الجزائر
وزير خارجيتها حضر اجتماع الجزائر وقواتها تضرب في درنة

هل أصبحت مصر عقبة أمام حل أزمة ليبيا؟

محمد مسلم
  • 4810
  • 8
ح.م

خلص الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي رعته الجزائر، إلى الدعوة لتنفيذ خطة العمل الأممية من أجل حل الأزمة في ليبيا، وتوفير الظروف الملائمة الكفيلة بتسريع تنفيذها، أملا في إنهاء أزمة الجارة الشرقية.
وكشفت نتائج هذا الاجتماع عن وجود إرادة لدى الدول الثلاث في إنهاء الأزمة الليبية، غير أن تباين الحسابات الاستراتيجية لكل بلد، كبلت هذه الإرادة، والإشارة هنا إلى مصر التي وضعت سلاحها الجوي تحت تصرف أحد أبرز أطراف الأزمة، بات يتصرف وكأنه سلطة موازية، لكنها غير معترف بها دوليا.
وفي الوقت الذي تؤكد الجزائر أنها “تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية ولم تنقطع جهودها الجادة بعيدا عن الأضواء في التواصل مع الأشقاء في ليبيا على اختلاف توجهاتهم، وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والمحلية، من اجل تحقيق التوافقات الضرورية للحل السياسي”، كما جاء على لسان وزير خارجيتها عبد القادر مساهل في كلمته الافتتاحية، تسلح مصر أحد أبرز أطراف الأزمة ممثلا في اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد ما يعرف بـ”عملية الكرامة”.
وبينما كان مساهل ونظيريه التونسي خميس الجهيناوي والمصري سامح شكري مجتمعون بالعاصمة لبحث سبل حل الأزمة الليبية، كان سلاح الجو المصري يضرب إلى جانب قوات حفتر في أقصى الشرق الليبي، خارج إرادة حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.
التباين الجزائري التونسي من جهة، والمصري من جهة أخرى، جسدته كلمة مساهل التي قال فيها إن “الجزائر تواظب بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني على سد الاحتياجات الضرورية لسكان المناطق الحدودية”، وهو المنطق الذي تعمل به المجموعة الدولية، باستثناء مصر التي زادت بموقفها هذا الأزمة تعقيدا.
وتتفق الجزائر وتونس على تنسيق الجهود مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس برئاسة فايز السراج، وتعتبران ما يقوم به حفتر تمردا على مؤسسات الدولة الليبية الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، تذهب القاهرة في الاتجاه المعاكس، وتصر على تحجيم دور الحكومة المركزية وتدعم هيئة غير شرعية وغير معترف بها دوليا.
وقد استغل مساهل الفرصة ليوجه رسائل مشفرة لنظيره المصري، مذكرا إياه بخطورة ما تقوم به بلاده من ممارسات، وإن كان ذلك عبر تلميحات سوف لن يخطئها سامح شكري، كما جاء في كلمة مساهل، الذي أكد أن”استمرار الأزمة يعيق الجهود التي يبذلها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني..”، وفي ذلك إشارة إلى الأعمال العسكرية التي يقوم بها حفتر وأنصاره في الشرق الليبي.
كل هذه المعطيات من شأنها أن تطيل من عمر الأزمة الليبية، والدليل أن الاجتماع الذي تم بالجزائر مساء الإثنين، يعد الرابع من نوعه، ومع ذلك لم تتحقق لحد الآن الأهداف المرجوة من وراء هذه الاجتماعات.

مقالات ذات صلة