رياضة
حقق هزيمتين وتعادلين وانتصارين

هل نال منتخب الشباب مديحا مبالغا فيه؟

ب. ع
  • 8348
  • 6

مع نهاية مباريات كأس العرب التي جرت في دولة مصر وفاز بلقبها منتخب المملكة العربية السعودية، اتضح بأن منتخب الجزائر لأقل من 20 سنة سجل نتائج متوسطة عبارة عن هزيمتين أمام مصر والمملكة العربية السعودية وتعادلين أمام المغرب ونيجر وانتصارين أحدهما بهدف واحد مقابل صفر أمام موريتانيا والثاني بهدفين أمام تونس.

ولا يمتلك المنتخب الجزائري سوى هدف واحد إضافي أو إيجابي ضمن فارق الأهداف في مبارياته الست التي لعبها، أي بمعنى أن ما حققه رفقاء اللاعب بولبينة كان متوسطا عكس المديح الكثير الذي طال هذا المنتخب وجعل الجزائريين يتابعونه بكل فئاتهم ويتوقفون عن نشاطاتهم من أجل مؤازرته، خاصة عبر واقع التواصل الاجتماعي ويصفونه بأجمال الكلام ويعتبرونه صورة طبق الأصل للمنتخب الأول بقيادة جمال بلماضي.

الأهم في مباريات الشباب هو البحث عن المواهب وصقلها بالمباريات والدورات الكثيرة وليس بالنتيجة، وقد ظهر بعض النجوم في منتخب أقل من 20 سنة، ولكن الحديث عن انضمامهم للمنتخب الأول مازال بعيدا، وباستثناء المباراة التي لعبوها أمام تونس في النصف النهائي فإن بقية المباريات كانت متوسطة بما فيها مباراة النهائي، فالمنتخب عجز عن الفوز على حساب نيجر التي لا تمتلك تقاليد كروية عريقة، كما لم يفز على موريتانيا إلا في الدقيقة الأخيرة في أول مباراة له بعد أن أدى مباراة دون المتوسط، والحديث عن المؤامرة وتغيير توقيتها وإمكانية انحياز الحكم الإماراتي وما شابه ذلك في المباراة النهائية الأخيرة هو من أخرج أشبال لاسات عن تركيزهم، وحتى المدرب بالغ في الاحتجاج على الحكم في لقطات كثيرة، أوضحت اللقطات المعادة بأن الحكم الإيماراتي كان جيدا وهو من كان على حق فيها.

هل اكتشفنا فعلا لاعبين كبار في هذه الدورة ؟ وحتى الصغير رفيق عمر في اللقاء النهائي بدا مثل الخيال لنفسه، فصاحب 17 سنة المنتمي لأكاديمية الفاف لم ينجح في مراوغة واحدة فخرج عن النص وكان المدرب قد أقحمه في بداية الشوط الثاني إدراكا منه بأن اللاعب لا يقاوم بدنيا لأنه لا يمتلك فريقا ينشط معه باستمرار.

القول بأننا ربحنا فريقا وخسرنا بطولة، هو مبالغة كبيرة، لأن منتخب تونس للشباب فاز باللقب قبل الماضي ولكنه لم يربح أي فريق ونفس الأمر بالنسبة لمنتخب المغرب، فمثل هذه الدورات تكون في الغالب مثل السحابات الراعدة التي تمطر كثيرا وتجف بعد ذلك إذا لم تكن هناك سياسات صارمة، فمجرد تغيير المدرب محمد لاسات مثلا، وعودة الاستقرار لبطولات الشباب سيقلب حال المنتخب رأسا على عقب، إما بالإيجاب أو بالسلب، تماما كما حدث في هذه الدورة عندما غاب الكثير من اللاعبين بسبب تزامن الدورة مع امتحان شهادة البكالوريا المصيري.

الجميل في مغامرة منتخب أقل من 20 سنة، هو صناعة فريق شاب للحدث الكروي بعد أن غابت الفئات العمرية نهائيا عن مثل هذه الموعيد، ومعلوم بأن الأفارقة في مثل هذه البطولات أقوى بكثير من العرب، حيث يكون هدف اللاعب الإفريقي الاحتراف في أسرع وقت في أوربا، بينما لا يحلم أي لاعب سعودي من الذين فازوا على الخضر بالاحتراف في أوربا لأنهم لا يريدون ذلك حتى لو توفر لهم، والمنتخب الجزائري الشاب دعّم تشكيلته ببعض اللاعبين الناشطين في الخارج وقد تصبح للفريق تقاليد مبكرة من أجل دمج المحليين مع المغتربين في الأصناف الصغرى وتنتهي الإشكالية التي طال عمرها عن اللاعب المحترف واللاعب المحلي.

مقالات ذات صلة