-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تونس أفضل منا؟

محمد سليم قلالة
  • 2378
  • 10
هل تونس أفضل منا؟

التحوّل السياسي الذي تعرفه الجزائر اليوم وستعرفه في المستقبل سيختلف تماما عن بقية أشكال التحوّل التي عرفتها وتعرفها المنطقة العربية.. مثلما عرفت أزمة فريدة من نوعها في بداية التسعينات ولم يكترث لها أحد، بل تشَفّى فيها الكثير، ستعرف تحوّلاً لا يتوقعه أحد، وربما سيُغيض الكثير هذه المرة.

على خلاف ما يبدو، نحن لا نتجه نحو مأزق سياسي، عكس ذلك تماما هناك وعيٌ سياسي متزايد لدى الجزائريين بمفهوم المصلحة الوطنية، هناك نوعٌ من الشعور لدى الناس بالخطوط الحمراء التي ينبغي ألا يتجاوزها أحد. بل هناك قدرة على معرفة النقطة الحرجة التي ينبغي أن تتوقف عندها المنافسة السياسية أو الحزبية أو السعي إلى تحقيق مزيد من المصالح.

 يبدو لي اليوم أن الكل أصبح يعلم من أين يبدأ وحيث ينبغي عليه التوقف، وهي نتيجة ليست بالهيّنة لمجتمع بصدد بناء دولته على أسس صحيحة.

يحتجّ الجزائريون، يخرجون إلى الشارع، يقطعون الطرقات، يرفضونحڤرةرؤساء البلديات أو أعضاء الحكومة، ولكنهم يعرفون السقف الذي يتحرّكون ضمنه، لا نتصور أبدا بأنهم مستعدون لتجاوزه مهما كانت الأسباب.

وهي مساحة الأمل التي تُبقينا باستمرار نثق في المستقبل رغم كل الصعوبات، بل وتُبقينا نعتقد أننا في آخر المطاف سنصنع النموذج السياسي الذي ينبغي أن يكون البديل، ليس لنا فحسب، بل لكل المنطقة.

لعلّ التجربة التونسية الأخيرة التي أصبحت اليوم محطّ الأنظار، وتبدو أنها قد قدّمت نموذجا فريدا من نوعه في مجال بناء الدولة الديمقراطية العصرية، ستبقى مرهونة ولفترة طويلة بتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة قلة الموارد وزيادة المتطلبات، وتأثيرات الخارج التي لا ترحم.

أما التجربة الجزائرية، فرغم التبديد الكبير لمداخيلها من المحروقات على مشاريع غير منتِجة، ورغم تلك السياسات الشعبوية التي اتبعت لاستمالة الناس، ورغم الفساد الذي ينخر جسدها على أكثر من مستوى، ورغم الفضائح المالية الكبيرة المسكوت عنها، فإن المواطن  بها يبقى يشعر بأنه يستطيع أن يكون الأفضل على أكثر من صعيد، ويستطيع أن يبني دولة تكون بحق هي النموذج والمثال الذي يُقتدى به.

 

وذلك هو المكسب الكبير، لم ينتج فقط عن سنوات من التمحيص والشدة لم يعرفهما أحد، بل عن حقيقة إمكانات وقدرات بشرية ومادية علينا ألا نفرّط فيها، بل علينا أن نستثمر فيها لبناء الخيار السياسي الأفضل، وترشيد السلوك السياسي نحو القمة، وبناء الدولة العصرية التي بها نحلم.. ونحن أهلٌ لذلك، فتونس ليست أفضل منا بكل تأكيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • algerien

    OUI ils sont mieux que nous avec un score 55 sebssy 45 marzouguy c est ça la democratie c e ne pas nous qui a voté un un chaise avec un score 82/100 C EST LA HONTE ce vrement des monsenges arretez vous et reveillez vous nous somme tro loin.

  • عبدالقادر

    اسمح لي ايها الاستاذالكريم ان اقول لك بما يؤلمني والكثيرمن العاقلين في بلادالعرب والمسلمين اين يهدر عفوان الشباب وعبقريته وجده و اجتهاده في الفراغ او في اللهو واللهث وراءالربح السريع و تعلمه الاتكال على غيره حتى في ماكله ولباسه ومدواته و سلاحه الذي يدافع به على ذاته وترابه وعرضه وشرفه ووطنه.مايؤسفني كثيرا و اجد مرارةفي قوله لكن الحق يعلو ولايعلى عليه فسبب ذلك كله انظمة الحكم التي يقودها ديناصرات لقنته التبعيةوالخنوع للزعيم والتبعية للغير بدل الاعتمادعلى عقولهم وعلمهم وعملهم لبناءبلدانهم بسواعدهم

  • Ana

    للاسف باختيار التوانسة لواحد فلولي من النظام الباءد تكون تونس قد عادت الى نقطة الصفر وكما يقال كانك يابوزيد ما غزيت و في كل الاحوال تمنياتنا بالتغير الديمقراطي الحقيقي لتونس و الله يجب لما فيه الخير لهذا الشعب الشقيق

  • franchise

    تونس ليست افظل منا و لكن بكل بساطة هي اصغربكثير منا.

  • الجزائرية

    بل نتفاءل بأقلام مثلك السيد قلالة الذين يحللون الواقع الوطني بكثير من الإستشراف الواعي ..و هذا أيضا إحدى ثمرات التجربة الجزائرية لما بعد التعددية..و أنا أتابع تحليل أحد الجزائريين للشأن التونسي مع بعض الأشقاء من تونس و هو يحلل الوضع أحسست باعتزاز كبير خاصة وأن الأشقاء قد انبهروا في طريقة تحليله للوضع و رؤيته للأمور..و هذا في إحدى القنوات الجزائرية الخاصة.بهذه النخب النيرة سياتي حتما التغيير و قد رأينا كم الوعي و نوعيته لدى الشعب الجزائري فهو ينتفض لمطالبه المشروعة لكنه لا يساوم سيادته الوطنية

  • مناظل

    ما يحدث اليوم في الجزائر سيصل إلى البلدان العربية الأخرى بعد 20 عام أو أكثر, كما وصلهم ربيعهم. نحن السباقون بالفطرة و ما قلته يا أستاذ قلالة صحيح. أمورنا اليوم تبدو لهم مسخرة, كما قالوا عنى إرهابيين من قبل.

    الشعب انتخب بوتفليقة ليس حبا في الرجل بل ليقول للخلاطين "لا" و الأت أفضل بإذن الله. لقد فوت الشعب على الخلاطين فرصتهم التي كانت وشيكة المنال في نظرهم, و الشعب يدرك تماما أن بعد العسر يسر إن بعد العسر يسر.

  • Fennec Blanc

    Non la Tunisie n'est pas meilleur, il y a juste une différence et elle est de taille, en Tunisie il y a une Elite compacte, honnête et sincère, ni intégriste ni congelée loin des Aarouches et des calculs restreints des partis, en Algérie on a une élites opportuniste,haineuse, corrompu et narcissique, loin du peuple et sa réalité, notre élite au pouvoir ou dans l'opposition c'est le pile ou face d'une meme piece, Malhonnête, incompétente, vendue et arrogante.

  • مواطن

    ما جاء في التقرير هو بالضبط ما تحلم به الطبقة البورجوازية التي تكونت من الانتهازيين الذين نهبوا الأموال العامة لكن الذين لا يجدون إلا جهدهم ويأملون الخروج من عهد هضم الحقوق وانسداد باب التطور العلمي لايقبلون أبدا استمرار هذا الوضع في المستقبل.مع كل ذلك ليست تونس أفضل منا إلا في المظاهر المزيفة مثل ثقافة الفساد والتعبير المنمق العاري عن التفكير السليم والارتباط بأوربا مع بيع الحرمات لأجل اكتساب لقمة العيش.لو تفطن زعماؤنا إلى ضرورة الاعتناء بحقوقنا الثقافية لنالوا رضانا.إن طبيعتنا الحرة أغلى ميزة

  • سميرو

    طبعا تونس افضل بكثير وذلك لتجذر المجتمع المدني العلماني المثقف التنويري الحداثي في تونس بجميع اشكاله وكذلك وجود نقابة عمالية يسارية غير موالية للنظام كما هو الشان عندنا واخيرا وليس اخرا عدم وجود حركة سلفية وهابية متطرفة ويقتصر وجود الحركات الاسلامية على الاخوان فقط

  • zaid

    لا. تونس ليست أفضل منا. فتونس عادت كما كانت أوأسوأ ،والجزائر تتطلع إلي الافضل،فالجزائريون واعون أشد الوعي ولكنهم لايريدون اقتناء البالي،فقد سئموه ولفظوه ،فمستقبلهم واعد،وعزمهم صاعد ونصرهم وافد،ولا مجال للمقارنة فشتان بين الصادق والكاذب والعازم والخائب ،وقديما قال الشاعر:ولقد أبيت علي الطوي وأضله حتي أنال به كريم المأكل ، وقال آخر:ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحمام .الهم أبرم لهذه الامة أمرا رشدا يعز فيه من واليت ويذل فيه من عاديت تباكت ربنا وتعاليت ، ونعوذ بك من الخذلان .آمين.