العالم
أسماء بعملائها في بلاد الرافدين

وثائق مسرّبة تكشف حجم التغول الإيراني في العراق.. تجنيد رؤساء حكومات ووزراء

الشروق أونلاين
  • 1548
  • 14
ح.م

كشف موقع “انترسبت” وصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن وثائق استخباراتية إيرانية سرية توضح حجم التغول الإيراني داخل مؤسسات الحكم في العراق، بالإضافة إلى الدور الذي كان يلعبه رئيس الوزراء العراقي الحالي عادل عبد المهدي عام 2014، حين كان وزيراً للنفط، والذي كانت لديه “علاقة خاصة مع إيران”، وفق التسريبات.

وأكدت الوثائق أنّ قائد فيلق القدس قاسم سليماني زار العراق في منتصف أكتوبر الماضي، لإقناع حليف في البرلمان العراقي بالمساعدة على إبقاء عبد المهدي في منصبه. وذكر “انترسبت” و”نيويورك تايمز” أن هذه الجهود تُعدّ جزءاً من حملة إيران الطويلة للحفاظ على العراق “دولة عميلة مطيعة”.

وأفاد التقرير بأنّ الوثائق الإيرانية المسرّبة، والواردة في أرشيف لبرقيات استخباراتية إيرانية سريّة، تقدّم صورة مفصّلة لكيفية عمل طهران بقوّة على دمج نفسها في الشؤون العراقية، فضلاً عن الدور الفريد لقاسم سليماني.

وتكشف الوثائق أنّ السفراء إلى كلّ من العراق وسورية ولبنان، التي تعتبرها إيران دولاً حاسمة بالنسبة لأمنها القومي، يتمّ اختيارهم من كبار المسؤولين في الحرس الثوري، وليس وزارة الخارجية، وفقاً لعدّة مستشارين لإدارات إيرانية حالية وسابقة.
ويشير التقرير إلى أن ذلك النفوذ يعد حصيلة سنوات من عمل “جواسيس لإيران” للتحكم في اختيار قادة العراق، ودفع عملاء للولايات المتحدة إلى تغيير ولائهم.

ووفقا لإحدى البرقيات الاستخباراتية المسربة، فإن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، الذي كان يعمل في المنفى مع إيران ضد نظام صدام حسين، “يتمتع بعلاقة خاصة مع الجمهورية الإسلامية”.
وتشير تلك البرقية بالتحديد إلى حجم هيمن ةطهران على حكومة رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، لدى تشكيلها، عام 2014، حيث عهد بوزارة النفط لعبد المهدي آنذاك.

وجاء فيها:
“لقد احتفظنا بحصتنا السابقة بين الشيعة:
1. وزراء البلديات والاتصالات وحقوق الإنسان بدريون وعلى تناغم كامل وموحد معنا
2. وزير المواصلات (السيد بيان جبر) قريب جدا من الجمهورية الإسلامية
3. وزير النفط (عادل) لديه علاقة خاصة بالجمهورية الإسلامية
4. وزير الخارجية (جعفري) لديه علاقة خاصة بالجمهورية الإسلامية
5. وزيرة الصحة (عديلة محمود) هي عضو بتنظيم حزب الدعوة، ولكنها قلبا موالية للجمهورية الإسلامية
6. وزير العمل (سوداني) أقرب للجمهورية الإسلامية من سلفه (الصدري)
7. وزير الشباب (عادل حسين عبطان) أفضل من سابقه الذي كان عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى
8. وزير التعليم العالي (شهرستاني) أفضل من سلفه (أديب).

اجتماع سري

وتكشف البرقية فحوى اجتماع سري دعا إليه سفير طهران لدى بغداد، حسن داناييفر، جمع كبار موظفي السفارة، إثر تولي العبادي رئاسة الحكومة، عام 2014 خلفا لنوري المالكي، الحليف الوثيق لإيران.

وأثناء الاجتماع، حسب الوثائق، أصبح من الواضح أن الإيرانيين ليس لديهم سبب يدعو للقلق بشأن الحكومة العراقية الجديدة، بقيادة شخص “درس في بريطانيا ورشحه الأمريكيون”. ورغم أن طهران لم تكن مطمئنة تماما من العبادي، لكنها تمكنت من زرع العديد من ذوي “العلاقة الخاصة” بها في حكومته.

وأوضح تقرير الإنترسبت أن إيران تعتبر العراق ولبنان وسوريا عمقا حساسا لأمنها القومي، ومن ثم فإن شؤون هذه المنطقة يعهد بها، بشكل خاص، لسليماني وفيلقه “النخبوي” بالحرس الثوري.

ويشير، استنادا للوثائق المسربة، إلى أن “زراعة المسؤولين العراقيين كانت جزءا أساسيا من عملهم، وقد سهل عملهم التحالفات التي أقامها العديد من القادة العراقيين مع إيران أثناء نشاطهم في تنظيمات معارضة تقاتل صدام. العديد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين في العراق أقاموا علاقات سرية مع طهران”.

وتشير التقارير المسرّبة إلى أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، تحرّكت إيران بسرعة لإضافة مخبرين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” إلى جدول الرواتب.

ويظهر قسم غير مؤرّخ من برقيات وزارة الاستخبارات، أنّ إيران بدأت العملية بتجنيد جاسوس داخل وزارة الخارجية الأمريكية. وإذ لفتت إلى أنّه من غير الواضح ماذا جاء من جهد التوظيف، أشارت إلى أنّ إيران بدأت، وفق الملفات، بمقابلة المصدر، وعرضت عليه مكافأته براتب، وعملات ذهبية، وهدايا أخرى.

وفي حين لم يتمّ ذكر اسم المسؤول في وزارة الخارجية في البرقية، إلا أنّه تمّ وصفه بأنه شخص قادر على تقديم “رؤى استخباراتية حول خطط الإدارة الأمريكية في العراق، إن بشأن التعامل مع “داعش” أو أي عمليات سرية أخرى”. ويفيد التقرير بأنّ حافز هذا الشخص للتعاون سيكون “ماليّاً”.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الجواسيس الإيرانيين موجودون في كلّ مكان بالجنوب، وإن المنطقة كانت منذ فترة طويلة خلية نحل للتجسس. وفي عام 2014، التقى ضابط مخابرات عسكري عراقي من بغداد، بمسؤول مخابرات إيراني، في كربلاء، وعرض التجسس لصالح إيران وإخبارها بكلّ ما في وسعه بشأن الأنشطة الأمريكية في العراق.
المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة