الرأي

..وجاءت فرصة أعداء الإسلام!

رشيد ولد بوسيافة
  • 5054
  • 5

التطورات التي أفرزتها عمليات التحقيق في تفجيرات بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية والتي انتهت إلى تأكيد تورط شابين شقيقين مسلمين من الشيشان في تنفيذ التفجيرات، هذه التطورات تنذر بعهد جديد من الاستفزاز والتضييق على الجاليات المسلمة بأمريكا، التي عاشت الجحيم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

هي فرصة أعداء الإسلام الذين لا يدخرون جهدا في اتهام الإسلام بالإرهاب والعنف والدعوة إلى الكراهية بين الأمم والشعوب، وها هي تفجيرات بوسطن ليقدموها مثالا حيا على افتراءاتهم ضد الإسلام والمسلمين.

والخطير في الموضوع أن الشابين اللذين تورطا في الهجوم الإرهابي يتمتعان بإقامة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويزاولان دراستهما بشكل عادي، ولم يكن أحد يشك في إمكانية قيامهما بعمل عنيف، بل إن المعلومات الواردة من هناك تشير إلى ميل الشقيق الأكبر إلى التدين، مما يجعل كل المتدينين في أمريكا محل شبهة في المستقبل القريب.

وعليه، فلا يستبعد أن يكون وراء هذا العمل الذي قام به الشابان الشيشانيان مؤامرة كبرى الهدف منها الإساءة إلى المسلمين هناك، لأن الأمر يتعلق بشابين مراهقين بإمكان أي جهة أن تؤثر عليهما عبر الانترنت وتدخلهما في عمل يخدم مخططاتها، وإلا ما الفائدة من الهجوم على تظاهرة رياضية تضم مشاركين من كل الجنسيات بالنسبة لهذين الشابين اللذين وصفا باندماجهما بسرعة في المجتمع الأمريكي.

لقد سارع الإعلام الغربي إلى اتهام المسلمين قبل أن يتم الشروع في التحقيقات وقدموا معلومات عن ضلوع شاب سعودي في العملية، وكذلك فعل عقب كل الهجمات التي نفذت خلال السنوات الماضية، والتي اتضح فيما بعد أنها من تنفيذ متطرفين ينتمون إلى ديانات أخرى، مثل التفجير الذي استهدف أوكلاهوما سيتي، حيث وجهت أصابع الاتهام في البداية إلى العرب والمسلمين، لكن فيما بعد اتضح أن الهجوم نفذه اليميني المتطرف تيموثي مكفاي، وكذلك الأمر بالنسبة للهجوم الذي نفذه الشاب اليميني المتطرف في النرويج وأدى إلى مقتل العشرات، حيث تحركت الآلة الإعلامية متهمة المسلمين، لتظهر الحقيقة الصادمة للمجتمع الغربي، وهي أن منفذ الهجوم يميني معادي للمسلمين ومن المطالبين بطردهم من أوروبا.

وبغض النظر عن حجم تفجيرات بوسطن، وما خلفته، ومن تورط فيها، فإنها أظهرت حقيقة واحدة هي “حالة النفاق” لدى العالم أجمع الذي يسكت أو يتواطأ مع الجرائم التي تحدث يوميا في سوريا ويروح ضحيتها نساء وأطفال أبرياء، بينما يقيم الدنيا ولا يقعدها على وفاة ثلاثة أشخاص في أمريكا…

مقالات ذات صلة