-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لاعبو الخضر في "تل أبيب" خوفا على مستقبلهم

هو تطبيع مرفوض مهما كانت المبررات!

توفيق بوفروم
  • 36183
  • 0
هو تطبيع مرفوض مهما كانت المبررات!
ح.م

مازالت مباراة نيس، أمام فريق مكابي الصهيوني تصنع الحدث، على الأقل ما بين أنصار المنتخب الجزائري وحتى عامة الناس في الواقع وعلى المواقع الافتراضية، إذ لم تمر سوى بضعة أسابيع من رفض اللاعب عمورة التنقل مع فريقه السويسري إلى الأرض المحتلة للعب مباراة ضمن تصفيات أوربا ليغ، ورفض أيضا توبة التنقل مع فريقه التركي لمواجهة الصهاينة، ونالا سويا الإشادة من العالمين العربي والإسلامي، حتى وُضع عدد كبير من اللاعبين أمام امتحان صعب ومعقد عندما تواجد فريق نيس وهو أكبر نادي في أوربا يضم عددا هائلا من الجزائريين، فريق صهيوني وهو ماكابي تل أبيب في الدور الأخير من كأس المؤتمرات، وكان لزاما على رفقاء يوسف عطال الانتقال إلى تل أبيب للعب مباراة الذهاب أمام أربعين ألف مناصر، في انتظار العودة في مدينة نيس.

بوداوي نال نصيبه من النقد وعطال ورفاقه كرروا “الزيارة!”

ويرأس فريق نيس الملياردير ورجل الأعمال جان بيير ريفير، الذي وفّر للفريق إمكانات ضخمة ومدربين أكفاء من أجل المنافسة على الدوري الفرنسي، أو على الأقل كما قال الحصول على مرتبة تمكن الفريق للعب رابطة أبطال أوربا التي تعتبر حلم بالنسبة للفريق، وهناك من يقول بأن هذا الرئيس هو الذي ضغط في الموسم الكروي الماضي على المهاجم ديلور، لأجل رفض اللعب للمنتخب الجزائري، وليس المدرب، بعد أن علم بأن بوداوي وعطال سيغيبان لمدة شهر كامل في الكامرون المشارك في كأس أمم إفريقيا.

في الموسم الماضي، حققت نيس بداية جيدة ولكنها تأخرت واكتفت بمرتبة ساعدتها على لعب الدور التمهيدي من كأس المؤتمرات، وفي السنة الحالية وضع رئيس النادي هدفا وهو المنافسة بقوة على كأس المؤتمرات، وأيضا على الدوري الفرنسي، حيث جمع الفريق لحد الآن نقطتين من مباراتين، ووجد لاعبو الخضر ومنهم عطال يوسف صعوبة في فتح النقاش حول المباراة، وساعدت الإصابة هشام بوداوي للغياب وهو الذي سافر في الموسم الماضي إلى تل أبيب.

عدد الجزائريين الذين سافروا إلى الأرض المحتلة كان كبيرا، وهم يوسف عطال والحارس الاحتياطي بلهندي وبلال براهيمي، وأيضا أندي ديلور، دون نسيان الجزائري الأصل أمين غويري، وبالرغم من الأعذار التي حاول البعض أن يجدوها لهؤلاء، من تفادي العقاب ووضع مستقبلهم الكروي في خطر، والعين المراقبة للاتحاد الأوربي والدولي ولوبي الصهاينة، إلا أن فئة كبيرة من أنصار الخضر، رفضت جملة وتفصيلا ملاقاة الصهاينة ولو بالتضحية بالحياة الرياضية كما فعل المصارع نورين الذي كان بالإمكان أن يكون من المتوجين بلقب أو ميدالية في الجيدو، في الألعاب المتوسطية والحصول على سكن كما فاز الآخرون، ولكن رفضه ملاقاة مصارع صهيوني في دورة طوكيو الأولمبية، بخّر كل أمانيه المادية والرياضية بعد أن تقرر توقيفه من اتحاد المصارعة الدولي.

عدد من الرياضيين والسياسيين الذين تحدثنا إليهم، اقترحوا عدم ترك المشاركة من عدمها أمر خاص وشخصي كما هو الحال حاليا، حيث نمتلك رياضيين لعبوا مع الصهاينة مثل المصارع مريجة ولاعبي الكرة عطال وبلفوضيل، من دون أن تتدخل السلطة في الأمر، ولاعبين رفضوا وعلى رأسهم نورين ومطمور، فتلقوا العقاب، وأن يتم البحث عن صيغة لمواجهة هذه الموقف المزعجة بالنسبة للجزائريين الرافضين الاعتراف بما يسمى دولة إسرائيل، ورافضين التطبيع الثقافي والاقتصادي والرياضي والاجتماعي، كواحدة من الدول القليلة جدا في العالم التي طبقت حرفيا دولة وشعبا، كونها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

عرفات مزوار: “لو كنت مكان محترفينا لرفضت اللعب أمام الكيان الصهيوني”

أكد اللاعب الدولي السابق عرفات مزوار في تصريح لـ”الشروق”، بخصوص ما أثير حول تنقل الثلاثي عطال، ديلور، وبلال براهيمي للعب أمام أحد أندية الكيان الصهيوني في منافسة دوري المؤتمر الأوروبي بأن هذا الأمر متروك لهم شخصيا، فهم محترفون وقادرون على تقدير الموقف، وأضاف عرفات:” لا أحد يتمنى أن يكون مكانهم، فهم لديهم عقود مع أنديتهم، وتمارس عليهم ضغوطات كبيرة، بل تصل إلى حد التهديد بالاستغناء عن خدماتهم، ولهذا فان كل لاعب ولديه شخصيته التي يواجه بها مثل هذه الأمور، وتمنيت منهم لو رفضوا التنقل لأن الأمر يتعلق بموقف ثابت غير قابل للنقاش للشعب الجزائري والدولة بشكل عام دعما للقضية الفلسطينية.”

وعن تصرفه لو وقع في هذه الوضعية، صرح مزوار:” لقد سبق وأن حدث لي هذا الأمر، وهذا من خلال انسحابي وبقية اللاعبين الجزائريين من دورة كروية داخل القاعات جرت وقائعها في البرتغال بسبب أننا كنا سنواجه خصما من الكيان الصهيوني، لكن الأمر مختلف لأن ثلاثي نيس خاض منافسة رسمية، هناك عقود احترافية ملزمة، ومع هذا كنت لأنسحب، لأنني لا أتصور نفسي أواجه هؤلاء القتلة المحتلين.”

واستغرب عرفات من عدم التعامل مع الجميع على نفس قدم المساواة في قضية السفر إلى الكيان الصهيوني، وأضاف في هذا الشأن:” عندما تنقل بوداوي هشام مع نيس الفرنسي للعب هناك قامت الدنيا ولم تقعد، وتعرض لحملة إعلامية شرسة، وتم اتهامه بالتطبيع، لكن لم نشاهد هذه الضجة مع عطال، ديلور وبلال براهيمي، وهذا يعني بأن هناك سياسة الكيل بمكيالين، فالكل انهال بالانتقادات على بوداوي لأنه غي محمي أو مدعوم إعلاميا، وهذا خطأ كبير.”

بن عبد الله: “على علمائنا إصدار فتوى وكل لاعب مسؤول عن قراراته”

ظهر الحارس الدولي السابق عبد السلام بن عبد الله متحفظا خلال حديثه حول سفر بعض اللاعبين الجزائريين مؤخرا لملاقاة أندية من الكيان الصهيوني، مشيرا بالقول: “بصراحة، ما أستطيع الإدلاء به هو أن كل لاعب مسؤول عن قراراته، وليس باستطاعتي الحكم على أي أحد منهم، وهذا لسبب وجيه هو عدم امتلاكي للمعطيات الكاملة، ولا معرفتي بالأسباب التي دفعتهم لذلك، فعطال، بوداوي، براهيمي، وديلور لديهم عقود محترفة مع ناديهم، وربما لو رفضوا التنقل لتم طردهم أو معاقبتهم، وبشكل عام لو عزفوا عن ملاقاة فريق من الكيان الصهيوني لكنا قد دعمناهم بقوة، لكن بما أنهم اختاروا الجانب الرياضي فلن نلومهم أيضا.”

وأوضح بن عبد الله أيضا: “في اعتقادي، يجب على علمائنا إصدار فتوى في هذا الخصوص، من أجل إنهاء كل الجدل الحاصل، فإما يتم تحريم السفر إلى الكيان الصهيوني أو مواجهة فرقهم ورياضييهم بما أنهم احتلال غاصب، ويقتل إخواننا الفلسطينيين بشكل يومي، وإما تصدر فتوى تجيز ذلك بما أنها مجرد رياضة، ولا تعتبر تطبيعا إذا ما رأي أصحاب الفقه والدين ذلك، علما وأن هذه الفتوى ستساعد محترفينا في أوروبا كثيرا وستساعدهم على اتخاذ القرار المناسب.”

وعن موقفه الشخصي، ختم حارس الخضر السابق بالقول: “أنا أتحدث عن نفسي، لو وقعت في نفس الموقف، فلن أحتاج بأي فتوى، وسأرفض رفضا تاما وقاطعا مواجهة فرق الكيان الصهيوني مهما كلفني الأمر.”

عمر بلعطوي: “لا نعرف ظروف محترفينا في نيس.. وكل لاعب حر في قراراته”

يرى المدافع الدولي السابق عمر بلعطوي بأن الحديث عن قضية مواجهة لاعبينا المحترفين في أوروبا لفرق ورياضيي الكيان الصهيوني بأنه أمر حساس وصعب، وقال في هذا الشأن: “هناك شقين في الموضوع، الأول سياسي وديني وهو وقوفنا وإيماننا بالقضية الفلسطينية حتى التحرر من الاحتلال، وهناك جانب رياضي تدخل فيه عوامل العقود الملزمة للاعبينا، إذ يمكن أن تكون قد مورست عليهم ضغوطات في ناديهم، ومن الممكن أيضا أن تكون هناك معطيات أخرى نجهلها، تماما، لذا أنا هنا لست مشجعا على اللعب في الكيان الصهيوني، بل أردت القول بأن كل لاعب له حرية اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا وفقا لما يعيشه هو، وليس وفقا لما يراه الآخرين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين باتوا يحكمون على الأشخاص من وراء شاشات هواتفهم الذكية، ويخونون ويتهمون، ويريدون للاعبينا أن يعيشوا وفقا لقناعاتهم وأفكارهم.”

وواصل بلعطوي قائلا: “العام الماضي، تم اتهام بوداوي بالتطبيع، وتم تخوينه، وهو الذي يبلغ من العمر 21 سنة فقط حينها، ولا يعرف عواقب هذه الأمور، رغم أنه قضى 24 ساعة في الكيان الصهيوني ثم عاد، في حين صمت صفحات الفتنة حين سافر ديلور، عطال، وبراهيمي إلى هناك، وكأن شيئا لم يحدث، وهذا يوضح لنا بأن هناك أناسا في الخفاء مهمتهم تحطيم بعض اللاعبين دونا عن البقية.”

وختم بلعطوي حديثه مع “الشروق”: “لا أتمنى لأي لاعب أن يكون عرضة لهذا الموقف، وشخصيا لن أواجه أي ناد من الكيان الصهيوني، فهذا الموقف يشرفني ويشرف عائلتي ووطني، ومع بما أنني لم أعش نفس الظروف لا يمكنني الجزم.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!