-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل خرجت الصين عن السيطرة؟

هل خرجت الصين عن السيطرة؟

يعيش العالم أو بعضُه، حالة من الخوف المدعمة بحملة إعلامية مركزة، بسبب اقتراب سقوط صاروخ صيني على الأرض، دون علم دقيق بجغرافية وتاريخ السقوط، تحت عنوان “فقدان السيطرة” على هذا الصاروخ الذي يعدُّ نقطة في بحر محاولات الصين، لأن تصبح قوة فضائية عظمى في حدود سنة 2030 حتى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ووكالة الفضاء الأوروبية في هذا المجال الحيوي، كما فعلت في بقية القطاعات. وموازاة مع الحديث عن “فقدان السيطرة” على الصاروخ الصيني الذي قد يقذف بقعة في العالم وقد تكون آهلة بالسكان بحطام صاروخ يزن 21 طنا، فإن الإعلام الغربي يركز على أن الصين التي فقدت السيطرة على صاروخها، فقدت منذ أكثر من سنة السيطرة على فيروس كورونا الذي قتل إلى حد الآن ما لا يقلُّ عن ثلاثة ملايين وربع مليون نسمة في العالم، وجرّ أكثر من 150 مليون نسمة إلى المستشفيات. والذي يفقد السيطرة على فيروس قاتل وصاروخ قاتل، يُدرج ضمن القتلة على حد إيحاء هذه الحملات ضد الصين.

الذي لا يعرف تاريخ الغرب وتاريخ التكنولوجيا ومختف العلوم، قد تصبح تحليلاته وآراؤُه خارج سيطرته، فقد اخترع الغرب القنبلة الذرية وخرجت عن السيطرة فقتلت في هيروشيما 140 ألف ياباني وفي نغازاكي 80 ألفاً، أما عن الأخطار الصحية التي مازالت متجذرة في اليابان بعد أكثر من ثمانين سنة من القصف فتتمثل في تغييرات في أشكال كريات الدم البيضاء والحمراء وتضرر نخاع العظام وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الدم لدى الكثير من سكان اليابان إلى حد الآن، ويؤكد الباحثون بأن مواليد مدينتي هيروشيما ونغازاكي يصابون وهم في بطون أمهاتهم بإعاقة عقلية وصغر حجم رؤوسهم، وستبقى هذه الآثار إلى ما بعد مرور قرن من القصف الناتج عن فقدان السيطرة إراديا على قنبلة ذرية انتقمت بها الولاياتُ المتحدة من الإمبراطورية اليابانية، وفقدت السيطرة بعدها فرنسا على قنبلتها النووية في منطقة رقان.

قد يؤدي تحطم الصاروخ الصيني إلى بضع وفيات وهذه كارثة فعلا، أو مجرد أضرار بالمباني كما حدث منذ سنة عندما تحطم صاروخ مماثل للصين في كوت ديفوار، وقد يكون بمسمى “فقدان السيطرة”، مما يُسقط في علم الإجرام “سبق الإصرار والترصد”، لكن لا يمكن للعالم أن ينسى ما فعلته بريطانيا من دون فقدانها للسيطرة عندما زرعت الكيانَ الصهيوني في أرض فلسطين، وما فعلته أمريكا في العراق، وإسرائيل في فلسطين ولبنان بتمام السيطرة، وما فعلته القاعدة وداعش، وكانتا من صناعة المخابرات وخرجت من السيطرة.

قد تكون الصين فقدت السيطرة على فيروس أوجع العالم، وقد تقتل أفرادا في بلد ما بصاروخ خرج عن السيطرة، لكن ما يحدث من مآس في العالم ومن احتلال غذائي وتكنولوجي من البلاد الكبرى من دون فقدان للسيطرة، هو الأولى بالاستنكار أو على الأقل المتابعة، وتبقى الحقيقة أن الصين هي من خرجت فعلا عن السيطرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • hadi

    60millions d'habitants indiens sacrifies pour batir USA

  • خالد بن الوليد

    الحرب الباردة بين الصين وامريكا الارهابية الصهيونية الصليبية متواصل . الصين بلد مسالم وليس عدواني كامريكا التي تقتل وتزرع الفتن وتدمر باليمن وسوريا والعراق وليبليا وافغانستان وباكستان والفيتنام جرائم امرلايكا في كل مكان بالعالم تشهد علي همجيتها ووحشيتها متي تنتهي امريكا يا تري وينتهي ارهابها بالعالم كل الارهاب الموجود بالعالم انما هو صناعة امريكية صهيونية لخدمة مصالحها فقط .

  • franchise

    - الغرب في حَربِه الدعائية ضد الصّين تراه يتربّص بكلّ خبر يأتي من الصّين : إذا كان الخبر سلبي فإنّهم سيُبالغون في حدّته و ينفخون فيه بتقارير مشبوهة و قليلة المصداقيّة. أمّا إذا كان خبر الصّين إيجابي، فالغرب سيسعى للتّقليل من أهمّيته ، أو تجاهله أو إفتراء عيوب فيه. الصّين و نجاحها الباهر جعلت من الغرب وحْشٌ حَقوُد، حَسُود، لَدُود.