رياضة
بعد فضيحة الشبيبة وسوسطارة في رابطة أبطال إفريقيا

هل يطبق زطشي نصيحة الحاج روراوة؟

الشروق الرياضي
  • 11162
  • 5
الشروق أونلاين

لا يصلح أي وصف في ما يخص الخسارة الكبيرة لممثلي الكرة الجزائرية في رابطة أبطال إفريقيا، اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل سوى فضيحة، فالفريقان اللذان يوصفان بالكبيرين خرجا معا من دور المجموعات قبل جولة من النهاية، وتنافسا بينهما في تسجيل النتائج السيئة وحتى الثقيلة، وعندما بقيت أمامهما فرصة واحدة وهي الفوز في مباراتيهما خارج الديار، عاد الاتحاد بثلاثية كاملة في شباكه بعرض مؤسف للغاية أمام الوداد البيضاوي، وخسر شبيبة القبائل بالضربة القاضية برباعية أمام فيتا كلوب الذي لم يكن في حاجة للمباراة، ولولا سوء حظ الكونغوليين لخسرت الشبيبة بسباعية أو أكثر، والمؤسف أن بلال دزيري قال بعد عودة بعثة الاتحاد إلى الجزائر بأنه لا يخجل من الإقصاء وأنصار الاتحاد خجلون، بينما لم يجد ملال ما يقول وصمت، وهو الذي حمّل الحكام كل خسائر فريقه الذي قدّم شوطا ثانيا أمام فيتا كلوب أشبه بالفضيحة.

في الموسم الماضي لم يضيّع شبيبة الساورة التأهل إلا في المباراة الأخيرة من دور المجموعات، حيث خسر في مصر أمام العملاق الأهلي وخرج من المنافسة وكان على مشارف التأهل، وتأهل للدور الثاني شباب قسنطينة الذي فاز على مازيمبي بثلاثية تاريخية وعلى الإسماعيلي المصري وعلى النادي الإفريقي في تونس، ولم يسقط إلا في الدور ربع النهائي أمام الترجي التونسي بطل إفريقيا في النسختين الأخيرتين، وفي تلك الفترة وصفنا النتائج بالمخيبة، فما بالك بما حدث هذا الموسم للشبيبة والاتحاد، ولم يتوقف الأمر عند النتائج الموجعة فقط، وإنما بالخصوص العروض السيئة، وكأنهما يمثلان بلدا إفريقيا لا تقاليد كروية له.

الجمهور الجزائري بعد فوز “الخضر” بكأس أمم إفريقيا تكهن بتأهل الأندية الجزائرية في المنافسة، وكان مع مرور الوقت يتضح أنها ضعيفة جدا كلما لاقت التونسيين والمغاربة، ومن المخجل أن نجد في ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، فريقين من مصر وفريقين من تونس وفريقين من المغرب، ويخرج من المنافسة فريقا الجزائر قبل نهاية دور المجموعات، وبعد ذلك يقول بلال دزيري بأنه لا يخجل من الإقصاء ويحاول إقناع نفسه بأنه شرّف الجزائر ولا أحد في الجزائر غير غاضب من الوجه الشاحب للاتحاد وللشبيبة أيضا.

سنة 2014، نصح الحاج روراوة الأندية الجزائرية بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية إذا لم تكن قادرة على المنافسة وغير قادرة ماليا، وهو على حق بعد الوجه المخيّب للشبيبة والاتحاد، اللذين كانا في بعض المباريات يلعبان من أجل تفادي الخسارة الثقيلة، ولحد الآن لم نسمع عن أي تعليق رسمي على الوجه الشاحب لممثلي الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا، ولن يلوم أي كان المدرب الوطني جمال بلماضي لو أغلق نهائيا ملف اللاعبين المحليين بعد النتائج الهزيلة للفرق الجزائرية في كأسي إفريقيا والعرب.

على الفاف ألا تمنح مستقبلا الموافقة لمشاركة أي فريق في المنافسة القارية من باب المشاركة فقط، فمن غير المعقول أن يقارب عدد مباريات اتحاد العاصمة في رابطة أبطال إفريقيا مائة مباراة والفريق لم يتوج أبدا بالكأس، ومن غير المعقول أن يتجاوز عدد الفرق الجزائرية التي شاركت في مختلف الكؤوس الإفريقية والعربية الثلاثين، ولم يتوج بالألقاب غير القبائل وسطيف والعميد، لأن ما صرفته الأندية الجزائرية من منح ومرتبات وأموال تحويلات وانتدابات ومصاريف السفر إلى قلب القارة السمراء هو آلاف الملايير ولا يوجد في الخزانة الجزائرية سوى لقب واحد لرابطة أبطال إفريقيا في تسميتها الجديدة.

طوت الجزائر ملف رابطة أبطال إفريقيا وخرجت منها صفر اليدين، وتركت المجال للأقوياء، والمشكلة ليست في الهزيمة والإقصاء، لأنها صارت عادة هذه الأندية التي تصرف المال العام في جيوب اللاعبين والمدربين من دون رقيب ولا حسيب، ولكن في صمت السلطات أمام هذا الإسراف وهذا الانبطاح أمام فرق إفريقية بعضها لا تمتلك نصف إمكانيات ما تمتلكه الفرق الجزائرية، فالجزائر هي البلد الوحيد الذي ينوّع من أنديته وفي كل مرة يقدم فريقا ويقول بأنه لا يمتلك الخبرة ليختفي، فقد سبق لبني ثور وجمعية عين مليلة ومولودية قسنطينة واتحاد عنابة وغالي معسكر وهندسة الجزائر والحراش والقبة وغيرها كثير، من شاركت في الكؤوس العربية والإفريقية ثم اختفت نهائيا.
ب. ع

مقالات ذات صلة