الجزائر
عسكريون وسياسيون يحللون تصريحات وزير الخارجية الروسي

هل هناك مخطط لزرع الفوضى في الجزائر؟

الشروق أونلاين
  • 55133
  • 290
ح.م
سيرغي لافروف وزيرا الخارجية الروسي

أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بخصوص وجود أطراف أجنبية تحاول زرع الفوضى في الجزائر من خلال التسويق لـ”ربيع جزائري”، جدلا واسعا لدى المتابعين للشؤون الأمنية في البلاد، حيث أجمع جلهم أن تصريحات “لافروف” لم تأت من فراغ.

أكد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد لـ “الشروق”، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لم تأت من فراغ، لأن الجزائر منذ الاستقلال يترصدها أعداء وأطراف تحاول زعزعة الاستقرار وزرع الفوضى، على غرار استفزازات نظام المخزن، ضاربا مثالا بأطنان المخدرات التي تحاول يوميا اختراق الحدود الجزائرية، مضيفا أن نظام المخزن يعمل لمصالح أسياده، وتوجهات فرنسا في المنطقة لا تقبل أن تكون الجزائر قوية ولذلك هي تحاول أن تستغل العيوب التي يمكن أن توجد فينا حتى تستفزنا أو تجرنا إلى ما لا نريده، ونفس الشيء بالنسبة إلى النظامين القطري والسعودي اللذين يترصدان الجزائر من بعيد.

وأضاف المتحدث: تصريحات وزير الخارجية الروسي، وتحذيره للجزائر من أن تقوم هذه الأطراف باستخدام نعرات الأقليات في هذا البلد كنواة لإحداث الفتنة، ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أن قال نفس الشيء، ووزير الخارجية السابق لدولة قطر، حين رد على مدلسي الذي حاول الدفاع عن سوريا عندما حرمت من المشاركة في إثراء قانون الجامعة العربية، قائلا: “اسكت، الدور آت على الجزائر”.

واعتبر مجاهد تصريحات لافروف من موقع العالم بحقيقة المخاطر الأجنبية التي تهدد الجزائر، والذي لا يكمن في التدخل المباشر لأي دولة، وإنما الأمر يتعلق بالخطر المعروف بـ”الخطر النائم”، وهو المستعمل لدى المخابرات الأجنبية التي تترصد للجزائر، وخاصة في هذه الفترة.

من جهته اعتبر المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، سليم قلالة، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي هي رسالة إلى الجزائر باعتبار روسيا حليفا تقليديا واستراتيجيا لها، مشيرا إلى أنها تصريحات لم تكن مبنية من فراغ، لأن روسيا لديها مؤشرات بشأن محاولة أطراف زعزعة الاستقرار في الجزائر.

وأضاف قلالة، بالقول إن لافروف، حاول بكل الطرق تنبيه الجزائر من مخاطر الخطاب الحاد الذي تستعمله بعض الأطراف المتناحرة داخل البلاد، خاصة أن وزير الخارجية الروسي أكد محاولة هذه الأطراف الخفية زرع الفتنة في الجزائر لكونها دولة محورية في المنطقة، إلى جانب أنها تحوز ثروات كبيرة مما يجعلها محل أطماع أجنبية، مشيرا إلى أن الغرب يسعى إلى الاستثمار في الحراك الاجتماعي والأقليات الموجودة في الجزائر، إلى جانب تجنيد الجماعات الإرهابية لضرب الحدود في محاولة لإغراق الحكومة في أزمات سياسية، اجتماعية وأخرى أمنية، داعيا السلطات الجزائرية إلى أخذ الحيطة والحذر والوقوف في وجه المخططات الغربية.

مقالات ذات صلة