الجزائر
أمهلها إلى ما بعد انقشاع وباء كورونا

هل ينجح وزير التجارة في القضاء على مافيا اللحوم الحمراء؟

محمد مسلم
  • 5252
  • 30
الشروق أونلاين

كشفت تصريحات وزير التجارة كمال رزيڨ المتعلقة بالثروة الحيوانية في البلاد، وعلاقتها بغلاء اللحوم الحمراء، عن وجود اطراف تهوى التلاعب بالأسعار وتعمل على عرقلة كل ما من شانه ان يقوض جهود الدولة في ضبط أسعار هذه المادة الحيوية.

ملامح العصابة التي تهوى التلاعب بأسعار اللحوم الحمراء وفق كلام الوزير، تبرز بوضوح كل سنة بحلول شهر رمضان المعظم، متسببة في إحراج الحكومة في كل مرة أمام مواطنيها.

هذا الحرج سجله وزير التجارة كمال رزيڨ، بمرارة وهو يخاطب كل من له علاقة بسوق اللحوم الحمراء عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك: “سؤال محير، أين 28 مليون رأس غنم التي تكلم عنها الموالون ومهنيو هذه الشعبة؟ أين وعودكم لي بأنكم ستبيعون هذه السنة بأسعار معقولة؟”،

قبل أن يصيف: “الآن عرفت لماذا حاربتموني لما طلبت السماح بجلب لحوم منطقة الجنوب ولايات تندوف، أدرار، تمنراست، اليزي للشمال، بحجة أنها مريضة..”.

وكان وزير التجارة قد اتفق مع الناشطين في قطاع اللحوم الحمراء على سعر في حدود الـ800 دينار للكيلوغرام، غير أن اليوم الأول من الشهر الفضيل كشف عن معطيات مغايرة، الأمر الذي أشعل نار غضب الوزير، متوعدا المتلاعبين بالأسعار بعقوبات قاسية بعد انتهاء أزمة كورونا.

وقال رزيق بهذا الخصوص: “الله غالب، الظروف الخاصة التي نعيشها الآن منعتني من تجسيد المشروع، أقولها الآن عرفت لماذا حاربتموني بسبب مناداتي بسعر لحم معقول للزوالي في شهر رمضان”.

واستطرد متوعدا: “الأيام بيننا. ولابد أن نعرف مدى حقيقة هذا الرقم اللغز 28 مليون راس، وإن شاء الله بعد نهاية هذا الوباء سوف أحيي مشروع نقل لحوم الجنوب إلى الشمال من جديد”.

الأكيد ان إجراءات وزير التجارة في ضبط السوق، والتي باشرها منذ تكليفه بتفكيك أزمة حليب الأكياس، أزعجت الكثير، فبدأت اللوبيات الموروثة من زمن نظام العصابة تحاربه وتتوعده، بعد ان أصبحت مصالحها الضيقة على المحك.

ويعتبر سوق اللحوم الحمراء المتصل بمافيا الاستيراد من اعقد الملفات التي واجهتها الحكومات المتعاقبة، غير أنها رسبت، ولعل الجميع يتذكر كيف تصدت هذه المافيا لمشروع استيراد اللحوم الحمراء الطازجة من السودان في عام 2010 بأسعار في متناول عموم الجزائريين.

ولمن يتذكر، فقد تصدت المصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة في عهد الوزير الأسبق، رشيد بن عيسى، بحجة أن الماشية السودانية مصابة بأمراض وهو ما يعرض صحة الجزائريين للخطر، في الوقت الذي تصدر فيه اللحوم السودانية إلى مختلف بقاع العالم بما فيها الدول التي تعتبر منظومتها أكثر تطورا من المنظومة الجزائرية، وهكذا تم إفشال مشروع واعد رغم توفر الإرادة السياسية على أعلى مستوى في ذلك الوقت، في أعقاب مساندة السودانيين لفريق الجزائر لكرة القدم في مقابلة ام درمان الشهيرة، مع المنتخب المصري.

واليوم وبعد عقد من الزمن وعلى الرغم من سقوط نظام العصابة، تعود الممارسات ذاتها وبوقاحة أكثر، حيث تمت معارضة قرار وزير التجارة باستيراد اللحوم الحمراء في جنوبنا الكبير، حتى يتسنى لهم استيراد اللحوم، ومن ثم سهولة التحكم في السوق وتكريس منطق المضاربة، الذي لا يخدم سوى المافيا المالية.

مقالات ذات صلة