منوعات
وصف من أعطوا أوامر تهديمها بالإرهابيين..

واسيني الأعرج: تحويل الكنائس إلى مساجد هو تدمير للذاكرة وتاريخ الجزائر

حسان مرابط
  • 4390
  • 47
ح.م

تأسف الروائي واسيني الأعرج عن تحويل الكنائس إلى مساجد باعتبارها تراثا ومعالم أثرية تدل على تاريخ الجزائر وذاكرتها، مؤكدا في السياق أن الأماكن المقدسة لا يجب أن تمس.

وقال واسيني الأعرج لدى تقديمه، الأحد، ضمن فعاليات صالون الجزائري الدولي للكتاب، روايته الجديدة “الغجر يحبون أيضا” إنّ “الأماكن المقدسة لا يجب أن تمس، لكونها تتعلق بتاريخ الجزائر”.

وأضاف الأعرج في سياق حديثه عن روايته الأخيرة (بطلها خوسي أورانو مصارع ثيران كان يحضر الندوات التي كانت تقام بين المسلمين واليهود والمسيحيين في وهران حول مصارعة الثيران..هل هي رياضة مقبولة أم مرفوضة” أنّ تحويل بعض معالم وهران منها كنائس إلى مساجد وأخرى بالعاصمة مثل الكنيسة التي تحوّلت إلى مسجد “الرحمة” كان يفترض أن لا يتم المساس بها.

ووفق صاحب “أصابع لوليتا” “الأماكن المقدسة لا يجب أن تمس، كما تساءل لماذا نحوّل كنيسة إلى مسجد؟ قبل أن يوضح: “عندما تدخل إليها لا تشعر أنّك في مسجد فشكلها المعماري مختلف عن الجامع”.

واعتبر المتحدث أنّ “ما قامت به السلطات في الماضي من تحويل الكنائس إلى مساجد يعدّ تدميرا للذاكرة”.
ولم يخف المتحدث أنّ عدّة معالم بوهران منها “ساحة لاكاليرا” (أنجزها الإسبان) تم محوها تماما سنة 1986، كما تعرضت السوق العريقة “قرقيطة” إلى الاندثار.

وقال الأعرج إنّ من أعطى قرارا بتدمير هذه المعالم منها معالم وهران التي زارها هم إرهابيون ويجب محاسبتهم.
وحول روايته “الغجر يحبون أيضا”، أوضح الأعرج أنّ العمل يصحح ما هو موجود في أذهان البعض أنّ الغجر قوم لا علاقة لهم بالنظام والروابط الاجتماعية والإنسانية.

وأردف قائلا: “الغجر هم تجمّع بشري لهم وجهة نظر في الحياة وتتعلق بقضية الحرية التي تشكل لديهم هاجسا كبيرا، كلمة الحرية لا تعني الفوضى المطلقة، ولا تعني أيضا أنّه لا وجود للعقل ولا للنظام”.
وأشار المتحدث إلى أنّ “العنوان اختير على هذا النحو للضغط على القارئ حتى يتساءل؟ ويصبح جزءا من الحكاية الروائية”.
ولفت المتحدث إلى أنّ “هدف العنوان ليس القصدية السلبية ولكن القصدية التي تدفع إلى الدخول في النص، ومحو الفكرة الظالمة عن الغجر”.
وعن قصتها لفت إلى أنّ موضوع الرواية يتحدث عن مصارع ثيران متقن لهذه الرياضة يدعى خوسيه أورانو، كما تحكي عن الذاكرة الجزائرية والتسامح والتعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين بمدينة وهران. واعتبر أنّ روايته تعتبر تكريما لوهران بمعالمها الأثرية وتكريما للغجر، هؤلاء المظلومون الذين تعرضوا لإبادة وسط صمت البشرية.

مقالات ذات صلة