جواهر
نساء يتساءلن في بداية المشوار:

هل الزواج غلطة وورطة؟!

نادية شريف
  • 7769
  • 3
ح.م

الزواج في بدايته صعب للغاية نظرا لتباين العقليات بين النساء والرجال بشكل عام وبين الرجل وامرأته بشكل خاص، ولعل هذا ما دفع بالكثيرين للتغني بالعبارة الشهيرة: “الزواج غلطة وورطه وطول العمر ربطة يا يصيب يا يخيب يا يجيب جلطة” فهل نصف الدين فعلا كذلك أم أن أزواج العصر لا يصبرون ولا يقدرون على تحمل المسؤولية أم أن ضغوطات الحياة ضيقت مساحة المشاعر وأخفت الإيجابيات فلم يعد ظاهرا للطرفين أو أحدهما سوى السلبيات؟!

تقول سميرة: “أنا متزوجة من 6 أشهر وبصراحة أشعر بأني اقترفت أكبر غلطة لأني صرت مقيدة في تصرفاتي وكل حركاتي وسكناتي صارت محسوبة بعدما كنت أتمتع بكامل الحرية في الدخول والخروج والتنزه مع الصديقات”. وتقول وردة: “لم أكن أعلم بأني سأندم بمرور فترة وجيزة على زواجي.. كنت مسؤولة عن نفسي وأصبح سي السيد مسؤولا علي، ينتقد طريقة لبسي وكلامي، وأي تصرف مهما كان بسيطا لا بد وأن يبدي ملاحظات بشأنه، ثم إني صرت كالخادمة عنده، أغسل ملابسه وأطبخ له في حين يقضي أوقاته مع أصدقائه ولا يلتفت لحاجاتي كأنثى”.

من جهتها تقول فتحية: “بالمختصر الحياة الزوجية مملة وما أحلى العزوبية، حين أجلس مع نفسي وأتذكر كم كنت متشوقة للزواج أشك إن كنت في كامل قواي العقلية حينها.. آه لو يعود الزمان إلى الوراء.. آه فقط لو تتاح لي فرصة اتخاذ القرار من جديد.. صدقوني سأختار البقاء مع عائلتي، حيث أدخل للمنزل وأجد أمي حفظها الله قد أعدت لي الطعام الشهي فلا أضطر للدخول متعبة إلى المطبخ بعد عناء يوم شاق”.

وبنبرة هادئة وعبارات متوازنة تنم عن رزانة ووقار قالت سعاد: “الزواج في بدايته صعب حقا ولكنه ليس “غلطة” أبدا لأنه سنة الله التي تقتضي تعمير الكون حتى يرث الأرض ومن عليها، كل ما في الأمر أن الطرفين ينبغي أن يتحليا بالصبر وأن يعتمدا أسلوب التجاهل والتغاضي كي ترسو سفينة علاقتهما في بر الأمان”، وتشاطرها تماني الرأي حيث تقول: “ما أصعب البدايات وما أحلى ثمار الصبر، في الحياة الزوجية.. تغير المرأة بيتها وأهلها فتشعر بالغربة ثم ما تلبث أن تألف بيتها الجديد وشريكها الذي صار كل ما لديها فتصير لا شعوريا مرتبطة بمملكتها وتجد صعوبة في تركها والنساء اللواتي يقلن بأنهن أصبحن يفضلن بيوتهن ويجدن راحتهن فيها أكثر من بيوت أهاليهن خير دليل على أن المشاعر تتغير”.

وعن المتشائمات اللواتي خضن تجارب فاشلة فحكمن من خلالها على الزواج بأنه كله شر تقول فلة: “عن أي رباط مقدس يتحدث الناس؟ والله إنه مشنقة وحبل إعدام وصدق من قال بأن الزواج مقبرة الحب، لأني أخذت أقوى صفعة من رجل ظننت بأنه سوف يعاملني كالملكة لكني نسيت بأن بعض الظن إثم وصرت كالخادمة له ولأهله حتى فقدت أعصابي وقررت التحرر من قيوده التي فرضها عليّ” وتقول فريدة: “مطلقة ولا زوجة برتبة خادمة.. قطف زهرة شبابي ثم تركني للذبول دون أن يسقيني من فيض مشاعره وها أنا وحيدة في عمر 25 بعد قصة حب انتهت بحرب في أزقة المحاكم على طفلة عمرها سنة واحدة ثم يأتي من يقول بأن الزواج رحمة.. إنه مهلكة!”

قصص النساء مع الزواج كثيرة وصدمتهن من تغير الأزواج وإهمالهم لهن طافية على السطح، ولعل أرقام الطلاق المرعبة التي وصلت إلى 130 ألف حالة مؤخرا في صفوف المتزوجين حديثا والذين لم يدر الحول على ارتباطهم تنذر بدمار حقيقي للمنظومة الأسرية التي ما عاد أهم ركائزها على قدر المسؤولية، فأين يكمن الخلل يا ترى؟

مقالات ذات صلة