-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جددت تأكيدها على خيار الاستفتاء في الصحراء الغربية

واشنطن “تخذل” المخزن.. هل بقي له من خيار للعودة عن التطبيع؟

محمد مسلم
  • 9801
  • 0
واشنطن “تخذل” المخزن.. هل بقي له من خيار للعودة عن التطبيع؟
أرشيف

خلال الزيارة التي قادت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بالمنظمات الدولية ميشيل سيسون، إلى الجزائر، قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها إن الولايات المتحدة تدعم بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في قيادة العملية السياسية للأمم المتحدة في هذه المنطقة.
هذا البيان لم يتضمن أية إشارة إلى مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي، كما لم يأت على ذكر “تغريدة” الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي تحدث عن اعتراف واشنطن بالسيادة المزعومة لنظام المخزن على الأراضي الصحراوية المحتلة. فكيف يمكن قراءة هذا المعطى من دولة تعتبرها الرباط حليفة استراتيجية لها، وماذا بقي من مبررات للنظام المغربي أمام شعبه، بعد ما سبق له وأن سوّق “فضيحة” التطبيع أمام شعبه، على أنها شر لا بد منه، طالما أن ذلك يخدم ما يسمى أطروحة “الوحدة الترابية” للمملكة المخزنية.
ما صدر عن كتابة الدولة الأمريكية للخارجية، بمناسبة زيارة ميشيل سيسون، التي طارت من الجزائر باتجاه المملكة المغربية، لم يكن البيان الوحيد الذي عبّرت عنه الإدارة الأمريكية منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى سدة البيض الأبيض، بل سبقته بيانات وتصريحات أخرى تصب في الاتجاه ذاته.
وسبق لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن أكد خلال زيارته للجزائر التي كانت في شهر مارس من العام الماضي، عدم حصول أي تغيير في موقف بلاده من قضية الصحراء الغربية، وراح يتحدث عن دعم بلاده “الحل السياسي للملف في إطار هيئة الأمم المتحدة”، دونما إشارة إلى مخطط الحكم الذاتي، أو إلى “تغريدة” رئيس بلاده السابق، دونالد ترامب.
وقبل نحو سنة من الآن، رحّبت وزارة الخارجية الأمريكية بزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، إلى المنطقة المغاربية، في أول خطوة له بعد تعيينه في منصبه في أكتوبر الماضي، وتحدث مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع للخارجية في تغريدة له، عن دعم الإدارة الأمريكية لـ”جهود دي ميستورا في استئناف عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى حلّ سياسي دائم ومقبول من الطرفين لنزاع الصحراء الغربية”، علما أن الطرف الصحراوي يرفض، بل لم يعر اهتماما لمخطط الحكم الذاتي.
يضاف إلى ذلك، أن الرئيس الأمريكي السابق وقبل أن يغادر البيت الأبيض، وبعد أن ورّط نظام المخزن في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقاده لاتخاذ هذا القرار من دون مراعاة شعور الشعب المغربي الرافض للتطبيع، تحدث عن إقامة قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، في محاولة من الإدارة الأمريكية لإيهام النظام المغربي بجدية خطوة ترامب، وإيصاله إلى نقطة اللارجوع في قضية التطبيع، غير أنه وبعد مرور أكثر من سنتين، تم وأد حلم النظام المغربي، الذي كان يُمني النفس بمواجهه غضب الشعب المغربي من “فاحشة” التطبيع، بإقامة هذه القنصلية.
اليوم وبعد ما وصل النظام المغربي إلى مستوى متقدم من التطبيع وبات خائنا للقضية الفلسطينية في نظر العرب والمسلمين وقبلهم الشعب المغربي، لم يحصد من بيعه القضية المركزية للأمة، سوى الخيبة والاتهام بالخيانة.. فهل لا تزال أمامه فرصة للعودة، أم أنه خسر العرض والشرف ولم يحصل على ما كان يبحث عنه؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!