الرأي

والي .. مادار.. والو..

عمار يزلي
  • 1834
  • 4
ح.م

إقالة والي البليدة، من المفروض أن تتبعها إقالات أخرى.. من “إضارة” الصحة المريضة إلى “إضارة” النفايات، إلى “إضارة” الفلاحة والسقي بالقاذورات، إلى “الضوائر” والبلديات المختلطة.. بالبورسات وجلود الأضاحي المتفسخة.. وقمامات القاعدة والقمة.. إلى إلى.. أن نصل إلى كنس واسع وصلح لكل المسئولين غير الصالحين، المتقاعسين والناعسين.. الذين أفهمونا بأن “قدور الموسخ” هو الموسخ، وأن المسئولين هم الطاهرون والنظفاء واللطفاء..

لقد بدا التعالي واضحا في صورة الفيديو لوالي البليدة وهو يتكلم مع المريضة ليس من وراء حجاب، بل من وراء القضبان بصيغة الاحتقار ويطلب منها أن تبقى داخل الأقفاص حتى تبرأ.. ومن بعد “سيتصل بالعاصمة” للنظر في طلب الاعتناء بابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد موتها.. طلبها الذي لم يجد آذانا صاغية من المؤسسات العامة.

العاصمة، أجابته بالإقالة.. ولم يكن وحده من يستأهل الإقالة في زمن عقّدنا فيه العاقدون من أن الشعب هو سبب البلاوي.. الهواري.. وهو “الموسخ” وهو من يستأهل التطهير والاستئصال. “الشعب غير المفيد”، كما يسمى في أدبيات بعض المسئولين المحسوبين على التيار السلطوي وغير السلطوي الاستئصالي، الذين يرون في الشعب “غاشي راشي ماشي”، يأكل ويوسخ ويطالب بحق ليس جديرا به.. وأنه لم تستأصل شقفته العشرية الحمراء، لذا، فمن الأجدر أن ينهيه سم العقارب والكوكاين  والوباء وأن يحجر عليه كليا.

الوالي إياه، ليس إلا كبش فداء وضحية كان هو من تسبب فيها بتعاليه وتعامله ـ كما هو شأن “باغلية” المسئولين الذي يرون في الشعب كأن به الجرب، لا يجرؤون حتى على الاقتراب منه، فما بالك بمصافحتهم أو التحدث معهم أو استقبالهم أو السماع لانشغالاتهم. لقد أنتجنا جينات من المسئولين المتعالين ممن يتمنون زواله. هذه حقيقة يعرفها العام من العوام والخاص من الخواص.

نمت على هذه الواقعة التي فرح بها سكان البليدة.. وكثير من الناس، رغم أنه مجرد كبش عيد متأخر.. لم ترق بعد إلى مستوى كباش رمضان من جماعات ملف البوشي، نمت لأجد نفسي واليا على الولاية التاسعة والأربعين التي هي مرسيليا.. وقد انتشر فيها وباء الكوليرا.. الله يحفظ سكانها وسكاننا جميعا.. مجرد 1830 حالة إصابة.. هذا “ماء كان”.. مش بزاف.. مادام أن سكانها يتعدون مليونا و800 ألف ساكن. قلت للشعب المسلم وغير المسلم من على شاشة التلفزيون المحلي، أخاطبهم بواسطته ولا أراهم.. يسمعونني ويرونني ولا أسمع ولا أرى منهم أحدا أبدا، وهذا بعد أن دججت المنطقة بالأسلاك المشتركة وأسلاك العزل الصحي: أيها الموبوؤون، ستتبؤون مكانكم في الجنة.. فهذا بلاء لكم من الله على ما فعلتم فينا.. إنه تطهير لكم وخلاصكم من العذاب وخلاصنا منكم ومن “خلاصكم” بلا عذاب. فيكم 50 بالمائة “لاتريت”، و”كيس لاتريت” عندنا راه يعاني من الفقر.. ما سمعتوش وزير المالية يشتكي منكم. أنتم اللي خربتوا دين “لاكيس” نتاع “لاتريت” بخروجكم للتقاعد قبل 60.. والنص الآخر منكم إما “شوماج” أو سراقي سيارات أو “ترافيكان دي دروغ”؟ اتقوا الله وموتوا بالكوليرا خير ما تقتلونا كلنا بالهم. ماكانش اللي يخرج من داره.. ما كان لا قراية لا سيدي عباز، لا سفر  لا طبيب.. ابقوا في دياركم: من دخل داره فهو آمن، ومن دخل  دار “الفسيان” فهو غير آمن.  لا تنشروا العدوى بيننا.. بين الناس الطيبين الطاهرين العاملين الحاكمين..المتحمين.. الساهرين على موتكم.. “نباقو” أحنا على خير.. وتبقاو بلا خير.. رحمكم الله.. إنا لله وأنتم إليه راجعون..

وأفيق على صوت مؤذ الفجر: الصلاة خير من النوم.. (..وعلاه؟ كنت راقد؟؟).

مقالات ذات صلة