الجزائر
المخترع بلقاسم حبة في منتدى "قدوتيك" لاتصالات الجزائر

يجب تدريس علوم الروبوت والحاسوب في الابتدائي للتلاميذ

حسان حويشة
  • 4028
  • 12
ح.م
بلقاسم حبة

حذر المخترع الجزائري بلقاسم حبة، من اعتماد مناهج دراسية للتلاميذ، لا تعود بالنفع على أحد، لأن الزمن تجاوزها بفعل التطور التكنولوجي الفائق السرعة، واقترح تدريس علوم المنطق والروبوت في الطور الابتدائي لغرس هذه الروح في أجيال المستقبل، واعتبر مناهج الحفظ غالبة حاليا في التعليم الجزائري.
وذكر المخترع بلقاسم حبة صاحب 1400 براءة اختراع عالمية، السبت، خلال الطبعة الأولى لمنتدى “قدوتيك” لاتصالات الجزائر بالعاصمة، بأنه وجب مواكبة المناهج الدراسية للعصر اعتبارا من الطور الابتدائي، ولا يجب الانتظار إلى فترة الجامعة لتلقين هذه الأمور للطلبة، وكذلك الشأن للإعلام الآلي، كون إدراج مفاهيم المنطق والروبوت والإعلام الآلي في الابتدائي، يسمح للتلاميذ بتطوير قدراتهم والتعود على التعامل مع الروبوت والمنطق منذ الصغر، بغض النظر عن اللغة المستعملة فالهدف هو غرس حب تعلم المنطق، حيث يصبح الطفل عندما يشاهد الروبوت لا يبقى في ذهنه أن هذا الجهاز يجب أن يأتي من الخارج، ويتعلم كيف يتعامل معه وذلك “للوصول إلى مهندسين قادرين على تقديم الاختراعات”.
ووصف المتحدث في رده على سؤال “الشروق” حول المناهج الدراسية واللغة المستعملة، أن ما لاحظه ولدى أقاربه الصغار أن المنطق غائب عن المناهج الدراسية الجزائرية التي يغلب عليها طابع الحفظ. وشرح المخترع، الذي تتواجد براءات اختراعه لدى كبرى الشركات العالمية على غرار”سامسونغ” “أبل” و”أي.بي.أم” وغيرها، أن الحفظ يبقى محدودا لأن التلميذ وبمجرد أن يدخل في عطلة ينسى كل ما حفظه.
وقال حبة “لذلك من المهم الاعتماد على الحاسوب، والملاحظ هو أن غالبية الناس ليس لديها حواسيب خاصة في منطقته بالجنوب (المغير بالوادي)”، وأضاف “إذا لم نحل المشكل بتوفير الحواسيب وجعل المناهج تعتمد على المنطق والإعلام الآلي للتلاميذ سنبقى في الوراء (تعليم متخلف)”.

هذا مختصر مسيرتي نحو الاختراعات

وفي معرض حديثه، روى بلقاسم حبة أنه لم ير عمودا كهربائيا في حياته إلى أن بلغ سن 12 سنة، بمسقط رأسه بالمغير بوادي سوف، لكنه درس واجتهد إلى أن حاز البكالوريا وواصل الدراسة بجامعة باب الزوار، ولدى انتقاله لمدرجات الجامعة قال حبة إن دراسته كانت في جامعة باب الزوار، لكن الخدمات الجامعية منحته غرفة في إحدى الإقامات الجامعية بقسنطينة، والمفارقة حسب حبة فقد استلزم الأمر 6 أشهر لكي يستطيع حل هذا المشكل. وعلق بالقول “المشاكل تصادفك دوما في طريقك.. إذا كانت الطريق مسدودة يجب القفز”.
وبعد حصوله على منحة، ليواصل الدراسة بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، يقول “اكتشف الجامعة الحقيقية المرتبطة بالعالم التطبيقي الملموس، كون باب الزوار علمتني الجانب النظري فقط، وأشار المتحدث إلى أمر ساهم في جعله مخترعا، حيث اتصل به أشخاص لإطلاق مؤسسة ناشئة في الولايات المتحدة لصناعة أنصاف النواقل، وبعد أن وافق تراجع عن الفكرة وبعد مدة وجد نفس الأشخاص نجحوا في مشروعهم وهو ما شكل له صدمة فاصلة”.
وعلق قائلا “هؤلاء الأشخاص وثقوا في قدراتي ولكن أنا لم أثق في نفسي”. وأضاف “ربما يعود هذا الأمر إلى تنشئتي أو ثقافتي”، وتابع “الحظ موجود في الحياة لكن يجب اغتنام أي فرصة تتاح أما الفرد”.
ورغم الصعوبات والمشاكل التي واجهته يقول حبة، فقد عمل وتمكن رفقة باحثين من تقديم براءة اختراع مكنت من تصغير حجم الهواتف النقالة ليصبح بالإمكان وضعها في الجيب، مشير إلى أن المؤسسة صاحبة الاختراع تتلقى أموالا عن كل هاتف يصنع في العالم.
وعن سر نجاح المؤسسة الناشئة أوضح المخترع الجزائري أنه يجب أن تقدم حلا لمشكلة ما ويتم دراسة السوق بشكل جيد وبعد النظر والابتعاد عن العلاقات العائلية، بل الاعتماد على جلب من يقدم الإضافة (القيمة المضافة).

مقالات ذات صلة