العالم
بعد توليها رئاسة مجلس الأمن لشهر ديسمبر

هل ستكسر جنوب إفريقيا التعتيم على قضية الصحراء الغربية أممياً؟

الشروق أونلاين
  • 9111
  • 18
الأمم المتحدة
جيري ماتجيلا مندوب جنوب إفريقيا الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي لشهر ديسمبر 2020

تزايدت الآمال بحدوث انفراجة دولية في قضية الصحراء الغربية مع تولي جنوب إفريقيا، الثلاثاء، الرئاسة الشهرية الدورية لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

ومن المتوقع أن تنال قضية الصحراء الغربية اهتماماً كبيراً من جنوب إفريقيا خلال رئاستها لمجلس الأمن، لا سيما وأنها دأبت على تأييد مطالب الشعب الصحراوي في حقه بتقرير مصيره.

وفي أول ندوة صحفية عقب تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن الدولي، قال رئيس مجلس الأمن وسفير جمهورية جنوب إفريقيا، جيري ماتجيلا، الأربعاء، أن “قرار وقف إطلاق النار لعام 1991 استند إلى أنه في غضون عامي 1991 و1993 سيكون هناك استفتاء لتقرير المصير”.

وأضاف ماتجيلا: “إلا أنه، بحلول العام المقبل تكون قد مرت ثلاثة عقود ولم يتم إجراء الاستفتاء، لذا ينبغي أن نعترف بهذا الأمر، وأننا خذلنا شعب الصحراء الغربية وأرجأنا تقرير المصير أكثر من اللازم”، وفق ما أوردت مصادر إعلامية صحراوية.

ولطالما عرقل الاحتلال المغربي ودول داعمة له مثل فرنسا عمل البعثة الأممية “مينورسو”، خصوصاً في شأن تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.

وقال رئيس مجلس الأمن، أن قرار إعلان جبهة البوليساريو إنهاء وقف إطلاق النار “يشير إلى أن هناك مشكل ما في خطة التسوية”، مشيراً إلى الجمود في عملية التفاوض وفي تعيين مبعوث أممي خلفاً للرئيس هرست كولر منذ ما يزيد عن حوالي سنة ونصف.

وأعرب ماتجيلا في ذات السياق عن تفاؤله بمحاولات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمرتين في نوفمبر الماضي الاستعانة بثلاث مبعوثين رغم أن الأمر بدا صعباً بسبب رفضهم لمهمة الوساطة في هذا النزاع.

ولم يستبعد رئيس مجلس الأمن البحث في آلية أخرى لهذا الغرض، مجدداً ثقته في الأمين العام في جهوده لتعيين المبعوث وأمله في أن يوقف الطرفان إطلاق النار، وبأن تفي الأمم المتحدة بوعودها التي لم تتحقق للصحراويين، والمتمثلة في الاستفتاء.

أزمة الكركرات

وعن الأوضاع على الأرض، أشار ماتجيلا، أن الصحراء الغربية قد شهدت في الأسابيع الثلاثة الماضية وضعاً صعباً للغاية في الكركرات، وتصاعد التوتر بين جبهة البوليساريو والقوات المغربية بخصوص طريق يمر بتلك المنطقة، معرباً عن أسفه من عودة الحرب مجدداً بعد ثلاثين عاماً، بعد أن اضطرت جبهة البوليساريو إلى إعلان إنهاء وقف إطلاق النار، مما يعني العودة إلى القتال.

وفي هذا الصدد جدد رئيس مجلس الأمن، التذكير بموقف الاتحاد الإفريقي والأمين العام الذي يدعوان طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، إلى احترام وقف إطلاق النار، والعودة إلى الخطوط الأمامية المتفق عليها مسبقاً، وتهدئة التوتر ثم الإسراع بتعيين مبعوث شخصي للأمين العام لتجاوز حالة الجمود الذي تشوب النزاع وتحقيق تقدم نحو الحل.

واختتم السفير جيري ماتجيلا، حديثه عن قضية الصحراء الغربية، بالإعراب عن أمله في أن يساهم الوضع الجديد في الصحراء الغربية في تحرك مجلس الأمن وبأن يكون حافزاً للأمم المتحدة للإسراع في استعادة ما قررته من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن بشأن قضية الصحراء الغربية وتتجه نحو الاستفتاء في الصحراء الغربية، كما نقلت وكالة الأنباء الصحراوية (واص).

وبعد نهاية مؤتمر السفير الجنوب إفريقي، بدأت وسائل إعلام مغربية بشن حملة عليه واتهامه بالفشل، رغم أنه تحدث لأول مرة كرئيس لمجلس الأمن وما زال أمامه شهر للقيام بمهامه لجذب أنظار الدول الأعضاء بالمجلس للمساعدة في قضايا تهم القارة الإفريقية وبينها قضية الصحراء الغربية.

وتعد هذه هي الرئاسة الثانية لجنوب إفريقيا خلال فترة عضويتها التي تقدر بعامين (2019-2020) في المجلس. وسيكون شهر ديسمبر أيضاً الشهر الأخير لها في المجلس خلال فترة عضويتها الحالية.

مقالات ذات صلة