-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ولد علي… تدخل

ياسين معلومي
  • 2573
  • 1
ولد علي… تدخل

كل أسبوع، تتفاقم المشاكل في الرياضة الجزائرية، غير أن المسؤولين ربما لا يعون خطورتها، ولا يهتمون بها، يسيرون يومياتهم وكأنهم وجدوا حلولا لمعاناة الرياضة والرياضيين، أندية عريقة تتخبط في مشاكل قانونية منذ سنوات، ولا أحد تدخل على الأقل لحمايتها، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، اتحاديات تجتمع للإطاحة برئيس اللجنة الأولمبية المنتخب بشرعية من طرفهم في وقت سابق، عنف ورشوة، وتبادل للتهم بين المسؤولين، ميزات أصبحت علامة مسجلة في المشهد الرياضي في جزائر 2018، ولا أحد “كلاه قلبو” كما يقال في لهجتنا، خاصة ونحن مقبلون على تنظيم منافسات دولية والمشاركة فيها سواء في الجزائر أو في الخارج، وأنا متأكد أن التهم ستزيد عند انتهاء المنافسات الدولية عندما نخرج بنتائج سلبية.

أتذكر تصريحا لوزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، بعد عودة الوفد الجزائري من المشاركة في الألعاب الأولمبية الأخيرة التي جرت بريو دي جانيرو البرازيلية، حين قال إن التحضير لألعاب طوكيو يبدأ من الآن، وعلينا أن نحسن نتائجنا بتحقيق على الأقل نتائج أحسن من الميداليتين التي نالهما المتألق يومها توفيق مخلوفي، غير أنه ومنذ تلك الفترة يبقى كلام معالي الوزير من دون تجسيد على أرض الواقع، خاصة في ظل الصراعات والتناحر الذي يحدث داخل أغلب الاتحاديات الرياضية، وبين هذه الاتحاديات واللجنة الأولمبية، صراعات أدخلتنا في نفق مظلم أعادنا إلى الوراء، ونخشى أن يبقى هذا الصراع طويلا، والخاسر الأكبر هو الرياضة الجزائرية، وليس هؤلاء المسؤولين الذين أصبحت متيقنا بأن همهم الوحيد ليس خدمة الجزائر، بل مصلحتهم الخاصة؟ فهل سمعنا يوما أن رئيس  اتحادية رياضية استقال من منصبه، وعاد إلى بيته لأنه لا يستطيع تقديم الإضافة المنتظرة منه؟ وهل نقبل أن يحرم رياضيو الكاراتيه من المنافسة بسبب تعنت أصحاب المصالح، فاسحين المجال للاتحادية الدولية للتدخل وإيقاف مهازل قد تصل إلى رياضات أخرى.

عندما أطلعت على تصريح لوزير الشباب والرياضة على أنه بريء من الجدل القائم بين رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف وبعض رؤساء الاتحاديات المشككين في شرعية انتخابه على رأس اللجنة، والذين يعقدون اجتماعات لا تخدم الرياضة الجزائرية وتفرمل تطورها، لا أدري لماذا لا يتدخل إذن الوزير بسلطة القانون، ويوقف هذه المهازل التي قد تؤدي بنا مثلما أكدناها للمرة الألف إلى عقوبات نحن في غنى عنها، ألم نتعظ بعد من اتحادية الكراتيه التي توقف نشاطها بأمر من الاتحاد الدولي؟ ألم يحن بعد الوقت لنتعايش فيما بيننا؟ وما الفرق بين مسؤول وآخر سوى الكفاءة والنزاهة، واحترام الشرعية التي يسعى البعض إلى التشكيك فيها.

لا أظن أن الخلافات الموجودة في الرياضة الجزائرية ستزول غدا، ولا أعتقد أن التطاحن السائد سيقضى عليه في رمشة عين، لكن بودي لو يطوى هذا الملف على الأقل مؤقتا لتمكين الرياضيين من التحضير الجيد للمنافسات الدولية القادمة، فعندما نسمع رياضيي المستوى العالي  يشتكون من قلة الاهتمام سنتين قبل الألعاب الأولمبية علينا أن نقف وقفة تأمل، ونعود إلى الواقع لأن المنافسات الدولية على الأبواب، وما ذنب ذلك الرياضي من الخلافات السائدة، الحكمة أن يعود الجميع إلى رشدهم قبل فوات الأوان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نجمو نجمو

    بالله عليكم هل تجدون هذا الا في الرياضة؟