-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يحق للأولاد حرمان والدتهم من الزواج بعد وفاة والدهم؟

صالح عزوز
  • 1353
  • 0
هل يحق للأولاد حرمان والدتهم من الزواج بعد وفاة والدهم؟
بريشة: فاتح بارة

يعتبر فقدان الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها، نقطة انكسار في حياة كليهما، وتصبح الحياة بعد هذا الفراق الأبدي أقرب للمستحيل عند الكثير منهم، لكن يختار بعضهم تجديد الحياة، وهذا حينما يقر الزواج مرة ثانية ولا يبقى معلقا على جدار الذكريات، لكن ليس من السهل تقبل العائلة زواج والدهم بامرأة أخرى، والأصعب حقا هو زواج المرأة برجل آخر، وهو موضوع حديثنا، لأنه في الغالب لا يتقبل الأولاد هذه الفكرة جملة وتفصيلا، لكن بين الرفض من أجل الرفض وبين من لها الحق في تقرير مصيرها وكذا حياتها شيء آخر، خاصة أن الأمر لا عيب فيه وليس حراما، بل في الكثير من الأحيان هو سترة لها.

الدافع إلى الحديث في هذا الموضوع، أننا وقفنا على الكثير من القصص فيه، في رفض الكثير من الأبناء فكرة زواج والدتهم إلى رجل آخر بعد وفاة والدهم، خاصة الذكور منهم، بين من يخاف عليها من هذا الغريب من سوء المعاملة أو عدم احترامها، وبين من يعتبر الفعل سلوك بنت مراهقة فما حاجتها للزواج، وقد تجاوزت ربما سن الخمسين، بل كان من الواجب عليها الحفاظ على ذكريات والدهم، كما يعبر عنه الكثير ممن يرفضون فكرة أن تتزوج والدتهم بعد وفاة والدهم.

ينظر الكثير من الأولاد إلى هذا الزواج من منظور وزاوية واحدة، وهو أن الوالدة لا حاجة لها بالزواج، فلماذا تتزوج، غير أن الموضوع المطروح له عدة زوايا، لكن ربما تعلق الأبناء بوالدتهم وكذا خوفهم عليها، يجعلهم ينظرون إلى هذا الزواج من زاوية واحدة، لذا، يصبح من الصعب تقبل هذه الفكرة، حتى ولو كانت الوالدة مستعدة لهذا الزواج، وربما يكون هذا الزواج في الكثير من الأحيان، سببا في المشاكل الأسرية، بين أم تصر على إعادة بناء حياتها مع رجل آخر ترضى به وترى فيه الصلاح، وبين أولاد يصرون على الرفض لأسباب كثيرة متعلقة ربما بعلاقتهم بوالدهم أو بها هي.

تروي عائشة، وهي سيد مقيمة بفرنسا، قصتها في هذا الموضوع، وما وصل بينها وبين ولدها البكر، الذي رفض هذه الفكرة جملة وتفصيلا، خاصة وأنها أرادت الزواج من جزائري يقيم في الجزائر وبعد الزواج يلتحق بها بفرنساـ فرغم قناعة والدته بهذا الشخص ووجدت فيه كل المواصفات التي تليق بها، إلا أنه بقي مصرا على الرفض، ولم يبق على موعد الخطوبة أكثر من شهر، واعتبرت السيدة عائشة قرار ولدها قرارا أنانيا، على حد تعبيرها، فكيف يريد حرمانها من شيء حلال، فلم تطلب الحرام كما تقول، فلو كان كذلك كان يمكن لها أن تتفهم الموضوع، لكن الأمر يتعلق بعلاقة شرعية.

ليست كل من توفي زوجها مجبرة على الزواج مرة أخرى، لكن، في المقابل، لا يمكن أن تحرم المرأة من حقها في إعادة بناء حياتها.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!