رياضة

وداعا خاليلوزيتش

ياسين معلومي
  • 5473
  • 14

لم أجد في حياتي مدربا له نفس عقلية مدرب “الخضر” وحيد خاليلوزيتش، الذي يتصرف وفق نزواته وتعنته، لا يعير مسؤوليه أدنى أهمية، يضرب قراراتهم عرض الحائط، حتى ولو كلفه ذلك غاليا، ويختلف معهم حتى في أبسط الأمور، لذلك لا تجده يعمر طويلا في أي فريق أو منتخب يشرف عليه. وهو ما قد يحدث له في المنتخب الجزائري الذي أهله لمونديال البرازيل، وشوّه صورته في كأس إفريقيا للأمم التي لعبت بجنوب إفريقيا.

سمعت من رئيس “الفاف”، محمد روراوة، أنه لا زال في انتظار رد من مدربه البوسني للإشراف على “الخضر” بعد المونديال، تحضيرا لتصفيات كأس أفريقيا المقررة بالمغرب بعد أقل من سنة، غير أن “صديقنا” المدرب الذي يسير وفق أهوائه لم يقرر بعد بشأن بقائه أو مغادرته العارضة الفنية للخضر، ما جعل المسؤولين الجزائريين يتصلون بالمدرب الإيطالي الشهير تراباتوني الذي أبدى نيته في تدريب المحاربين، كما وجهوا الدعوة  إلى مدرب نادي لوريون الفرنسي كريستيان غوركوف للمجيء إلى الجزائر ومعاينة مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، وربما اتصلوا بمدربين آخرين سرا دون علمنا وعلمه، في رسالة واضحة منهم إلى “الوحيد” قصد الضغط عليه وإرغامه على تحديد موقفه سريعا إما البقاء أو حزم حقائبه، وهي الرسالة التي فهمها البوسني جيدا ويكون قد اختار الحل الثاني واقتنع أكثر من أي وقت مضى أنه من الأفضل له الرحيل.

الصراع بين هيئة روراوة وخاليلوزيتش ليس وليد اليوم، بل منذ أشهر ليست بالبعيدة بعد رفضه تجديد عقده مع الاتحاد الجزائري، ودخوله في صراع مع بعض اللاعبين على شاكلة بودبوز، تايدر، بلفوضيل، وآخرهم النجم فيغولي، وتصرفات أخرى أقلقت روراوة الذي اعتبر أنه “مدرب مشاكل” وبالتالي فقرار الاستغناء عنه سيفيد التشكيلة الوطنية أكثر مما يضرها.. هل يعقل أن يخلق هذا المدرب وطاقمه مشاكل للاعبين اختاروا القميص الوطني على اللعب لفرنسا، بعد مفاوضات ماراطونية مع مسؤولي الفاف؟ وهل يسمح له الجزائريون بتكسير مخطط تزويد مختلف المنتخبات الوطنية بلاعبين لهم تكوين أوروبي بإمكاننا الاعتماد عليهم في مختلف المنافسات القارية والدولية القادمة؟

الإعلان عن مدرب جديد مكان آخر لا يزال في البلدان المحترمة التي تملك ثقافة كروية أمر عادي جدا.. ففي هولندا مثلا سيغادر التقني فان غال مكانه مباشرة بعد المونديال فاسحا المجال لمدرب تشلسي الإنجليزي السابق هيدينك. وفي سويسرا سيترك المدرب الحالي أوتمار هيتزفلد مكانه للمدرب الحالي لنادي لازيو الإيطالي فلاديمير بيتكوفيتش. وآخرون سيعلن عنهم في الأيام القادمة دون أي ضجة إعلامية، وكل من المدربين ورؤساء الاتحاديات يعملون في احترافية كبيرة دون خلق مشاكل من الطرفين، عكس ما هو عليه في بلدنا.

ذهاب أو بقاء المدرب خاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للخضر لا بد أن يكون أمرا عاديا، كون الأهم هو ضمان مشاركة إيجابية في مونديال البرازيل، والعمل على التأهل والتتويج بكأس إفريقيا المقبلة بالمغرب، لإسعاد الشعب الجزائري، فهذا سيكون أفضل وأفضل بكثير من التفكير في خاليلوزيتش ومصيره. 

مقالات ذات صلة