العالم
بعد تصريحات أثارت جدلا

هل يمهد ولي العهد السعودي للتخلي عن الفكر الوهابي؟

الشروق أونلاين
  • 11291
  • 28
ح.م
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

أثارت تصريحات أطلقها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حول المرجعية الفقهية للمملكة جدلا واسعا، بعد تأكيده إن أن الحكومة ملتزمة بالقرآن والأحاديث المتواترة وليس للأشخاص مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ينسب إليه المنهج الوهابي.

وقال بن سلمان في حوار مع قناة سعودية: “دستورنا هو القرآن، وسوف يستمر للأبد، والنظام الأساسي في الحكم ينص على ذلك بشكل واضح للغاية، نحن كحكومة، أو مجلس الشورى كمشرع، أو الملك كمرجع للسلطات الثلاث ملزمون بتطبيق القرآن.

وأضاف: لكن في الشأن الاجتماعي والشخصي فقط ملتزمون بتطبيق النصوص المنصوص عليها في القرآن بشكل واضح، يعني لا يجب أن أطرح عقوبة شرعية بدون نص قرآني واضح أو نص صريح من السنة.

وحول نظرته للإعتدال قال: لا أعتقد أنني في موقع يجعلني أعرف ما هو مفهوم الاعتدال بقدر ما ألتزم بدستور المملكة العربية السعودية الذي هو القرآن والسنة ونظامها الأساسي للحكم وتطبيقه على أكمل وجه بمفهوم واسع يشمل الجميع مشيراً إلى أن الاعتدال كلمة واسعة للغاية، فجميع فقهاء المسلمين والعلماء من أكثر من ألف سنة وهم يجتهدون بما هو مفهوم الاعتدال.

https://twitter.com/alkhalejtv/status/1388050513279787011

وتابع متى ما ألزمنا أنفسنا بمدرسة معينة أو بعالم معين معناه هو أننا جعلنا من البشر “آلهة” فالله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم لم يضعَ بينهم وبين الناس حجاب، أنزل القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم طبقه على الأرض والاجتهاد مفتوح للأبد.

وأضاف أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نلتزم بنصوصه ونغلق عقولنا للاجتهاد ونؤلهه أو نضخمه لعارض هذا الشيء، فلا توجد مدرسة ثابتة ولا يوجد شخص ثابت، القرآن والاجتهاد مستمران فيه، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والاجتهاد مستمران فيه، وكل الفتاوى تخضع لعامل الزمان والمكان.

وأشار إلى أنه قبل مئة عام كان أحد المشايخ الأجلاء يفتي بفتوى معينة وهو لا يعرف أن الكرة الأرضية مدورة أو لا، ولا يعرف قارات العالم ولا التقنية وإلى آخره، ففتواه بناء على معطياته ومعلوماته وفهمه للقرآن والسنة لكن هذه تغير في وضعنا الحالي مشدداً على أن مرجعنا النهائي هو القرآن وسنة الرسول.

هيئة كبار العلماء توضح

وبعد أن أثارت هذه التصريحات جدلا  وسط تأويلات كونهها تمهيد للتخلي عن المنهج الوهابي السلفي، أصدرت هيئة كبار العلماء بيانا توضيحيا.

وحسب الهيئة: “تأكيد الأمير محمد بن سلمان على أن دستور المملكة ومنهجها الدائم هو كتاب الله وما صح عن رسول الله، من الأسس والمرتكزات التي قامت عليها هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية، والتي نصَّ عليها النظام الأساسي للحكم”.

وأضافت: “ومن هذا الدستور، الذي أكده ولي العهد، تستمد المملكة كل مبادئها ونظمها وبما لا يخالفه، ما نتج عنه الأمن والاستقرار واللحمة الوطنية والرخاء. ونتيجة لذلك تنعم المملكة باعتدال ووسطية في كل مناحي الحياة”.

واعتبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن “الاعتدال الذي تحدث عنه ولي العهد هو سياسة حكم وحياة شعب”. وقالت: “يستوي في ذلك حكامها وشعبها وعلى ذلك مؤسسات الدولة وسياسات الحكم ومناهج التعليم، وبهذه الوسطية والاعتدال اتصلت المملكة بالعالم، فأسهمت في استقراره وتنميته بما تتحدَّث عنه الأرقام والإحصاءات، ومن منطلق كونها مركز اعتدال حاربت المملكة الإرهاب بصوره كافة، وأصبحت في مقدمة الدول التي اجتثته من جذوره”.

وحول المرجعية الدينية، قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إن “ما أشار إليه ولي العهد من أن مرجع المسلم إن كان فردا أو جماعة هو كتاب الله وسنة رسوله دون التقيد بمذهب معين أو عالم معين هو ما دلت عليه النصوص الصحيحة الصريحة، ولا زال علماء المسلمين قديمًا وحديثًا ينهون عن تقليدهم ويأمرون بالرجوع إلى الوحي المعصوم”.

مقالات ذات صلة