جواهر
آراء متباينة والنتيجة واحدة

هل صاحبات الدرجات العلمية العليا أقل حظا في الزواج؟

نادية شريف
  • 5420
  • 39
ح.م

في الوقت الذي نسمع فيه عن تزايد طلبات الزواج بالمعلمة والطبيبة والموظفة، وفي زمن الانفتاح على العالم الخارجي والوعي بأهمية التعليم للمرأة، لا تزال هناك أصوات تقول بأن الدرجات العلمية العليا تقلل من فرص الارتباط، فهل هذا الزعم صحيح؟ وإن كان كذلك فما هي الأسباب يا ترى؟

فئة من الذين تبنوا هذا الطرح ذهبوا للقول بأن خصوصية المجتمع المحافظ الذي نعيش فيه تفرض على الرجل اختيار المرأة الماكثة بالبيت، وهذا ما لا ترضاه أكثر المتعلمات اللواتي يقضين سنوات وسنوات في مدرجات الجامعات من أجل نيل أعلى الدرجات، وبالتالي أفضل الوظائف، تقول وهيبة: “حصلت على الدكتوراه بعد تعب كبير وسهر ومواظبة وليس في نيتي البقاء في البيت ولو بقيت عزباء طوال حياتي لأني أريد أن أكون فعالة في مجتمعي وأن أستغل سنوات خبرتي.”، وتقول مليكة: “عدم الزواج لا يعني نهاية العالم لكن عدم التعلم يعني الكثير، وعليه لست قلقة من شيء رغم كبر سني لأني حققت رغبة والدي الذي كان يأمل أن يراني دكتورة”.

من جهة ثانية يفضل الكثيرون بقاء المرأة في بيتها، ليس من باب التوبة واتباع أوامر الدين ونواهيه فقط حسب زعمهم، وإنما أيضا من باب الغيرة ولاعتبارات أخرى شخصية،  يقول محمد: “كرجل أفضل المرأة التي تسهر على راحة زوجها وأبنائها، لذلك لن أختار العاملة مهما كانت مستواها.. المستوى المتوسط أو الثانوي يكفي لتعليم النشء”، ويقول سليمان: “لن أتزوج امرأة دخلت الجامعة ولن أسمح لابنتي بذلك، الجامعة لم تعد مكانا للدراسة وإنما للتفسخ والانحلال وكل درجات الدنيا لا تعادل درجة الجنة التي تصنعها المرأة في بيتها”.

المرأة لا تصدق غيرة الرجل وتدينه الذي يظهر في مواقف بعينها دون غيرها، وتقول بأن الجزائري لديه عقدة من المرأة المتعلمة والمثقفة، فهو يرفض تدرجها في المراتب العلمية كي لا تقل أهميته، خاصة وأن الإحصائيات كشفت عن تفوق عنصر الإناث..

وترى بعض الفتيات أن الرجل عندنا يخاف من المثقفة لأنه لا يستطيع التحكم بها كما يشاء، لذلك ينصرف للبسيطة والساذجة كي يمرر عليها حيله ويحكم قبضته على مصيرها، تقول نور الهدى: “المرأة المتعلمة وذات المكانة الاجتماعية الراقية بإمكانها ترك الرجل والتصدي له لأنها تمتلك سلاحها بيدها لذلك يتهرب معظم الرجال من الارتباط بها.”.

مقالات ذات صلة