم 12 ناديا فقط، فسجل في أول موسم له مع هذا الفريق 16 هدفا وصار واحدا من نجوم الدوري الكرواتي، ولأن أجره كان مرتفعا رفض هلال سوداني اللعب في دوريات أقوى مثل فرنسا وإسبانيا، مفضلا ما يتقاضاه من مال في كرواتيا، وكان يشارك في كل موسم في دور المجموعات من أوربا ليغ فقط، ولم يلعب دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا مع دينامو زغرب سوى مرة واحدة، فاز فيها دينامو زغرب في مباراة واحدة على أرضه أمام أرسنال وخسر بقية المباريات وخرج من الدور الأول.

وأهم ما حققه هلال سوداني في حياته، هو المشاركة في مونديال البرازيل في صيف 2014، ولم يوفق لا في التسجيل ولا حتى في تقديم تمريرات حاسمة، ولكنه لعب أساسيا في مباراة بلجيكا الأولى وفي مباراة الدور الثمن النهائي أمام ألمانيا وكان ضمن نجومها، وجرحته الإصابة في تجربته المثيرة في إنجلترا مع نوتنغهام فوريست الإنجليزي وكان إلى جانب عدلان قديورة، فغاب عن “الكان” التي فاز بها زملاؤه في الصيف الماضي.

لعب سوداني الذي بلغ في 25 نوفمبر من السنة المنقضية الـ 33 سنة في الجزائر والبرتغال وكرواتيا وإنجلترا قبل أن يستقر في اليونان في فريق كبير تأسس في سنة 1925، وهو عبارة عن فريق الأحلام بالنسبة للفرق اليونانية، ولم يعد له من حلم يحققه سوى معاودة المشاركة في المونديال مرة ثانية برغم صعوبة المهمة وتتمثل أولا في تقدمّه في السن وقوة المنافسة مع بلايلي ووناس وخاصة سعيد بن رحمة، وفي أسوأ الأحوال سينعم سعيد بن رحمة بنهاية رحلة كروية في دول الخليج العربي وسيتذكر الناس أنه من ضمن الطيور النادرة التي طارت من الجزائر، والتي تمكنت من الصمود في عالم الاحتراف لمدة عشر سنوات كاملة، سجل فيها لحد الآن 126 هدف في الدوريات فقط.
ب.ع