-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وَحْدتُنا الوطنية في وَحْدتِنا الدِّينية

وَحْدتُنا الوطنية في وَحْدتِنا الدِّينية

نِعَمُ الله على الجزائريين كثيرة وكبيرةٌ، وَأجَلَّهُنَّ كَثْرَةً وكِبَرًا أن هَدَانَا للإسلام، فنحن جميعا مسلمون، إلا “خرافٌ ضالّة”، وقد عاد كثير منهم -بعد أن رَشَدوا- إلى الإسلام، ورمزهم هو الأخ مُحَنّد أَزْوَاوْ صاحب كتاب “كنتُ نصرانيا”، وستعود البقية لو أحْسَنَّا مُعَاملتَها بالحكمة والموعظة الحسنة.

ومن نِعَمِ الله علينا أننا مجتمع غير متعدد، لا عِرْقًا، ولا لسانًا، ولا دينًا، فنحن أمازيغ عَرَّبنا الإسلام، وعَرَبٌ مَزَّغَنَا التعارف والتآلف، وما أجمل قول أحد الإخوة الأمازيغ: إن الله لن يطلب مِنَّا في يوم القيامة لا شهادة الميلاد، ولا شهادة الجنسية، ولكنه سيطلب منا شهادة “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”.. ومن فضل الله علينا -نحن الجزائريين- أننا جميعا مسلمون، إلا “كمشة” اغترّت بظاهر النصرانية فَاتَّبَعَتْهَا عَنْ هَوًى مُتَّبَعٍ، لأنها “دينٌ غير معقول”. (شارل جينيبر: المسيحية. تعريب: عبد الحليم محمود. ص 9).. وقد ذكر صاحبُ كتاب “قاموس الكتاب المقدس” -أي ما يسمى توراة وأناجيل- أنه لا توجد في هذا الكتاب كلمة عقل. ولهذا ثار النَّصَارى على هذا الدين، وفضلوا عليه الإلحاد السافر، أو الإلحاد المُغَلَّف المسمّى “اللائكية”..

أذْكُر وأُذكِّر بكل هذا وأنا أقرأ ردَّ وزارتنا للخارجية على تقرير “شيطان العصر” -أمريكا- عمّا تسميه “الحرية الدينية” في الجزائر، هذا التقرير الذي تعدّه المخابرات الأمريكية، مستعينة ببعض العملاء الذين تشتريهم بالـ”green card”، أو “pour quelques dollars de plus”.

إن إمامنا محمد البشير الإبراهيمي قد علّمنا “فِقْهًا” فَقِهَهُ بعد تفكير عميق، وتأمل دقيق سمّاه: “فقه الاستعمار”. (آثار الإبراهيمي 104/3)، ودلّنا على إحدى وسائله وهي المسيحية، فقال: “المسيحية هي الاستعمار”. (نفسه 128/3)..

لقد عملت فرنسا -وما زالت- لِتُبْدِلَنَا “الفادي بالهادي”. (آثار الإبراهيمي 96/3)، وجيَّشَتْ من أجل ذلك جيشا سمّاه الأستاذ أبو القاسم سعد الله: “الجيش الأبيض”، بقيادة المجرم الأكبر شارل لَافِيجْرِي، وجمعياته الشريرة: (الآباء البيض، الأخوات البيض، الإخوة البيض المسلحين).. ولكن إيماننا العميق أذْهَبَ عنا الرّجْسَ.. وبقي “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب” كما قال الإمام عبد الحميد ابن باديس.

وقد أكرمنا الله -مرة أخرى- في عام 1962 فقذف في قلوب النصارى الصليبيين واليهود -عُبّاد العجل- الرُّعْبَ، لأنهم أجرموا ففروا خِفَاقًا وثقالاً، وتطهّرت الجزائر منهم فهي خالصة للإسلام..

إننا نعلم ما يخططه الصليبيون الجدد، وما قالوه في “مؤتمر كلورادو” لتنصير العالم، ومنه منطقتنا، ونعلم ما أعدَّه “ذئابُ التنصير” في كنيسة كليفْلاَنْدْ الأمريكية في التقرير المسمّى “37 نصيحة للمنصِّرين في الجزائر” الذي نشرته مجلة البيان اللندنية (في عددها 155 بتاريخ أكتوبر 2000. ص 66 – 73)..

إننا نؤمن باختلاف الناس دينيا لأن ديننا الحنيف في كتابه الكريم علّمنا أن لكل قوم شِرْعةً ومنهاجا، وأنه لا “إكراه في الدين”، ولذلك لا يعرف مجتمعُنا “حرق كنائس” و”تهديم بِيَعٍ”، وقتلَ مَنْ تسمّونهم “رجال دين”.. في حين يقع ذلك ضدّ المصحف الشريف، والمساجد، والمسلمين في جميع البلدان الغربية وغير الغربية.. إن علينا نحن الجزائريين -حكومة وشعبا وجمعيات- أن ننتبه إلى مخططات هؤلاء “الذئبان” الذين يتمظهرون بمظاهر “الحملان”.. وإن لم ننتبه إلى هذه “المخططات” الاستعمارية، فسيأتي يوم نردّد فيه مع الشاعر:

سلامٌ على كُفْرٍ يُوحِّد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنّم

وذلك بعد أن نكتوي بنار تعدُّد الأديان و”حرّية العبادة” كما تفهمها أمريكا “عدوة الحرية” و”مستعبِدة الإنسان”، التي سمّاها الإمام الإبراهيمي “نبي الديمقراطية الكاذب”، لأنها في الحقيقة هي “استعمار الاستعمار”، فلنقل لأمريكا ما قاله الإمام ابن باديس عن فرنسا: والله لو طلبت منا أمريكا أن نقول لا إله إلا الله ما قلناها، لأننا نعلمُ سياستها غير العادلة وغير الإنسانية، وموقفها الأخير في غزة -وما هو بوحيد- دليلٌ على لا إنسانيتها، ومن أين تأتيها الإنسانية وهي دولة مجرمة قائمة على أرض أبادت شعبها كله؟ وصدق رسولنا -عليه الصلاة والسلام- القائل: “إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”، ونُذَكّرُ أمريكا بقوله تعالى: “وتلك الأيام نداولها بين الناس”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!