-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل هذا هو الأدب مع القرآن؟!

الشروق
  • 759
  • 0
هل هذا هو الأدب مع القرآن؟!
أرشيف

“في رمضان تطيب قراءة القرآن بالليل والنهار، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحي إليه.

لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد ولا أن يجهل مع من جهِل وفي جوفه كلام الله” (ضعيف الترغيب)، والمعنى أن الاكتفاء الذاتي خلق القارئ المخلص فلا يحزن على فائت، ولا يلهث وراء مطمع، إن ما لديه كثير فليعرف قدره!

وفي عصرنا هذا رأيت في القاهرة مجالس قرآنية غريبة، قارئ معجب بصوته تحيط به جماعة من المفتونين بالموسيقى يتصايحون كلما سمعوا تطريبا أو تغريدا، ولا علاقة لهم أبدا بالمعاني والعِبر! هل هذا هو الأدب مع القرآن؟

إن هذا الكتاب بنى أمة سامقة، وأقام حضارة مشرقة، فهل يسوغ أن يلتف حوله الجهلة على هذا النحو؟ وباني هذه الأمة إنسان لا يعرف المجون، تحمّل في ذات الله العنت، وسال عرقه ودمه وهو يبني، ووجد من أعداء الحق ما يسوء.. فهل يُعامل تراثه بهذا التهريج؟ روي عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: “إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا” (السلسلة الضعيفة).

أي تذكروا ملابسات نزوله، وجدّ الرسول في تلّقّيه، وتعبه في تطبيقه والعمل به، والمصير الأسود للمنصرفين عنه.. أخشى أن يكون هؤلاء هم المعنيين بقوله تعالى: ﴿وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرّتهم الحياة الدنيا﴾” (الشّيخ محمّد الغزالي).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!