الرأي

وحدة الغرب‮.. ‬وفُرقتنا

محمد سليم قلالة
  • 3201
  • 11

لِننظر إلى أنفسنا،‮ ‬لننظر إلى صفوفنا المشتّتة،‮ ‬لِننظر إلى مواقفنا المبعثرة،‮ ‬بدل النظر إلى الآخرين‮.. ‬تمكّنت فرنسا من جَمْع قيادات العالم للوقوف إلى جنبها‮.. ‬هذا من حقها‮. ‬تمكّن إعلامُها من الاستثمار في‮ ‬مقتل‮ ‬12‮ ‬فرنسيا هذا واجبه‮. ‬تمكن‮ ‬‭”‬نتانياهو‮” ‬من الاستثمار في‮ ‬مقتل‮ ‬4‮ ‬يهود فرنسيين في‮ ‬متجر،‮ ‬بدعوة كل الجالية اليهودية للعودة وتعزيز صفوف الكيان الإسرائيلي،‮ ‬أيضا هي‮ ‬مهمته‮.‬

الغربيون أولياء لبعضهم البعض،‮ ‬يتكاتفون،‮ ‬يتناصرون،‮ ‬يتعاضدون،‮ ‬يتعاونون‮… ‬كل الصفات التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تكون فينا نحن؟ ما الذي‮ ‬منعنا من ذلك؟ ما الذي‮ ‬جعل معالجتنا الإعلامية لا تتمكن من إعطاء التفسير الذي‮ ‬نراه صحيحاً‮ ‬للأحداث؟ ما الذي‮ ‬جعل زعماءنا‮ ‬يعجزون عن الالتقاء في‮ ‬قاعة واحدة من‮ ‬غير أن‮ ‬يتنابزوا بالألقاب أو أن‮ ‬يكيدوا لبعضهم البعض؟ ما الذي‮ ‬جعلنا نُغذي‮ ‬نار الحقد بين مذاهبنا،‮ ‬وفِرقنا وشعوبنا وأعراقنا،‮ ‬إلى درجة أن نفتي‮ ‬بأولوية قتال بعضنا البعض على تحرير أراضينا أو بناء دولنا‮. ‬

ألا‮ ‬يكفي‮ ‬هذا التضامن الغربي‮ ‬المعلن وغير المعلن،‮ ‬على الخير أو الشر،‮ ‬أن‮ ‬يحرك فينا دافع التضامن ونبذ الفرقة والخلاف والتطلع إلى وحدة الصف التي‮ ‬هي‮ ‬وحدها القادرة على تعزيز شوكتنا وإخراجنا من المواقع الدونية التي‮ ‬نجد أنفسنا باستمرار فيها؟

من‮ ‬يقتل المسلمين اليوم في‮ ‬العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها؟ أليس المسلمون أنفسهم وإن كان ذلك بإيعاز أو تدبير أو تخطيط من أسيادهم الغربيين؟ أليسوا هم الأداة المنفذة؟ وهل‮ ‬يمكن احترام مَن‮ ‬يضع نفسه أداة في‮ ‬يد أسياده؟ وهل‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعتبر نفسه موجودا حتى‮ ‬يَدّعي‮ ‬الندية ويتأفف من وحدة الغرب ووحدة اليهود والإسرائيليين؟

مَن مِن القيادات العربية لم تقمع شعوبها ولم تمنعها من الخيارات الحرة؟ ومَن لم تُدخِل معارضيها السجون والمعتقلات ناهيك عن نفيهم أو تصفيتهم؟ كيف بنا ننتظر من مثل هذه القيادات أن تسير جنبا إلى جنب مع شعوبها،‮ ‬أو تتفق لتسلك طريقا واحدا مشيا على الأقدام؟

ينبغي‮ ‬أن ننظر إلى الآخر كيف نجح،‮ ‬كيف اتحد،‮ ‬كيف عمل ليساند بعضه البعض،‮ ‬كيف تصرف سياسيا وإعلاميا،‮ ‬كيف أدار معركة الإعلام باحترافية،‮ ‬وكيف حوَّل كل حدث لصالحه،‮ ‬عن حق أو عن‮ ‬غير وجه حق،‮ ‬ونسأل أنفسنا‮: ‬لِم لا نستطيع فعل ذلك؟ ما الذي‮ ‬علينا عمله قبل أن نصل إلى ذلك؟ متى نتمكن من تنظيم مسيرة لنصرة نبينا وديننا وأنفسنا قبل أن نلوم الآخر؟ ذلك هو السؤال وجوابه هو وحده مفتاح الأمل‮.‬

مقالات ذات صلة