جواهر
وجهات نظر

هل العمل يخدمك أم يخدم زوجك والمجتمع؟

سهام علياوي
  • 1788
  • 8
ح.م

مهما تعددت الآراء واختلفت وجهات النظر في قضية عمل المرأة، سواء كانت في الجزائر أو غيرها من بلدان العالم فلا يمكننا الجزم في القضية إن لم تتحدث المرأة بنفسها عن آمالها وآلامها وعن ما تريده هي، فالمرأة في الدول الأكثر تحررا مازالت لحد الآن تسارع من أجل مساواتها في الأجر مع الرجل الذي تعمل بمثل دوامه وتتقاضى أقل منه أجرا وهو أمر يغنينا عن كل كلام عن حقوق المرأة واستنزاف طاقاتها حتى في الدول التي تدّعي العدالة والمساواة.

أما في مجتمعاتنا فالمرأة تتعرض لضغوطات عديدة عكس الرجل الذي هو مطالب بالعمل خارج البيت في كل الأحوال، فالمجتمع الجزائري أصبح أكثر انفتاحا وهو يطالب المرأة في كل حين بالدراسة والاجتهاد من أجل الحصول على وظيفة تحقق بها ذاتها وتكون درعا واقيا أمام شريك حياتها فتحقق اكتفاءها المادي وتمتنع عن الخضوع والذل وإن استلزم الأمر وانتهت حياتها الزوجية بالطلاق فستكون الخسائر أقل لأنها  إمرأة عاملة دون النظر أحيانا لمستقبل الأبناء الذين  يحرمون من العيش في كنف أسرة مجتمعة.

وإن تحدثنا عن ضغوطات العمل فهي لا تعد ولا تحصى، بداية من رحلة البحث عن عمل، الذي لا يمكن الحصول عليه إلا بإحدى هذه الطرق، إما عن جدارة واستحقاق وقلمّا نسمع عن ذلك أو عن طريق وسيط وما أكثرها خاصة في السنوات القليلة التي مضت وقد تلجأ المرأة أحيانا إلى استعمال طرق ملتوية تهدر فيها كرامتها، وإن تمكنت من الحصول على المنصب فهي قد تتعرض أحيانا لكل أنواع التعب النفسي والإجهاد بسبب “الحقرة” والاستغلال والتحرش أوغيرها من المشاكل التي تعاني منها يوميا خاصة في القطاعات التي تكون أكثر احتكاكا بالرجل.

أما إذا قررت أن تؤسس أسرة وهو حقها الطبيعي، فبمجرد أن تنجب حتى تبدأ مشاكلها وهمومها بالظهور، إذ هي مجبرة على رعاية أطفالها خاصة إذا كانوا أكثر من واحد، تراها تجري كل صباح تحمل رضيعا إلى( أمها وليتها تكون أمها ) أوجارتها وتذهب بآخر إلى الحضانة، تعب نفسي وإرهاق شديد وزوج قد يكون متعاونا أولا يكون، بالإضافة إلى مسألة راتبها التي تكون أحيانا محل نزاع.

فمن حسن حظ المرأة أن العرف والدين لا يطالبانها بضرورة الإنفاق على الأسرة وإعالتها إضافة إلى عملها داخل البيت ولو افترضنا أنها مجبرة على تحمل كل مسؤوليات الأسرة داخل وخارج البيت لكانت المرأة أتعس مخلوق على وجه الأرض، فلك الله أيتها الأنثى في كل مكان وزمان ولك القرار وحدك فالله تعالى ركّب فيك عقلا وأنزل لك شرعا يقول فيه “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.

مقالات ذات صلة