-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل الزواج ينهي صداقات الرجل؟

فاروق كداش
  • 1565
  • 0
هل الزواج ينهي صداقات الرجل؟
بريشة: فاتح بارة

الزوجة والأصدقاء معادلة صعبة للغاية لن يحلها ذكاء إنشاتين، ولا فلسفة سقراط، ولا فصاحة المتنبي، ولا رومانسية القباني.. فالمزج بين البارود والنار، سينتهي حتما بانفجار في العلاقات العامة والخاصة، والزوجة كقائد منتصر ستؤكد في معرض شرحها لخطة الحرب، أن الأصدقاء كانوا في جبهة العدو.. قد تكون هذه المقاربة مبالغا فيها، لكن، أليس فيها بعض الحقيقة.. فهل الزواج في رأيكم ينهي حياة الرجل الاجتماعية؟

الصداقة مهمة للزوجين، رغم انشغالهم الدائم، فالأصدقاء الحقيقيون سند وقت المحن، ومرشدون ناصحون في الفترات العصيبة، خاصة إن كانوا متزوجين. ويمكن للأصدقاء أن يكونوا مصدر طاقة إيجابية، ومنبعا للدعم النفسي، كما يقوم الأصدقاء بدور الأخصائيين النفسانيين، الذين يساعدون صديقهم المتزوج في التخلص من التوتر والضغط.

صداقات العزوبية هي الأسوأ بالنسبة إلى الزوجة، والأكثر خطورة على الزواج، فالعزاب مغامرون يجرون صديقهم إلى الخروج والتسكع في أوقات متأخرة، وقد يدفعونه إلى ما لا تحمد عقباه.

وترى الزوجة بأنها أحق بهذه الأوقات التي يقضيها الرجل مع أصدقائه، وأنهم لا يستحقون حتى أن يمنحهم بعضا من وقته.

وهناك أيضا صداقات العمل التي تكون أكثر اتزانا، رغم أنها لا تتعدى أحيانا علاقات الزمالة.

النوع الثالث من الصداقات، التي تراها الزوجة صحية ومثالية، هي صداقة الرجال المتزوجين، الذين يعيشون نفس الوضع الاجتماعي ولديهم نفس المسؤوليات.

أخطاء كثيرة يقع فيها الأزواج في بداية الزواج في التعامل مع الأصدقاء، مثل أن يتجاهل كل منهما حجم مسؤولياته، وأن يكثر الرجل من الخروج مع الأصدقاء، تاركا الزوجة تضرب الأخماس في الأسداس، وأيضا من الأخطاء: البوح بالأسرار الزوجية للصديق أو الصديقة، فتحدث مشاكل داخل البيت.

اعترافات كثيرة، استقيناها من رجال متزوجين وزوجات وأصدقاء، إما بالسؤال المباشر أو المناورة الحوارية، السيد مصطفى، وهو موظف في مؤسسة عمومية، يقول إن الزواج لا ينهي صداقات الرجل، بل تنتهي من تلقاء نفسها، بسبب المسؤوليات والعمل والأجندة المختلفة. ويضيف: “الصداقات الحقيقية لا تنتهي، بل تتجدد، خاصة بعد زواج الأصدقاء، لأنهم سيتفهمون وضع صديقهم الذي سبقهم بالزواج”.

رابح، كشف لنا سر الموازنة بين الزوجة والأصدقاء: “قمت بعد زواجي بإجراء نوع من التقييم والمفاضلة للعلاقات التي تربطني بالأصحاب، وكما يقول المثل: ما يبقى في الواد غير حجارو.. أبقيت على الصداقات القوية والمتينة، وسارت الأمور بسلاسة، أنا ألتقي أصدقائي في أوقات معينة، خاصة أن لكل منا مسؤوليات”.

يقع الأزواج في حيرة من أمرهم بين إلحاح المرأة على إبقاء الرجل في البيت، وبين خروجه المطول مع الأصدقاء. فإعادة استرجاع التوازن لا تتم إلى بعد فترة طويلة من الزواج، خاصة حين يكبر الأولاد قليلا، ويقل احتياج المرأة إلى الزوج، بل عادة ما تطلب منه الخروج لتتمكن من الاهتمام بشؤون البيت.

يصنف وليد نفسه في خانة المحظوظين، فزوجته تتفهم رغبته في لقاء الأصحاب، وتحثه على التواصل معهم والسؤال عنهم، لكن، يعقب وليد المحظوظ: أحاول ألا أهمل زوجتي، لكي لا ينقلب هذا التفهم هما وغما”.

منير، متزوج منذ 3 سنوات، يؤكد أن الزواج لا يفسد للصداقة ودا، بل يجب أن يخصص الرجل وقتا يقضيه مع أصدقائه المقربين، فيروح عن نفسه بالمسامرة و”القصرة” الجميلة، وتذكر الماضي والمغامرات والأسفار وغيرها من الذكريات الجميلة. ويردف: “لا يجب على المرأة أن تحتكر زوجها، وأن تسلبه حريته، فينقلب الأمر بعد فترة إلى ملل وضجر وسيشعر الرجل بالاختناق”.

الأصدقاء، من جهتهم، لا يعتبرون أنفسهم مذنبين.. فمثلا، سفيان، شاب أعزب، يرى بأن الزواج قد يغير من يوميات الصديق المتزوج، وعلى الجميع التفهم، فموعد ولوجه البيت لا يجب أن يتجاوز ساعة محددة، ليس بسبب خضوع أو إذعان، لكن، احتراما للمرأة التي تركت بيت أهلها لزوج يكون هو سندها في الحياة.

في المقابل، يعتب بعض العزاب على صديقهم المتزوج إهماله لصداقاتهم وطلعاتهم العابثة، ويتهمونه بأنه لم يدخل قفصا ذهبيا، بل سجنا حكم عليه فيه بالمؤبد وسجانته لا ترحم.

الطرف الثالث

للزوجات رأي في الموضوع.. مونيا، ترى بأن على الرجل ألا يهمل بيته من أجل قضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء، وأن يدرك أن الزواج مسؤولية، وأنه من غير الممكن أن يلقيها كلها على عاتق زوجته”، سارة لا تحتج حين يطيل زوجها المكوث مع أصدقائه: “الحديث مع الأصدقاء أسلوب صحي للتخلص من الهموم، خاصة في مجال العمل والعلاقات الأسرية”.. وتشرح نظريتها قائلة: “حين يلتقي الزوج بأصدقائه يعود بعدها إلى البيت بمزاج أفضل”. نورهان، تزوجت حديثا وزوجها شاب لم يكمل الثلاثين، تتحدث عن تجربتها مع أصحاب زوجها: “هو أول من تزوج في شلة أصحابه، كان الأمر شاقا في البداية، خاصة أنه كان أحيانا يسهر مطولا خارج البيت، فتنتابني الشكوك، لكنه مع الوقت تغير وصار يمكث في البيت في المساء بعد يوم كامل من العمل المضني في المكتب، بعد مدة، انقطع عن أصدقائه، ولم يبق له سوى صديقين من أيام الطفولة… على المرأة أن تصبر فقط”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!