العالم
عن عمر تجاوز القرن

وفاة المؤرخ الشهير برنارد لويس

الشروق أونلاين
  • 2227
  • 8
أ ب
المؤرخ والباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط برنارد لويس في صورة تعود للعام 2002

توفي، السبت، المؤرخ والباحث الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط برنارد لويس، والذي يوصف بأنه ترك أبلغ الأثر في تشكيل نظرة الغرب إلى هذه المنطقة، عن عمر تجاوز المائة وعاماً.

وتصف موسوعة المؤرخين والكتابة التاريخية لويس بأنه “أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيراً بعد الحرب العالمية الثانية”، وكانت آراؤه أثيرة لدى مجموعة السياسيين الأمريكيين المعروفين باسم “المحافظين الجدد”، وفق ما ذكر موقع “بي بي سي”.

وعرف لويس باهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات العرقية، وصعود التطرف الإسلامي والنظم الاستبدادية، التي دعم الغرب بعضها.

وخلف لويس أكثر من 30 كتاباً ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة أخرى، كما اشتهر بتنقيباته في الأرشيف العثماني وكتاباته الغزيرة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.

تأثير

في حياته الطويلة التي امتدت لأكثر من قرن عايش لويس أبرز الأحداث والتحولات في الشرق الأوسط، ما بعد الثورة العربية مطلع القرن الماضي، كاكتشاف النفط، ونكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني والحروب المتعددة بينها والدول العربية، وانتهاء بالربيع العربي، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتجاوزت شهرة لويس الأوساط الأكاديمية واهتم بدراساته الكثير من مصادر صناعة القرار في الغرب، وفي واشنطن تحديداً في أعقاب انتقاله للعمل في جامعة برنستون في عام 1974.

وحظي بتكريم ورفقة كبار الشخصيات، على سبيل المثال لا الحصر، غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية التي استقبلته وأثنت على دعمه الكبير لـ”إسرائيل”، والبابا يوحنا بولص الثاني، وشاه إيران الراحل.

وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن صداقة لويس، وتقاربه الأيديولوجي مع السياسي الأمريكي وعضو مجلس الشيوخ هنري جاكسون، أحد صقور الحرب الباردة، فتحت أمامه أبواب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون وأعطته لاحقاً مكانة أثيرة لديهم لا سيما في المرحلة التي سبقت غزو العراق في عام 2003.

ولم يكن لويس يتردد، حسب الصحيفة ذاتها، في تأييد اتخاذ سياسات صارمة إزاء الشرق الأوسط، على سبيل المثال مقولته الشهيرة “كن قاسياً أو أخرج” التي عرفت تحت اسم مبدأ لويس في “القسوة أو الخروج”.

بيد أن لويس نفى غير مرة تأييده لغزو العراق قائلاً إنه دافع عن تقديم مساعدة أكبر للأكراد في شمال العراق الذين وصفهم بأنهم حلفاء للغرب، كقوة موازية للنظام في بغداد.

انتقادات

واجه لويس انتقادات كثيرة، لاسيما في أوساط الباحثين الآخرين في شؤون الشرق الأوسط، وكان من أبرز منتقديه الفلسطيني-الأمريكي إدوارد سعيد، الذي وصف أعماله بأنها نخبوية وتميل إلى مصلحة التدخل الغربي في شؤون هذه المنطقة.

ولد لويس في لندن عام 1916 لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى، وعرف بولعه باللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، إذ اهتم بدراسة اللغة العبرية ثم انتقل لدراسة الآرامية والعربية، كما درس أيضاً اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.

وتخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط، ونال درجة الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من الكلية ذاتها في التاريخ الإسلامي.

من كتبه التاريخية الشهيرة “أصول الإسماعيلية”، “العرب في التاريخ”، “الحشاشون فرقة متطرفة في الإسلام”، “الإسلام في التاريخ”، “اكتشاف المسلمين لأوروبا”، “الإسلام من النبي محمد إلى الاستيلاء على القسطنطينية”، و”العرق والعبودية في الشرق الأوسط: استقصاء تاريخي”.

ومن ابرز كتبه التي تناولت الشرق الأوسط الحديث: “مستقبل الشرق الأوسط” و”تعدد الهويات في الشرق الأوسط” و”ظهور تركيا الحديثة” و”تشكيل الشرق الأوسط الحديث”.

ووصف لويس نفسه في حديث لدورية التعليم العالي عام 2012: “بالنسبة للبعض أنا عبقري كبير، وللبعض الآخر أنا تجسيد للشيطان”.

مقالات ذات صلة