جواهر

هو جميل بكل ما فيه

مليكة هاشمي
  • 626
  • 3
ح.م

كان العيد بالنسبة لي شبيها بذلك اليوم الحاسم الذي أنتظره بكل شغف، أترقب وصوله لأتباهى بفستاني الزهري الهادئ وحذائي الأبيض الحليبي..

كانت والدتي تضع لنا الحناء احتفاء بقدوم ضيف عزيز على قلوبنا، كان النوم لا يعانق أهدابي وأحلام اليقظة تعانق براءة مخيلتي..

في آخر ليلة من ليالي رمضان، أجد أمي تتفانى في صنع مختلف الحلويات التي يرفرف لأجلها قلبي.. كنت أعشق حينها كل تلك التفاصيل المترنحة التي لازالت تزحف بطيئة على حواف ذاكرتي..

أحن كل مرة إلى تلك الأيام الماضية وأحاول إحياءها اليوم بكل ترتيباتها وطقوسها، أستشعر فرحة ابنتي وهي تلبس أجمل ثياب تزفها أميرة بعالم الأحلام، ألتمس شوقها لذلك وهي تصر على لبسها كل مرة والنظر إلى المرآة.. أرى فيها نفسي وطفولتي المرتوية بجرعات سعادة كونية غير قادرة على وصفها وحياكة تفاصيلها..

العيد جميل بكل ما فيه، كان ولازال ذلك اليوم الذي ننتظره بفارغ الصبر، رغم كبر السن وتقدم الزمن.. ودعت البراءة ملامح وجهنا لكن روح الطفولة لازالت تتطفل داخلنا، انزلقت السنوات فجأة تحت أقدامنا لكننا لازلنا كما نحن، نعشق أيام العيد لنحتفي بفرح بهيج يزهر براعم أحلامنا.

مقالات ذات صلة