الجزائر
استخدم عبارة "اضربو يعرف مضربو" في حديثه عن منتهكي الحجر

والي سطيف يثير جدلا واسعا عل مواقع التواصل الاجتماعي

سمير مخربش
  • 16271
  • 44
ح.م

أثار والي ولاية سطيف، الخميس، جدلا كبيرا، بعد استعماله لعبارة “اضربو يعرف مضربو”، أثناء حديثه عن الصرامة في التعامل مع المواطنين المخالفين لإجراءات الوقاية، وهي العبارة التي ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت لها ردودا متباينة وسط السطايفية، وعامة الجزائريين.

هذه الجملة قالها الوالي علنا، عند التأكيد على عدم التسامح مع المواطنين الذين لا يحترمون إجراءات الوقاية، وفترة الحجر الصحي، التي تم تمديدها بولاية سطيف من الواحدة زوالا الى غاية الخامسة صباحا، وأظهر الوالي ملامح الغضب عند حديثه عن الوضعية الوبائية بولاية سطيف، لكن ما جلب أسماع الناس عبارة شعبية من موروث الأجداد، فقالها علنا “اضربو يعرف مضربو”، وهي مقولة شعبية لها دلالتها التي لم يتقبلها البعض، وخلفت موجة من الردود، انقسمت بين رافض ومؤيد لهذا الأسلوب في الكلام.

وبالنسبة للرافضين، فإن العبارة مهينة لسكان ولاية سطيف. ولذلك صنفت في خانة الإهانة والفلتات اللسانية التي لا ينبغي أن تصدر عن مسؤول يمثل الدولة، ومثل هذا الكلام لا يردد إلا في الاوساط الضيقة، وتستعمل للإنقاص من قيمة المعني وإهانته، والتأكيد على أنه لا يستجيب إلا باستعمال العصا، وينبغي أن يعاقب حتى يخضع للأوامر.

هذا التفسير كان له إسقاط مباشر على فئة من المواطنين بولاية سطيف، وكانت له ردود واسعة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أين عبر البعض عن رفضهم للعبارة، وطالبوا الوالي بالاعتذار، لأن الجملة في غير محلها، ومهما كانت الأخطاء التي يرتكبها المواطن السطايفي، فالأمر لا يستدعي إهانته بمثل هذه العبارات الجارحة.

وحسب الرافضين لتصريح والي ولاية سطيف، فإن مثل هذه العبارات ما ينبغي أن تطلق علنا دون اعتبار أو تحفظ، وفي الجهة المقابلة، هناك من اعتبر تصريح والي ولاية سطيف أمرا عاديا، بالنظر لخطورة الوضع والاستهتار الذي أظهره بعض المواطنين الذين لا يترددون في خرق الحجر الصحي، والخروج ليلا من أجل السهر ولعب الدومينو، ولم يترد بعضهم في تنظيم الاعراس والحفلات في هذا الظرف الحساس، كما لوحظ ازدحام واستهتار كبير بالأماكن العمومية، وعدم احترام إجراءات الوقاية كاستعمال الكمامة والتباعد الجسدي، بل هناك من مازال على قناعته بأن الفيروس مؤامرة.

وبعيدا عن الجدل الذي أثاره تصريح الوالي يبقى الواقع محيرا بولاية سطيف، التي تسجل كل يوم أرقاما قياسية في عدد الإصابات، وهي السباقة في بلوغ الأربعين والخمسين والستين، ومؤخرا السبعين إصابة في اليوم، مع وضع صعب في المستشفيات، وإرهاق كبير وسط الطاقم الطبي الذي فقد منذ يومين طبيبا بالمستشفى الجامعي، وممرضة بمستشفى عين الكبيرة، وبالمقابل، لازال الاستهتار يصنع الحدث، مع اختراق للتوقيت الجديد للحجر، وعدم احترام إجراءات الوقاية، وهناك من أقام عرسا بسطيف يوم الخميس الماضي، واحتفل في عز الأزمة ووسط حِداد مسّ العديد من العائلات.

مقالات ذات صلة