-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“ولن ترضى عنك” (ولو اتّبعت…)

“ولن ترضى عنك” (ولو اتّبعت…)

في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كتبت مقالا طويلا نشر في يومين على صفحتين من جريدة “الشعب” تحت عنوان: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى” (ولو اتبعت أهواءهم)، رددتُ به على شخص يدعى “علي مرّاد”، كان “جزائريا”، ثم اتخذ الفرنسيين أولياء، ألف كتابا عن ضابط فرنسي جاسوس تموّه في لباس راهب نصراني.

سمى ذلك “الجزائري” الذي استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير كتابه هكذا: “شارل دوفوكو في نظر الإسلام” مستفتحا له بالآية الكريمة: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.

وما كان هدف ذلك الذي ربح الدنيا وخسر الآخرة من تبييض أعمال شارل دوفوكو إلا التلبيس على الجزائريين الجاهلين بحقيقة هذا الضابط الصليبي الجاسوس ومغالطتهم لكي يبتلعوا سُمّه، ويتبنوا أفكاره الدنيئة، وليرضى عنه الفرنسيون، ويرموا إليه بعض الفُتات، ويُنيلوه نصيبا من سقط المتاع.

إنني أعيد بعد ثلاثين سنة العنوان نفسه على شخص آخر يسمى “حسن الشلغومي”، وهو “تونسي”، وُصف بأنه “إمام” في فرنسا.

لقد جاء غير الحسن هذا الذي “لا شلغوم” له شيئا إدّا، حيث زار أربع مرات فلسطين المغتصبة من طرف الصهاينة، وذلك بدعوة من سفارة الكيان الصهيوني في باريس، ويبدو أن لهذه الزيارات إلى فلسطين المغتصبة هدفين اثنين:

ــ هدفا لمصلحة الصهاينة وهو “محو الصورة السلبية عن إسرائيل في ذهنية مسلمي فرنسا”، وقد صرّح هذا “الإمام” بأن “هناك إمكانية كبيرة ليقوم مسلمو فرنسا بزيارة إسرائيل كسياح، ورجال أعمال، وحتى كأصدقاء”.

ــ وهدفا لمصلحة هذا الذي هو من أسماء الأضداد، وهو التربع على عرش مسجد باريس باسترضاء اليهود، وهم الحكام الحقيقيون لفرنسا التي هي “مستعمرة يهودية” كما وصفها الإمام الإبراهيمي. (آثار الإبراهيمي 3 / 461).

ويبدو أن الأمر الذي أطمع هذا “الإمام” في ذلك المسجد هو أن “سماحة عميده” صار يتنقل على كرسي متنقل، إضافة إلى أن معلوماته عن الإسلام أقل من معلومات تلاميذنا القليلة التي جاءت في منظومة ابن زاغو وابن بوزيد التربوية، وهذا ما يحرج من هم وراء ذلك “العميد” هنا وهناك…

يستيقن الصهاينة أن استحواذهم على الحكام العرب لن يجعل الشعوب تقبل بوجودهم في فلسطين، ويظنون أن قبول تلك الشعوب للصهاينة في فلسطين يكون عن طريق شراء ذمم بعض “علماء الدين” ومنهم هذا “الإمام” الذي أضلّه الله على علم، وانسلخ من آيات الله التي آتاه.

إنني أهمس في أذني هذا “الإمام” ما قاله الإمام الفحل محمد البشير الإبراهيمي، لعل قلبه يحيا، وعقله يفيق، وضميره يستيقظ، وهو: “قبّح اللّه خبزة أبيع بها ديني، وأعق بها سلفي، وأهين بها نفسي، وأهدم بها شرفي، وأكون بها حجّة على قومي وتاريخي. (الآثار 3 / 156).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!