-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تسرق مصر انتصار المقاومة؟

حسين لقرع
  • 3071
  • 17
هل تسرق مصر انتصار المقاومة؟

هناك تخوّفٌ شديد ينتاب الفلسطينيين وكل محبي المقاومة من أن تؤول المفاوضات الجارية في القاهرة، إلى سرقة انتصارها والالتفاف على مطالبها العادلة وفي مقدمتها رفع الحصار وفتح المعابر وبناء ميناء ومطار…

لقد وقف النظام المصري إلى جانب الاحتلال، وأيّد عدوانه على غزة، وقدّم مبادرة مشبوهة منحازة إليه بشكل سافر، فساهم بذلك في إطالة أمد الحرب وسقوط 12 ألف ضحية بين قتيل وجريح وإحداث دمار هائل في القطاع. وبعد انطلاق المفاوضات، رفض حتى أداء دور “الوسيط المحايد” ووقف إلى جانب العدو، حتى أن عدداً من الإعلاميين الصهاينة اتهموه بتعمّد عرقلة المفاوضات للخروج باتفاق لا يلبِّي مطالب حماس، في حين يتحرّق سكانُ المستوطنات القريبة من غزة شوقا إلى نهاية الحرب للعودة إلى بيوتهم.

ومنذ أيام وصف الصحفي بجريدة “يديعوت” أليكس فيشمان، مفاوضات القاهرة بـ”السيرك” وأكد أن مدير المخابرات المصرية لا يتحدّث مع وفد حماس إطلاقاً ويكتفي بالتعامل مع عزام الأحمد، ويبرِّئ فيشمان ضمنياً الوفدَ الصهيوني من تهمة التماطل وعرقلة المفاوضات، ويؤكد أن “المصريين هم الذين ينكِّلون بحماس ويرفضون كلَّ مطالبها بشكل فظ”، وإذا استحضرنا أيضاً تصريح وزيرة العدل تسيبي ليفني، بأن هناك اتفاقاً بين حكومتها ومصر على “خنق حماس”، فإنه يمكن الاستنتاج دون عناء أن المراهنة على مفاوضات القاهرة للتوصّل إلى اتفاق يلبي مطالب المقاومة، هي في غير محلها؛ إذ لا يمكن أن ننتظر من نظام تحوّلَ إلى “حليف إستراتيجي” للكيان الصهيوني كما وصفه نتنياهو، أن يضغط على “حليفه” ليقدّم تنازلاتٍ حقيقية للفلسطينيين، وهو الذي يغلق معبر رفح للضغط عليهم عوض أن يفتحه للضغط على الصهاينة. 

أسلوب “الهدنات المتواصلة” الذي تعتمده مصر لا يبشّر بالخير، ويهدف إلى تليين مواقف أصحاب الحق خلال المفاوضات ودفعْهم إلى تقديم التنازل تلو الآخر بمرور الأيام، إلى غاية الوصول إلى اتفاق لا روح فيه ولا يلبّي المطالب الرئيسة للمقاومة.

وحينما يؤكد خالد البطش، أحدُ أعضاء الوفد المفاوض، أنه لم يتمّ تحقيق أي تقدّم جدي في المفاوضات حول أيّ نقطة، فإن هذا يعني أن هذه المفاوضات، وأسلوب “الهدنات المتعاقبة”، ليست سوى مصْيدة للمقاومة للقبول باتفاق لا يستجيب لمطالبها.

وإذا انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات ليلة الإثنين ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وفق أهمّ شروط المقاومة، فالأفضل لها أن تنسحب منها نهائياً ولا تقبل بهدنة رابعة أو بتوقيع اتفاق ذليل يسرق نصرها، كما تريد مصر قبل الصهاينة.

لقد قال الصهاينة بوضوح أنه ينبغي الاستثمار جيداً في قيام “التحالف الاستراتيجي” بين كيانهم ومصر وثلاث دول عربية أخرى، لحرمان حماس من تحقيق أيّ انتصار سياسي في المفاوضات، ولذا يُرجح أن تنتهي الجولة الثالثة أيضاً من المفاوضات ليلة الإثنين دون التوصّل إلى اتفاق نهائي وفق أهمّ شروط المقاومة. وفي هذه الحال، الأفضل لها أن تنسحب من “سيرك” المفاوضات نهائياً ولا توقع اتفاقاً ذليلاً يسرق نصرها، كما تريد مصر قبل “حليفها”.

  وللمقاومة بعد ذلك أن توقف القتال لإعادة بناء ما تهدّم وتضميد جراح السكان والاستعداد للحرب القادمة، أو أن تشنّ حرب استنزاف على العدوّ تدوم أشهراً أو سنوات، من خلال إطلاق أعدادٍ محدودة من الصواريخ على مستوطناته ومدنه يومياً، لإجباره على الإذعان لمطالبها وشروطها وفكّ كل القيود عن غزة وسكانها، حتى وإن كان ثمن هذا النوع من الحرب باهظاً بدوره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • سي العربي

    مارانيش نهدر على المقاومة الحقيقية ربي يكون في عونها راني نهدر على الخونة تاع حماس و المغرر بهم كيما نتا.راجع التاريخ و الأحداث و شوف شكون باع و شكون شرا و إتفاقيات 2012 ماراهيش بعيدة وكانت تحت رعاية الإخوان و إعتبروها نصرا أنداك فأين نحن منها وهل طبقو بني صهيون ما وعدو به. كيف تفسر قتل 2000 فلسطيني دون الوصول لقادة حماس وخاصة من منهم موجود بأكبر قاعدة أمريكية {قطر }أنا بالاك خصني الوضوء الصغير أنت خاصك الوضوء الكبير . وما عرفناش شكون لراه يدير التصنيف تاع الخونة و الأمناء فاهم آخر الزمان

  • أحمد

    يتبع...اما عن حماس فأي نصر تتحدث عنه ياسيدي وهي حركة لاتعرف معني المسئوليه تستهزء بارواح الشعب في غزة وسبل معيشته وهذا ليست اول مرة بل لثالث مرة تفعل هذا لتبقي في الصورة وتظل مسيطرة علي غزة مكرسة للانقصام الفلسطيني الذي يريده الاحتلال الصهيوني ان يظل للابد.واذا كانت حماس منتصرة فعلاً فكانت بالتأكيد لن تذهب للقاهرة ياسيدي.مصر لديها من المشاكل الكثيرة ياسيدي ولن تسرق نصر كما تزعم اذا كان نصر فعلاً مصر تريد ان تصحح المواقف الغير مسئولة وتقدم من يطالب من الفلسطنين باستقلال ارضهم وليس السماح بالصيد.

  • أحمد

    علي كاتب المقال اولاً ان يشرح لنا معني النصر العسكري لانني أعرف له معني واحداً وهو هزيمة عدوك لتملي عليه ارادتك في مفاوضات سياسية واحسب بأن الجزائر قد قدمت مليون ونصف شهيد في كفاحها ضد فرنسا وانتصرت عليها ولم تطلب من فرنسا في المفاوضات ان تنسحب فقط من قلب العاصمة او ان تسمح لكم بالصيد في البحر المتوسط او بالتنقل بين المدن بحرية بل كان الطلب هو الاستقلال التام الحاسم الصارم ورضخت فرنسا لهذا لانها رضخت لارادة المنتصر وهو الشعب الجزائري.هذا هو النصر الذي نفهمه ياسيدي اما عن الحالة التي تتكلم.يتبع.

  • فاد

    يا سي الغربي أو سي سي روح توضأ قبل متهدر على سيادك في المقاومة .
    في آخر الزمان يخون الأمين ويصدق الخائن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • مع فلسطين ظ أو مظ

    هذا النظام المجرم الخائن الذي قتل من ابناء شعبه العزل 1000 أو أكثر في يوم واحد . هل سيرضى لغزة الخير ؟؟؟
    الأفضل أن تتفاوض المقاومة مباشرة مع الكيان المجرم ( اسرائيل ) بدل كيانين مجرمين .

  • نصرو الجزائري

    الجزائر قبل ان تكون شوية غاز وبترول كانت ولا تزال بلد الشهامة والشهادة والعلم والعلماء والمواهب والعقول والاصول والتاريخ والحاضر والمستقبل يا جاهل

  • خميس ابو العافيه

    من قبل ماانت تتولد ومصر تساند القضه الفلسطنيه

  • ابن المنصوره

    أكيد ، لو قبلت حماس بالمبادرة المصرية لتوقفت الجرائم التالية : 1 ـ السعى من حين لحين إلى إفتعال الحوادث حتى تظهر بطولتها أمام الفلسطينيين والعرب ، 2 ـ إشغال الرأي العام العربي عن أحداث سوريا والعراق ، إرباك السياسة المصرية الوطنية ، وإفشال أيتحرك لمصر العروبة والإسلام حتى لا تأخذ دورها الطبيعي في المنطقة والعالم / حسب المخططات الإيرانية 4 ـ إعطاء شهادة حسن سلوك لدول الممانعة ؟

  • من الدنيا

    اقول لكاتب المقال انه شاهد ماشفش حاجه ولايعرف شىء عن مصر هو كاتب لمجرد انه كتب مقال او مقالين عن مصر للشهره يعنى حتى يلاقى تعليق هنا او هناك .....

  • الحكايه

    عن اى انتصار تتحدث عن الخراب والدمار الذى لحق بغزه عن اى انتصار تتحدث عن قتل الابرياء بدون اى سبب .....اما عن مصر هى صاحبه المبادره الوحيده التى لو قبلت بها حماس من البدايه لما حل الخراب والدمار بغزه وفى نهايه المطاف قبلت بيها حماس وذهبت الى القاهره للتفاوض وبشهاده خليل الحيه عضو فى حماس ان مصر بذلت مجهود كبير حتى تنجح المفاوضات وان شاء الله تكلل بالنجاح .... وين السرقه التى سرقتها مصر يا كاتب المقال ؟؟

  • سي العربي

    ـ الصراع دائر في فلسطين و بالأخص غزة وهم بأمس الحاجة إلى حل ينهي الدمار و القتل فلمادا يا صاحب المقال تزيد الطين بله من خلال تحليلك و دفاعك المستميت على من هم سبب الخراب و التشتيت الحاصل في البلدان المجاورة كا سوريا و ليبيا و دول عربية أخرى. الجميع يعرف ما فعلوه مسؤولو حزب الإخوان و حماس في شعوبهم. رائحة الخيانة و العمالة فاحت فلا تغطو الشمس بالغربال فلم تكفيكم الدماء و الأرواح بل ما زلتم تتاجرون بقضية فلسطين و تزيدون في رصيد الأحقاد حتى أصبح الإقتتال ما بيننا و ليس موجه لعدونا. أتقو ربكم

  • بدون اسم

    مصر السيسي لا تبدل ايمجهود في غلق معبر رفح.اما نظام الجزائر فليست له علاقات مع الصهاينة.خيانة مصر الانقلابية اصبحت واضحة للجميع وتامرها على سكان غزة .ان عداوة نظام السيسي لاهل غزة اكثر من عداوة الصهاينة لهم.هده حقائق ادركهاجميع سكان المعمورة الا ازلام السيسي لنفاقهم وتعصبهملكره الاخوان في مصر وغزة .كيف يمكن لدول امريكا الجنوبية ان تندد بالعدوان الصهيوني هل هم عرب هل هم مسلمون .تبا لكم با مصريين حثالة اهل الارضتبررون حتى الخيانةوالردة الصريحة .تبا لكم كرهكم كل احرار العرب والعالم.

  • Dr Mohna3li

    ماذا ينتظر أهل غزّة من نظام انقلابي على رأسه من خان رئيسه و قتل شعبه؟
    الصحف الصّهيونية تشهد على تواطؤ الانقلابيين في مصر مع العدوّ بل موقفه أدهى و أمرّ اليكم ما قالت يديعوت الإسرائيلية حسب ما نشر في جريدة الشّروق الجزائرية: القاهرة هي التي ترفض مطالب المقاومة.
    "إن إسرائيل لديها مقترحات تستجيب لغالبية مطالب المقاومة حتى الميناء، لكن "مصر منشغلة في ترويض النمر الحماسي"، وترفض هي وحدها جملة من هذه المطالب"
    على اللهالتوكّل و اليه المشتكى.

  • usama

    يخليك لامك ياخروف

  • عماد

    انه تواطؤ فاضح ضد الفلسطينيين .
    منذ متى ننتظر من مصر مساندة القضية الفلسطينية ؟
    اليست هي من ترفع دائما شعار الخيانة و الخذلان لكل القضايا العربية.
    رايي الشخصي وقد يشاركني فيه الكثيرون ....ان عدو الفلسطينيين هم العرب و خاصة المصريين.

  • hassan sowelam

    تحياتى لكاتب المقال .
    اود الاشارة الى أن موقف الحكومة والنظام المصرى الحالى لايعبر باى حال من الاحوال عن عقيدة غاليبة الشعب المصرى الحر.
    غزه وفلسطين والمسجد الاقصى واى شبر من ارض فلسطين غالى علينا حدا ولابد من تحريره من هذا العدو المغتصب .
    * وخلال اقامتى فى الجزائر الشقيق 8/2009 وحتى 6/2011
    وجدت ان فلسطين محفوره فى قلوب الشعب الجزائرى وهى جزع من عقيدة وكما اتمنى يجتمع احرار المسلمين فى الجزائر ومصر وكل احرار المسلمين والعرب والعالم اجمع لدحر العدو الصهيونى وكل من ساعدهم وعاونهم على ايذاء فلسطين

  • احمد ابراهيم

    لماذا لاتتدخل انت ونظامك طالما لاتتفق مع المجهود الذى تبذله مصر
    انتم على طول الزمان اصحاب كلام فقط
    لماذا لم تنجح مبادرة الجزائر اقول لك لماذا
    لأن الجزائر عبارة عن شوية غاز وبترول فقط