هل حقا يخاف الرجل المرأة المثقفة؟

انتشر بين الناس أن الكثير من الرجال يخافون المرأة المثقفة، أي في الغالب، تجد أن الرجل يود لو يرتبط بامرأة أقل مستوى منه، ولا يحبذ أن يرتبط بأخرى، سواء كانت تعادله في المستوى أم أعلى منه.. ونتج عن هذا التفكير النفور من كل متعلمة ذات مستوى تعليمي متقدم. لم ينتشر هذا التفكير بين الناس صدفة أو من دون سبب، بل له خلفية عند الرجال وحتى النساء، وله الكثير من المعطيات في الواقع، كانت الدافع الرئيس لأن ينفر الرجل من المتعلمة، مهما كان مستواها الدراسي.

للحديث في الموضوع الذي أصبح يشغل الكثير من الناس في السنوات الأخيرة، وجب علينا القيام بجس نبض عند فئات مختلفة من الرجال، للوقوف على حقيقة هذا التفكير، الذي انتشر واتسعت رقعته بين الناس… حيث يرى مراد، وهو موظف أعزب، بأن الموضوع فيه نوع من المبالغة، وإن كان فيه شق صحيحا، لكن لا ينطبق على كل الرجال. ولعل ممن يرى بأن الرجل يخاف من المرأة المثقفة، يعتقد هذا في نفسه هو، ويريد أن يعمم هذا التفكير بين الناس، ويرى أن من يخاف المرأة المثقفة هو غالبا رجل غير مسؤول، أو غير قادر على المسؤولية، أمام من تتجاوزه علما وثقافة، حتى ولو كانت متواضعة في أخلاقها وتصرفاتها. لذا، تحول هذا، مع مرور الوقت، إلى خوف لا يمكن تجاوزه… أما أحمد، فيرى عكس مراد، إذ إن الرجل، في رأيه، يخاف من المرأة المثقفة سواء أقر بهذا أم لا. والدليل، أن العديد من النساء المثقفات عزباوات، ومن تزوجن منهن، تجد الكثير منهن في خلافات دائمة مع أزواجهن. وهو دليل صريح على أن المرأة المثقفة يصعب ترويضها، إن صح القول، كما يريدها الرجل. لذا، يشير إليها على أنها شخص مخيف.. وتحول هذا النفور، مع مرور الوقت، إلى خوف، ليس خوفا من شخصها، لكن هو خوف من العلاقة معها. وهو أمر طبيعي. فكيف تستوي من لها مستوى علمي عال، مع رجل، ربما هو ذو مستوى محدود. وهذا ما يجعل النفور منها واجبا، إن صح القول.. أما نادية، موظفة، الجنس النقيض في الموضوع، فترى بأن خوف الرجل من المرأة حقيقة موجودة وملموسة في الواقع، لأن المرأة المثقفة يمكن لها أن تعرف حقوقها وحدودها مع الرجل.. وهو ما لا يتقبله العديد من الرجال. لذا، نشروا فكرة أن المرأة المثقفة صعبة كما يقال. لذا، أصبح الرجل يهاب أو يخاف الارتباط بها.

سواء كان الخوف حقيقة أم مجرد حديث بين الناس، إلا أنه أخد حيزا كبيرا بين الرجال، في كيفية التعامل مع امرأة مثقفة.