-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القرارات الفردية القوة والجرأة والاستقلالية كابوس يتحاشاه بعض الرجال

هل يهاب الرجل الارتباط بنساء يشغلن مناصب قيادية؟

نسيبة علال
  • 1768
  • 1
هل يهاب الرجل الارتباط بنساء يشغلن مناصب قيادية؟

لا تزال وظيفة المرأة والمناصب التي تتولاها تشكل حولها الحواجز في المجتمعات العربية. وقد يبلغ الأمر إلى منعها من الارتباط، إذ رغم كل الإنجازات التي أحرزتها النساء، وكل النجاحات التي برهنت بها عن قدرتها على التفوق والريادة، بمقابل تكوين أسرة مستقرة وهانئة، يستمر الرجل في خوفه من طباعها ومن انعكاسات نجاحها المهني على حياتها الشخصية.

المناصب تغري المرأة وتخيف الرجل

يعجب الرجل عادة بالمرأة الذكية، ويولي لها احتراما خاصا، كما أنه يكون حذرا ويراجع نفسه في التعامل معها على الدوام، ربما هذا بالضبط ما يجعل الغالبية يخشون الارتباط بالمرأة الذكية، لأن العلاقة، بحسب مختصين، تكون شكلية جدا وغير مريحة للطرفين، وبطبيعة الحال، فإن النساء الذكيات الحاذقات هن الفئة الأكثر تواجدا في المناصب القيادية، من اللواتي يعول عليهن في إدارة شؤون الأعمال والمؤسسات.. وهن الأكثر معاناة في الارتباط والحصول على شريك حياة مناسب يقدر إمكاناتها الفكرية ومهاراتها العالية، ويقدم لها العناية والدعم اللازمين لمواصلة درب النجاح، حتى إن الكثيرات يستمررن في رفض المتقدمين إليهن، دون إعطاء أدنى أهمية للضوابط التي تفرضها المجتمعات العربية، إلى غاية لقاء الرجل المناسب. تقول فلة، 43 سنة، من بجاية، مهندسة دولة في مجال الطاقة، تشغل منصبا حساسا في شركة بترولية في حاسي مسعود: “حصلت على وظيفة في العاصمة، عندما كان عمري 32 سنة، وتدرجت في المناصب.. كان راتبي ممتازا دائما، سافرت وكونت رصيدا محترما، وشقة خاصة، لكن ليس هذا ما كان يمنعني من الزواج في كل مرة تتم خطبتي من رجل يرفض تطوري واستمرار نجاحي، فلم يكن يزعجني انتظار الزوج الذي يقدر تعبي في البحث العلمي وخبرتي الطويلة، ويحترم حبي لمهنتي وإجبارية تنقلي إلى الصحراء..” وبالفعل، فقد ارتبطت فلة قبل أشهر من زميل لها في العمل، بعد 9 خطبات باءت بالفشل، كلها يطلب فيها الخاطب تركها منصبها، أو العودة إلى العمل في وظيفة عادية بدوام، قريبا من المنزل، والتفرغ للعائلة.

وعلى نقيض السواد الأعظم من الجزائريين، تقول الدكتورة “ط. س”: “لطالما دعمني زوجي وشجعني لاعتلاء المناصب المرموقة، يرافقني ويدعمني معنويا عند كل مسابقة أو امتحان ترقية، والآن أشغل منصب منسق عام

بالقطاع الصحي، رغم ثقل المسؤولية. مع هذا، يستمر زوجي في دفعي نحو الأعلى ويفتخر بإنجازاتي على الدوام. وهو من شجعني على الترشح للحصول على مقعد برلماني مؤخرا، وهو مستعد للعمل معي على حملتي الانتخابية”.

لماذا يرفض الرجل هذا النوع من النساء؟

تفيد تحليلات الأخصائيين والخبراء النفسانيين والاجتماعيين، بوجود تبعات كثيرة لاعتلاء المرأة مناصب مرموقة، تنعكس على شخصيتها مع مرور الوقت، أو يكون لديها بالأساس ما يؤهلها لتولي وظائف حساسة، في الوقت ذاته تشكل حاجزا بينها وبين الرجل. تقول الأخصائية النفسانية والاجتماعية، مريم بركان: “تتسم المرأة التي تشغل مناصب قيادية ببعض الصفات التي تميزها عن بقية النساء، التي تكتسبها بحكم عملها وتحملها المسؤولية الجماعية، إذ في الغالب تكون متشبثة برأيها وأفكارها التي تتمخض عن تجربة وتفكير عميق، ما يجعل الشريك يراها عنيدة ومتسلطة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى كونها اجتماعية تهتم بجميع الأطياف، تماما كما تفعل ذلك مع الموظفين، وهو ما يرفضه بعض الرجال، إذ يفضلون المرأة التي توليهم أهمية بالغة وتحيطهم بالرعاية والاهتمام جل وقتها، كما أن اتخاذ المرأة بعض القرارات المهمة في حياتها الخاصة، بسرعة ومن دون استشارة أحد، بحكم تعودها على ذلك في منصبها، يشعر الشريك بالخطر وبعدم الجدوى، فالكل يريد المشاركة في اتخاذ القرار لاحقا خاصة في وجود أطفال، بل وهناك من يفضل اتخاذ قرارات الأسرة بمن فيها الزوجة بمفرده ومن دون مشاورة أو مناقشة حتى في أبسط التفاصيل اليومية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • zombienoss

    Machi tama almouchkil, almouchkil twali tchouf rouha moussoulini bel barita.