وعاد.. حدّاد!
عاد رجل الأعمال الشهير في الجزائر علي حداد للظهور “تلفزيونيا” مرة أخرى بعد فترة غياب قصيرة، اختفى فيها عن وسائل الإعلام و”الميديا” عموما، لدرجة قيل فيها بأنه تم التخلص منه أو أنه يعاني من غضب رسمي ضدّه!
حداد ومعه رجال الأعمال في المنتدى الذي طلب التأسّس كنقابة مستقلة، لكن جهات رسمية رفضت الطلب “أو أجلت الفصل فيه”، بات يتعاطى مع وسائل الإعلام بشكل أكثر “حيطة” من السابق، حيث لا يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة له والتي أدى تجاوزها في السابق إلى تأكيد نظرية السيطرة الكلية لرجال المال والأعمال على الشأن العام في البلاد!
من علامات التحول التي يمكن البناء عليها في خطاب علي حداد أول أمس، قراره إنشاء هياكل قاعدية تابعة لمنتدى رؤساء المؤسسات بينها أكاديمية خاصة بالاقتصاد والمناجمنت، حيث اختار لها من الأسماء، اسم الوزير الراحل بختي بلعايب الذي توفيّ مخلفا وراءه تصريحات شهيرة قال فيها إنه كوزير لا يستطيع إغلاق مجرد (بيتزيريا) في العاصمة، وبأنه اكتشف تزوير توقيعه في إحدى الوثائق الرسمية، فإذا كان يحدث هذا معه (وهو من هو) فما بالك بمستويات أقل منه في التسيير!
بلعايب الذي كان ينتمي للأرندي، لكنه على خلاف دائم ومستمر مع أحمد أويحيى، سيتم وضع اسمه على منشأة تابعة لعلي حداد، ربما تقديرا له، أو استغلالا لسمعته، وميراثه، ولا نعلم هل عائلة بلعايب وافقت على الأمر أم لا؟!
ثانيا، اختيار علي حداد ومن معه من رجال الأعمال تاريخ الـ5 أكتوبر من أجل عقد الجامعة الصيفية لمنتداهم، ليس بريئا، فكلنا يعرف رمزية هذا التاريخ الذي انتفض فيه الشعب ضد الدولة بكل ما ترمز إليه، وطالبوا بمناصب عمل وبالخبز والعدالة الاجتماعية كما أحرقوا عدة رموز لمؤسسات عمومية مشهورة، فهل يريد علي حداد ومن خلال اختياره هذا التاريخ أن يؤكد على ضرورة التحول من العمومي إلى الخاص، تحديدا بعد ما أبدت السلطة تمسكها بسياسة الدعم والتحويلات الاجتماعية وبمرافقة أصحاب القدرة الشرائية الضعيفة!
المهم في كل هذا أن حداد بات يدرك أهمية “الميديا” ويوظفها لصالحه ولتحقيق سياساته، كما أنه بات متحكما في حجم ظهوره بانتظار القادم من الأيام، والتي سيكون لرجال الأعمال أحد الأدوار المهمة فيها خصوصا بعد ما وافقوا على “عهدة خامسة للرئيس” ما يعني توفير دعم مالي سخيّ وتمويل كبير للحملة الانتخابية!