-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يشهد الغرب صحوة إسلامية؟ !

حمزة يدوغي
  • 2616
  • 0
هل يشهد الغرب صحوة إسلامية؟ !

استوقفتني كلمة للسيد “ولفرد هوفمان” سفير ألمانيا السابق في الجزائر، والذي اختار بعد إسلامه اسم “مراد هوفمان” جاء فيها “إن الغربيين بحثوا المادة فوجدوا الروح وبحثوا الروح فوجدوا الصدفة ولما بحثوا الصدفة وجدوا الله !..”.

قال هذه الكلمة خلال حديثه عن رحلة الإيمان، رحلة الذات التائهة التي خرجت بإذن ربها من الظلمات إلى النور وعن تجربة الإنسان الغربي الذي يسلم وجهه لرب العالمين!

ولاشك أن الاستماع الشارد لهذه الكلمة التي استوقفتني طويلا قد يعطي صاحبه انطباعا عاجلا هو أنها أقرب إلى الصور الشعرية منها إلى شيء آخر، بينما هي عصارة فكر وخلاصة تجربة ووصف علمي دقيق وأمين للمراحل الكبرى التي قطعها العلم في الغرب ليصل إلى المرحلة التي حطم فيها هو بنفسه أسطورة العلم!

إن العلم اليوم أصبح يقتفي آثار الدين ويستنير بحقائقه بعد أن تأكد له عجزه عن اجتياز “الوصف إلى التفسير” في تعامله مع الإنسان والكون، وبعد أن اعترف بأن ما يستطيع أن يعلمه عن الكليات إنما هو نسبي لا يخضع لأي ضابط أو مقياس!

لقد صحا العلم من غروره وتضاءل، وظهرت مؤلفات علمية تؤكد هذه الصحوة وتشير على هذا المنعطف الجديد في تاريخ العلم الحديث مثل “موسوعة الجهل” الإنجليزية و”حدود العلم” لسوليفان، كما نجد هذه الحقيقة مبثوثة في الاعترافات الصريحة التي تحتويها مذكرات العلماء الذين “كفروا” في أخريات أيامهم بقدرة العلم المطلقة على تفسير كل شيء، بعد أن تفطنوا إلى أن العلم لا يزيد على توسيع دائرة السؤال وتعميمه، أما الإجابات التي يقدمها في كشف أسرار المادة فإنها لا تتجاوز وصف القوانين المتحكمة فيها إلى حقائقها الكلية، وقد آمن هؤلاء العلماء بأن الدين “حقيقة علمية” بالمفهوم الواسع لكلمة العلم!

قال صاحب نظرية النسبية أنشطاين: “إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون هو أقوى وأنبل حافز على البحث العلمي!“.

وقال وليام جيمس “إن الذي يدعم شجاعة الباحثين ويقويها هو ما في مُثلهم وأخلاقهم من قوة الإلزام والإيجاب، وذلك وصف حق للروح العلمية، فهل تختلف في الجوهر عن الروح الدينية؟!“.

إن إدراك كون الدين “حقيقة علمية” هو آخر مرحلة من مراحل تطور العلم وارتقائه، وهناك إشارات كثيرة إلى أنه قد آن أوانها! يقول المفكر وحيد الدين خان في هذا المعنى وهو يتساءل عن مدى مردود جهود الدعاة المسلمين الذين ينشطون في الأوساط الغربية “إن الداعية المسلم الذي يخاطب الغربيين فينفق طاقته الفكرية في حشد الأدلة على أن القرآن الكريم لم يكن من الممكن أن يأتي به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من عنده وإنما هو وحي من الله إليه، فيبدأ بالتأكيد على أنه كان أميا، ثم يستعرض مختلف مناحي الإعجاز في القرآن وما إلى ذلك، هذا الداعية لا يملك “تفكيرا عصريا” لأنه يفترض في الإنسان الغربي المخاطب أنه يؤمن بفكرة النبوة أصلا، ولكنه ينكرها على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بينما هو إنسان لا يؤمن بالدين ولا بالوحي ولا بالأنبياء والرسل، أي كل ماهو غيب، لأن ما لا يخضع للتجربة العلمية عنده هو خرافات وأباطيل، “والتفكير العصري” يقتضي أن يبرهن هذا الداعية أن الوحي ظاهرة ممكنة وأن الدين حقيقة علمية!“.

إن مأساة إنسان الحضارة المادية المعاصرة أنه لم يدرك بعد أن ثنائية القانون الطبيعي والقانون المادي ليست سوى افتراض من خياله القاصر، والسبب هو أنه تجاوز اختصاص العقل الذي هو الكون والطبيعة والتحكم في قوانينها إلى الدين والأخلاق، فتاه وضاعـ لأن العلم مجرد حصيلة تفاعل العقل مع الكون والطبيعة، فهو جزء ناقص لا يستطيع أن يكون وحده منهجا كاملا شاملا للإنسان، عقلا وروحا وجسما وحسا ووجدانا، وإنما الذي يستطيع أن يفعل ذلك هو الدين… هو الوحي، فهو الكل الذي يخطط للجزء، ومن ثم فإن فصل العلم عن الدين هو وهم وخدعة يفندها العلم نفسه، بمفهومه الشامل الصحيح! قال تعالى مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير”.

إن هناك شهادات لعلماء ومفكرين غربيين ممن دقوا ناقوس الخطر وأعلنوا منذ العقود الأولى من القرن العشرين عن إفلاس الحضارة المادية المعاصرة منبهين إلى أن الخطأ الذي وقعت فيه هو اغترارها بالعقل والعلم وتنكرها للدين، ومن هؤلاء مثلا كولن ولسون الذي صرح بأن “حضارة تعتمد على العلم وحده دون الدين لا يمكن أن تعمر طويلا!“.

ووضع كتابا سماه “اللا منتمي” يصور فيه الظاهرة التي جاءت كرد فعل لما أفرزته الحضارة المادية من غربة وتوتر واضطراب، كما أكد في كتابه “سقوط الحضارة” أن الإلحاد تصوّر قاصر للإنسان ولرسالته على الأرض!“.

هذه القناعة نجدها كذلك عند برنار شو الذي يقول في مقدمته لمسرحية “العودة إلى ميتو شالح” (كنت أعرف دائما أن الحضارة تحتاج إلى الدين وأن حياتها أو موتها متوقفان على ذلك!).

هذه النتيجة التي توصل إليها كولن وسلون وبرنار شو نجدها بارزة بقوة في أعمال أدباء كبار من أمثال همنغواي في روايته “الشيخ والبحر” وأمثال أرثر كوستلر في روايته “ظلام في النهار” وكذلك في رواية “الساعة الخامسة والعشرون” للأديب الروماني الكبير كونسطان طان جيورجيو، ورواية “الدكتور زيفاكو” للكاتب الشهير بورس باسترناك !

عندما يقف الإنسان على مثل هذه الشهادات يتساءل: “ألا يكون صائبا ذلك الرأي الذي يرى أن الغرب مقبل على “صحوة إسلامية” لأن حضارته المادية قد استنفدت طاقتها واستكملت دورتها وبدأ صوت الفطرة فيما “يهمس” بأن لا خلاص إلا في الدين؟!

ولعل خير من صوّر هذا الصوت هو الكاتب المجري المسلم ليوبولد فايس الذي اختار بعد إسلامه اسم “محمد أسد” وذلك في روايته “الطريق إلى مكة” وهي عبارة عن رحلة نفسية مضنية من عالم الشك والظلام إلى عالم المعقول والاستقرار والأمن!..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • سينيور

    الدين دون علم سم قاتل
    وما فائدة من امة متدينة لا تعلم
    اقرء اول كلمة نزلت في القران
    و نا هو القران سوى تذكرة للانسان
    وفي الحقيقة الانسان عالم عليم
    لكن انساه الخالق العظيم الكثير من العلم
    هكذا اراده الله القاه دنيا الظلال انساه حقيقته
    و ترك له القليل من العلم كادات يبحث بها عن ذاته
    و الحكمة هنا تبدء عندما يبحث الانسان عن ذاته
    حينها يحاول ان يتذكر وفي كل محاولة يتدبر فيتطهر
    يريد الله ان يطهره يريده عبدا له ولن يكون عبده الا اذا علم قدره
    ولن يعلم قدره الا من تذكر و تفكر
    والله اكبر
    اعلم

  • بدون اسم

    أنت خارج الموضوع........

  • بدون اسم

    هل قرأت العنوان و هل فهمت المقال لو فعلت ذلك ما كنت تأتينا بكل هذا "الخرطي"ثم نحن لا نعتز بSaint-Augustin و هو ليس جزائري كما تقول لأن الجزائر لم تكن تسمى بهذا الاسم آنذاك...الأروبيون يبحثون ما وراء العلم و يبحثون عن الحقيقة و ليس هدفهم الرجوع لما تقوله الفلسفة المادية و لا المثالية Ils cherchent quelque chose de solide....Ils cherchent La Vérité...Qu'est-ce qu'il y a derrière la Matière En un mot ils cherchent La Vraie Religion.Quant à la philosophie et tout ce que t'as raconter comme connerie

  • بدون اسم

    أي صحوة بربك قل لنا صحوة الدماء والأشلاء المتناثرة؟إسلامك يذبح ويقتل ويدمر وأنت مازلت تؤمن بالصحوة وتأخذ لنا أمثلة لأناس أسلموا في الثمانينات قبل أن يعرفوا شيئا من ديننا.يا أستاذي الملايين يخرجون كل سنة من الدين وأنت مصر على أن كل شيء بخير والدنيا هانية.لماذا لا تتكلم عن الملايير من سكان المعمورة الذين يشتكون منا كمسلمين؟ ألم نفسد في الأرض ألم نقتل في عقر ديارهم بإسم ديننا أبرياءهم.هل قدمنا شيئا للإنسانية إلا قنابل وبكاء ودموع وألم.فيقو شوية

  • ماهر عدنان قنديل

    لا ننسى كذلك تأثير "أفلوطين المصري" في إنتاج فكر مثالي غربي مهم جداً عندما إنتقل إلى روما.. الغرب كذلك أخرج مجموعة أخرى من المثاليين قديماً كجيوفاني فيكو وغيزو و"أدام دو سان فيكتور" وحتى ديكارت ملتزم بالإثنينية "الروح والمادة" في تسيير الكون وحديثاً ك"أدامز بلمبتون" و"هنري برجسون".. هناك كذلك في الشرق خليط من المثاليين المهمين مسيحيين ومسلمين ك"ليونس دو بيزانس" و"إسحاق السرياني" والشيخ "شهاب الدين السهروردي" و"إبراهيم الحوراني" و"صدر الدين الشيرازي" و"الهمذاني" والرازي وإبن عربي..إلخ

  • ماهر عدنان قنديل

    أنا أتفق مع الكثير مما جاء في مقالة الأستاذ "حمزة يدوغي".. سأضيف شئ مهم وهو أن ما ينتجه الفكر المادي الغربي اليوم وجد في الشرق منذ القدم.. بل أن الصراع بين الماديين والمثاليين موجود في الشرق منذ الأزل قبل أن يوجد في عصر التنوير الغربي.. أظن أن التاريخ في حركة دينامية متغيرة كل حالة تخلق نقيضها.. ولا أستبعد أن تعود المثالية لأوروبا نفسها سوى بشكلها المسيحي أو الإسلامي.. لا ننسى أن الغرب نفسه أنتج فكراً مثالياً مهماً جداً على شاكلة ما أنتجه "دي مالبرانش" (المتأثر بفكر القديس أغسطينوس الجزائري)يتبع

  • YA DOUNYA GHORRI GHAYRI

    Lisez le livre -Le Contrat social-de Jean Jaques Rousseau vous serez étonné.......Je crois qu'il était musulman et qu'il caché sa foi de peur qu'on le tu comme ils ont voulu faire avec Galilée quand il a déclaré que la terre tourne.........Vous savez c'est quoi la cause de la décadence des Musulmans et pourquoi ils vivent dans l'anarchie La réponse c'est qu'ils vivent avec une double déconnexion :la première entre l'âme et le corps,la deuxième entre le monde d'ici-bas et le monde de l'au-delà

  • جزائري

    في احلام اليقظة .ام عندما ينقرض المسلمون الحاليون من البلدان التي تسمي نفسها إسلامية. اويبعث الله مهديا في الغرب ولا يلتقي بالمسلمين الحاليين خاصة المسلمون العرب الذين لايمر يوم إلا ويضيفون تشويهات للإسلام خاصة شيوخ الفضائيات شيوخ نشر الخراب والدمار وكان اله والإسلام لاشيء جميل عندهما الا البؤس والخراب والحرق .ولاحول ولا قوة إلا بالله.

  • الطيب

    أليست هذه المغالطات انطلقت من خطأ كبير و هو تمزيق الإنسان ذاته فالحضارة الغربية أخذت جسد الإنسان لوحده أي المادة و تركت جوهره و هي نفخة الروح .... المجتمع الذي سيعيد المادة إلى الروح و يجمع بينهما من جديد بدءًا من الإنسان هو المجتمع الذي سيقود الإنسانية مستقبلاً و هو الذي تبحث عنه الإنسانية في كل مكان بما في ذلك الغرب و علماء الغرب .

  • الطيب

    بالنسبة للإسلام و تصوره الشامل للكون و الإنسان و الحياة لا يوجد قطب للعلم و قطب للدين ...هو قطب واحد إشعاعه في الدنيا و منتهاه هناك في الجنة .قصور الإنسان و عقله الصغير هو الذي أوجد و أوقد ــ ظلمًا و جهلاً ــ نارًا بين الدين و العلم ليتسع مجال المغالطات أكثر فيشمل الفصل بين الدنيا و الآخرة و بين المادة و الروح و بين الحاضر و الغائب و هكذا ..ليأتي من يقول لك من المسلمين ما دخل الدين في السياسة و ما دخل الدين في الإقتصاد و ما دخل الدين في شؤون الأسرة و ما دخل الدين في المجال العلمي و ما دخل الدين

  • مواطن

    الذي صرح(ص)بأن"المؤمن القوي أفضل من المؤمن الضعيف وفي كل خير"لم يكن على باطل بل تأسست بتعاليمه حضارة علمية جمعت وطورت ما أبدع فيه الإنسان في مختلف المعارف انطلاقا من الإيمان بالله وما جاء في الذكر الحكيم.إننا على جهل إذا اعتبرنا أن مفهومنا للدين يتطابق مع ما تعني هذه العبارة لدى الكاثوليك لأن الكنيسة أقيمت على فلول الإقطاعية الرومانية الوثنية.وبذلك علينا التمييز بين الأدلة الواردة.ما يجب الاهتمام به هو صفاء إيماننا وتقاليدنا دون التفريط في البحث العلمي والرقي التكنولوجي.ألسنا من البلدان المتخلفة

  • hocine

    cher ami le journaliste, vote texte n'est plus actualisé. Vous parlez sur bernard shox et des autres qui ne sont plus les enfants de notre temps .l'occident actuellement refuse et combat l'islam parce que c'est DAESH qui le represente.il faut réécrire l'article car nous sommes en février 2016.

  • نورالدين الجزائري

    المرافق العامة الدستور البرلمان... كل يوم يشبه أخاه لا إبداع لا تفكير لا حركة ، يعيش هذا العقل في كومة من الطين اللزج دخلنا فيه إلى أعناقنا لا نستطيع الحركة و لو برؤوسنا حتى تلتفت إلى ما وصل إليه غيرنا ـ لنرى فقط ! ـ هذا العقل تقول له: فيه أزمة ! مشكلة ! جرائم طمت ! فقر ! تخلف ! إنحطاط ثقافي ! أين الحل ! إستيقظ! لا يستطيع سماعك لأنه منغلق بسياج من الأعراف و الخرافات و حصون من التخلف تمنع النقد و الهز بشدة لما هو فيه قابع ، إنه تحت نظام و ثقافة تحميه من الخليج إلى المحيط !
    لم يبقى إلا كسر قلمي!

  • نورالدين الجزائري

    عقول العالم تغيرت بالرغم لا يوجد عندها كتاب محكمة آياته ! أتدرون ما معنى محكمة ؟! هذا موضوع آخر أبحثوا فيه و لا تقول : عدي ! لا بربكم ! العقل العربي لن يفطن إنه يسلم : الدكتور والشيخ هو كل شيء كما أن البترول كل شيء ! فلا تتحرك لا تبحث لا تسأل مادام لقمة العيش تأتي صائغة من الثروة الفانية لا من الثروة الباقية الهائلة: العقل! نحن نعيش في نفق مظلم من الخرجتين أخلقت بإحكام من جهة: الإستبداد السياسي و من الفتحة الأخرى الإنغلاق الثقافي، لنصبح ـ شكارة ـ أرمي فيها ما تشاء و هذه الشكارة: المنظومة التربوي

  • نورالدين الجزائري

    تبرمجت فيه منذ الصغر بمعتقدات و تعاليم موروثة منها السقيم الكثير و الصحيح النادر ! و ليس نتيجة البحث و التحصيل و الدراسة : يدرسو درسا مدارسة مدرسة .. و نحن نحمي هذا ـ العقل ـ بإستمرار أن يتعرض للنقض أو الإستفزاز إسم : الدكتور يبقى دكتور إلى الأبد حتى و لو عاش في القرن الحجري Tabou لا يجوز لك و لا يسمح أن تأتي بجديد غريب عن ما قال و نحن نعلم المعصوم / القرآن و السنة . فالعقل لن يستطيع يكون عقلا منتجا متحضرا مغير لحاله مؤثر بغيره ناقدا و منتقد من غيره لن يأتي بشيء و حال أمتي يشهد على ما أقول ! كل

  • نورالدين الجزائري

    الشعر الذي يؤمن بالترادف في الألفاظ. فكلمة فطرة إذا فقهناها نستفيد الكثير و العظيم من المنافع في تربية الأطفال ثم أعرج على لفظ: الدين: هو قياس حساب حكم أسير عليه.. فيه إشكاليات جمة في فكرنا تبدأ بأننا لم نستصغي أنه لا يوجد في القرآن ترادف و لا حتى في اللسان العربي حتى نطرق باب علم القرآن بداية و الحديث يطول .. العقل العربي لن يستطيع أن يصحو و لن يؤثر في الثقافات الغربية أو غيرها أبدا لأسباب { لا تبديل لخلق الله } في كل أطياف الحياة ! العقل العربيّ ـ المسلم ـ متقولب فيه سلسلة من التصورات المقيّدة

  • نورالدين الجزائري

    تسأله أمه مَن فعل هذا ؟ يقول إما أخي أو لا أعلم و الحديث قياس مع كل الأحداث ! بيت القصيد أننا نعيش مشكلة مركبة من : أننا لم نفقه القرآن و 2 بالتالي و البديهي لن نستطيع تكيف آياته مع الواقع المزري فينا ! شوفوا إخوتي أنا أسمع دائما كلمة تفسير القرآن، و عندما نتصفح القرآن أجد أن الله تعالى هو الذي فسره {.. بأحسن تفسير } أي أنه مفسر ! علينا عباد قال { تدرسونه } أبحث عن معناها : هو فهم كل كلمة ماذا تعني أي الدراسة ليست تفسير بل التداول المستمر على الآية كلمة كلمة و لايحق فهمها ترادفا كما هو الحال في

  • نورالدين الجزائري

    لها معناها و ليس صوت ! هي حق و ترمز إلى أمر عظيم . هذا الخلق الذي لا تبديل له أي لن نستطيع أن ننبت النبتة خارج المحيط المهيئ لها أصلا من الأصل و الإنسان كذلك . و لكن أكثر الناس لا يعلمون ! صحيح لو أخذنا الطفل الصغير و أبواه و المدرسة و المجتمع علموه الصدق هل يكذب ؟ الأم تسأل إبنها : مَن كسر الكأس ؟ يقول أنا ! بكل أريحية لأنه لا يعلم إلا عالمه الصادق ! و لكن لو الأم تكسر الكأس تقول لإبنها لا تقص على أبيك هذا بل الكأس سقط بنفسه ! هنا يتعلم الطفل أن هناك عالم آخر نستطيع إيجاده ! فعندما يكسـر الكأس

  • نورالدين الجزائري

    لا تبديل لخلق الله ! لابد علينا احترام هذا الناموس ـ القانون ـ في خلقية الإنسان و صفاته لن نستطيع أن نجعل منه ملحدا لأن في خَلقيته التوحيد و لن نقول عنه لا يعلم شيئا بل مادة العلم مخلوقة فيه .. و إلا فسوف ندمر هذا الإنسان و نخرجه من الإطار الذي خلق من أجله و به {لا تبديل لخلق الله }! فالنبتة توضع في التراب و تسقى بالماء و لابد من حرارة و عوامل أخرى، كذلك الإنسان يتكون في قرار ثم يخرج إلى الدنيا كالنبتة تخرج من الأرض فينمو و ينمو إلى حد ما و يتوقف { و الله أنبتكم من الأرض نباتا } الكلمة في القرآن

  • نورالدين الجزائري

    الإيمان / الصدق / التعلم : الإيمان الطفل مجهز بقبول أفكار تلقنه أن هناك ربا عظيما خالقا ، فيتقبل هذه المعلومات بدون إشكال. الصدق : الطفل لا يكذب أبدا و يخرج من بطن أمه صادقا إنما المحيط هو الذي يلقنه عالم آخر غير الذي فُطر عليه فيكذب من باب إخفاء الحقيقة! التعلم يولد الطفل مهيأ لتعلم لغة سماع حروفها و نطقها عكس باقي الكائنات كما أنه بعد مرحلة الحبو يقوم على رجليه و لن يحبوا بعدها أبدا ! هذه الفطرة هي جزء من: الحساب القياس و القانون ـ الدين ـ الإنسان يأتي إلى العالم في فطرته خَلقيته قواعد المعرفة

  • نورالدين الجزائري

    تعني : الحساب القياس و القانون ! جم من الأحكام تسيّر الإنسان في كل مراحل حياته ، و من ميزات هذا الدين أنه حنيفا : مائل عن الباطل للحق و كذلك فيه ميل في سعة من الأمر لا تشدد و لا تزمت بل وسطية مساحة واسعة في كل العبادات مثل : إن لم تستطع الصلاة واقفا صليت جالسا أو مستلقيا على الفراش .. الحنفية تجعلك مكيف مع كل الأحداث بجميع الأحكام في كل العبادات! ثم الحق ذكر الفطرة أمرها عظيم قد وجدت جامعة كمبريدج وغيرها أن الطفل يولد و دماغه مجهز بمعلومات لا علاقة لها بالوراثة و لا الجينات و هي محددة بثلاث صفات

  • نورالدين الجزائري

    أما أنا الشيء الذي استوقفني كثيرا قوله تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون }30 الروم. عندما يكون الحديث عن الدين و العلم و الإنسان لما لا نبدأ الإستشهاد بنصوص جوهر الأمر الذي نتحدث عنه ؟! هذه الآية العظيمة تتحدث عن الإنسان: أسس التطور / مراحل التطور / و المبتغى الأخير . بدأت بأقم : و هي كلمة توحي إلى القيام جسدا فكرا وجهك توحي : كل ذات الإنسان كما يقال : رجل وجيه قومه ! قائدهم و مثلهم يعبر عنه بالوجه . أما كلمة الدين ! يا سادة