-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل خدمة أهل الزوج واجبة؟.. جدلية خلقت أزمات اجتماعية عويصة

نسيبة علال
  • 1670
  • 1
هل خدمة أهل الزوج واجبة؟.. جدلية خلقت أزمات اجتماعية عويصة
بريشة: فاتح بارة

تتزوج النساء، في المجتمعات العربية، وهن معتقدات على يقين أن خدمة الزوج والسهر على راحته ونظافته واجب لا يعلى عليه، مع أنه من غير طاعته وحفظ شرفه لا آيات ولا نصوص دينية تلزم المرأة بما تجتهد من أجله يوميا، ومع هذا يكون على الكثير من الزوجات تحمل مسؤوليات أكبر، تتلخص في خدمة أهله والديه وإخوته أحيانا، بحكم الإقامة معهم في بيت واحد.

من باب احترام الكبير، تقبل المرأة على خدمة بيت حماتها خاصة والدي زوجها، قد تلقى بعضهن تقديرا وامتنانا لما تقدمه من مجهود يومي فيما تجد أخريات الاستغلال والإهانة داخل بعض العائلات التي تعتبر الكنة عاملة بدوام كامل، أو آلة يجب ألا تتوقف عن الاشتغال.

استغلال العروس يحول بينها وبين سعادتها

توصي فئة من الأمهات بناتهن المقبلات على الزواج، بطاعة الشريك، وبخدمة أهله لنيل رضاه ورضاهم، غير أن الأمر قد يخرج عن السيطرة، ويتحول حلم بناء أسرة مستقرة في ذهن الفتاة وأهلها، إلى كابوس عبودية.

امتلكت فاطمة الزهراء فكرة وردية مبهجة عن الزواج، خاصة إذا كانت تقيم في بيت منفرد بعيدا عن عائلة زوجها، غير أن واقعها لم يكن كما توقعت، فقد تقدم لها رجل أمن يغيب عن المنزل لأيام، تقول الفتاة ذات 21 سنة: “اعتقدت أن هذا سيمنحني مساحة أكثر للاهتمام بنفسي ودراستي الجامعية، ويوفر لي أوقات راحة، حتى فوجئت بعائلة زوجي والدته وأخواته البنات لا يغادرن منزلي البتة، وعلي أن أطبخ لهن، وأغسل ملابسهن وملابس أبنائهن الصغار، أقضي كل وقتي في ترتيب الفراش وإزالة الفوضى، حتى عندما عرفت أنني حامل، لم يتوقفوا عن زيارتي وإجباري على خدمتهم رغم الأوقات الصعبة التي أمر بها مما استدعى تدخل أهلي”.

سيدات مملوكات للعائلة

في المجتمع الجزائري تقدم المرأة على خدمة أهل الزوج حبا فيه، ولتبرهن له أنها تقدر أهله وتهتم بهم احتراما له، أو قد تفعل ذلك مجبرة وتحت الإكراه منه أو منهم، بحكم أنها تتقاسم معهم منزلهم، وقد تعيش على بعض نفقتهم إذا كانت ظروف زوجها صعبة، كما هو الحال مع السيدة مليكة التي قضت 13 سنة من

حياتها تخدم بيت حماتها دون راحة: “تربيت يتيمة واخترت الزواج، كان نصيبي بناء تعرض لحادث عمل بعد أشهر فقط، ما جعلني أعتني به كطفل صغير لمدة عامين تقريبا، وأخدم أهله أيضا، تقع عليا كل أشغالهم، من طبخ وتنظيف وترتيب لا تحق لي الراحة في منزلهم أبدا، فهم يخبرونني مزحا لكنهم يعنون قولا أنني أدفع حق الأكل والإقامة والكهرباء من مجهودي في تلبية طلباتهم اللامتناهية، في وقت غير مسموح لي بالعمل خارج المنزل”.

الزوجة مأجورة على خدمة أهل زوجها طاعة له

يعد موضوع خدمة أهل الزوج هذا من أكثر القضايا التي باتت تخلق أزمات اجتماعية ونفسية، ويتزايد الجدل حوله مؤخرا في ظل رغبة الكثير من الفتيات في الاستقلال عن بيت العائلة، حيث يؤكد الدكتور دحماني عبد الصمد، إمام فقيه، أنه ليست هناك نصوص دينية صريحة في ما يخص إلزام المرأة خدمة وطاعة أهل زوجها، مع هذا إذا طلب هو من زوجته أن ترعى أمه أو أباه، ولا يحق له أن يطلب منها خدمة إخوته الرجال، فعليها أن تجيب وتفعل ذلك، وهي مأجورة لطاعة زوجها، حتى وإن كانت على خلاف معهم، على أن يكون طلبه في حدود قدرتها وألا يكلفها ما لا طاقة لها به.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمّد

    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة