الجزائر
بعد أويحيى.. ولد عباس يمنح لهم إشارة ثانية..

هل سيستعيد “الأقدام السوداء” أملاكهم المزعومة في الجزائر؟!

محمد لهوازي
  • 15134
  • 46

على خلاف ما كان متوقعا، دافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، السبت، عن تصريحات الوزير الأول، أحمد أويحيى التي دعا فيها المصدرين إلى الاعتماد على الأقدام السوداء لتسويق المنتجات الجزائرية في فرنسا.

وفي تجمع حزبي بولاية تيزي وزو، تولى جمال ولد عباس مهمة تفسير التصريحات الأخيرة للوزير الأول، أحمد أويحيى، وقال إنه تم تحريفها عن معناها الحقيقي.

وأوضح ولد عباس أن أويحيى قصد بتصريحه “التعامل التجاري مع الأقدام السوداء باعتبارهم فرنسيين وليس كجزائريين قدامى..”.

 وذكر أن الوزير الأول قال إنه عندما كان سفيرا في مالي شاهد الكثير من الفرنسيين لهم قواعد تجارية هناك.

وأشار الأمين العام للأفلان إلى أن “الأقدام السوداء والحركى وحتى اليهود الجزائريين اختاروا فرنسا إذن هم فرنسيين ولا علاقة لهم بالجزائر”.

ونفى ولد عباس وجود خلافات عميقة مع أحمد أويحيى، مشيرا إلى أن الأمر لا يعدو أن مجرد سوء تفاهم حول بعض النقاط، دون أن يكشف عنها.

أويحيى: اعتمدوا عليهم!

وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد دافع عن سياسات الحكومة المتعلقة بفرض قيود على الاستيراد، كما دعا المتعاملين الاقتصاديين إلى الاعتماد على الجزائريين القدامى المتواجدين في الخارج أو الأقدام السوداء للتغلب في الأسواق الدولية.

ودعا أويحيى المتعاملين الاقتصاديين في حفل توزيع جائزة أفضل مصدر جزائري لعام 2017، إلى الاعتماد على المهاجرين الجزائريين القدامى الذين يساعدونهم في فتح الأبواب، حيث قال أنه أمضى 20 سنة في العمل في إفريقيا، وأنه يعلم قدرات الجزائريين في فتح الأبواب، وأيضا الأقدام السود.

وأثار دفاع جمال ولد عباس عن تصريحات الوزير الأول، أحمد بخصوص “الأقدام السوداء”، تساؤلات عديدة حول دور مفترض لهذه الفئة مستقبلا في الجزائر، خصوصا وأن حزب الأفلان يحسب على العائلة الثورية التي يفترض عن تنافح عن مكتسبات ثورة التحرير وتمنع الخوض في هكذا ملفات.

الأقدام السوداء.. من هم؟

وتطلق تسمية “الأقدام السوداء” (بالفرنسية: Pieds-Noirs) على المستوطنين الأوروبيين الذين عاشوا أو ولدوا في الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي (1830-1962). وقُدّر عددهم سنة 1960 بنحو مليون نسمة، وتنحدر أغلبيتهم من أصول إيطالية أو إسبانية أو مالطية وحتى من أوروبا الشرقية، ولا يشكل الفرنسيون منهم سوى 11 بالمائة حسب إحصائية أعدت في عام 1948.

وترجع تسمية “الأقدام السوداء” إلى لون أحذية الجنود الفرنسيين الذين دخلوا الجزائر للمرة الأولى عام 1830، والتي كانت سوداء، لكن البعض يربط هذا الاسم بالمزارعين من المستوطنين الذين كانوا يعصرون العنب بأقدام حافية لإنتاج العصير والخمور.

ونصت اتفاقيات إيفيان لإنهاء الاحتلال الفرنسي في الجزائر، والموقعة بين الحكومة الجزائرية المؤقتة ونظيرتها الفرنسية يوم 18 مارس 1962 على اختيار الأقدام السوداء خلال 3 سنوات بين نيل الجنسية الجزائرية أو الاحتفاظ بالفرنسية واعتبارهم أجانب، وكان قادة جبهة التحرير يرفضون الجنسية المزدوجة للأقدام السوداء.

أملاك مزعومة!

قام أصحاب الأقدام السوداء مؤخرا برفع مئات القضايا أمام المحاكم الجزائرية، للمطالبة بطرد عائلات جزائرية من منازلها، وتسليم هذه البيوت لهم.

ويعد ملف “الأقدام السوداء” من الطابوهات التاريخية في الجزائر لارتباط الذاكرة الجماعية في البلاد بالماضي الاستعماري لتلك الفئة، حيث تفيد المراجع التاريخية إلى مشاركة هذه الفئة في جرائم التعذيب والقمع والاستغلال التي ارتكبها الاستعمار (1830 – 1962)، من خلال تعاونهم مع السلطات الفرنسية في تلك الفترة في مواجهة المقاومين.

مقالات ذات صلة