الرأي

وزراء يحرقون حقائبهم!

أرشيف

عندما يستمع الجزائريون إلى وزير “ثروتهم” الوحيدة، السيد مصطفى قيطوني وزير الطاقة، وهو يقول بأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان إلى بلادنا لا علاقة لها بسعر النفط الذي هوى بفعل فاعل إلى حدّ “هلاك” الجزائريين، يُدرك أسباب ضياع البلاد في حقائب المئات من الوزراء الذين ضاعفوا من وِزر الجزائر.

ولا نفهم كيف يوجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خالص شكره للمملكة العربية السعودية التي ساهمت- حسبه- في تخفيض أسعار النفط، ولا تلوم الجزائر المتضرّر الأكبر وربما الوحيد في العالم بانهيار أسعار النفط من شكره ترامب، على الأقل بطريقة حِبّية ودبلوماسية، ولا نفهم أن يصف وزير الطاقة الذي يعلم أكثر منا بأن الجزائر المعاصرة هي هِبة آبار النفط، زيارة الأمير بالدبلوماسية التي لا علاقة لها بالاقتصاد، ونحن نعلم أكثر من وزير الطاقة، بأنه لا دبلوماسية ولا سياسة ولا اقتصاد في الجزائر عندما يتهاوى سعر النفط، وخاصة إذا كان هذا السقوط بفعل فاعل على حدّ تعبير الرئيس الأمريكي.

ويعلم السيد الوزير كما نعلم نحن، بأن الأمير بن سلمان قد لا يزور بلادنا مرة أخرى، على الأقل على المدى القريب، مما يعني أن فرصة فتح ملف أسعار النفط قد تبخّرت، وتبخرت معها عشرات المليارات من الدولارات.

وعندما يعجز وزير “الثروة الوحيدة” عن إدراج “قوت الجزائريين” في لقاء يجري في بلادنا، فما على الجزائريين سوى انتظار معجزة ليتعافوا من هذا الوِزر.

ليت الأمر توقف عند وزير واحد وعند وزر واحد، ففي قسنطينة حطّ يوم الثلاثاء وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب رحاله، وتابع تسرّب مياه خزانين ضخمين يزودان جزءا من المدينة بالماء الصالح للشرب، وتسبّب هذا التسرب في تشققات أسفل الجسر العملاق، ومع ذلك قال للمهندسين بأن أسباب التسرّب تمت معالجتها، وأكدوا جميعا أنه لا شيء تم إصلاحه، وهو ما يعني أن أحد أهم الإنجازات التي عرفتها الجزائر صار مهددا بالانهيار، ونذكر بغرابة وألم، كيف دعا وزير جزائري سابق للسياحة هو عمار غول الجزائريين، إلى أن يقفوا إلى جانب الجارة تونس، عندما خافت بلاد أوروبا على مواطنيها من الإرهاب الذي ضرب المنطقة، فنصحتهم بألا يتوجهوا إلى المركبات السياحية التونسية، فطالبهم السيد غول بأن يحجّوا وبقوة إلى تونس، وهو يعلم أن أي سائح جزائري يدخل فندقا تونسيا يكون قد عاقب فندقا جزائريا.

لم يحدث في الجزائر أن قدّم وزير برنامج عمله، ونشعر أحيانا بأن وزارة الطاقة مجرد متجر كبير، يبيع ما تختزنه الأرض الخصبة، ويوزّع العملة الصعبة على بقية الوزارات، التي يقوم حاملو حقائبها بصرف ما وُزّع عليهم، من دون أي جهد لخلق الثروة، وللأسف من أي جهد للمحافظة عليها، أو حتى الجرأة على سؤال من هوى بأسعارها إلى الحضيض!

مقالات ذات صلة