-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يريدونها.. “مصر الإرهابية”

يريدونها.. “مصر الإرهابية”

ما وقعت فيه الجزائر من أخطاء، منذ ربع قرن، يتكرّر في مصر، ولكن هذه المرة، مع سبق إصرار “الإعلام” وترصّد “جنرالات الانقلاب”، فالبلد الآمن الذي قال فيه تعالى على لسان سيدنا يوسف: “وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” و”اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم”” تحوّل إلى بلد يقطنه الإرهابيون، يُذبّحون أبناءه ويستحيون نساءه كما كان الشأن في مصر الفراعنة.

وسنكرّر نفس الأسطوانة، عندما نقول إنه لا مستفيد من تفجير المنصورة والأحداث التي سبقت هذا العمل الهمجي والتي ستلحقه في المستقبل بكل تأكيد، غير الصهاينة، وسنكرر نفس الأسطوانة عندما نقول إن “المعتوه” هو من يظن أن مصريا عاقلا من ارتكب هذه الجرائم، ولا أحد، بمن في ذلك أعداء مصر يُصدق أن إخوانيا يمكنه أن يفجر قنبلة في الشارع، لأن الإخوان الذين ظلموا وهُجّروا وسُجنوا على مدار عقود، لم يرتكبوا جريمة قتل واحدة، فما بالك الآن والعالم بأسره تابع ما تعرضوا له من مظالم!؟

المشكلة ليست في تشويه صورة الإخوان المسلمين بتهمة الإرهاب، ولا في تشويه صورة الحكومة المؤقتة باتهامها بحبك هذه المشاهد الدامية، وإنما في تشويه صورة مصر التي نافست دائما عالميا في مجال السياحة، وكانت مثالا لتعايش الأديان، لأن العالم بأسره، يشهد أن أكثر من نصف المصريين منحوا أصواتهم للإخوان المسلمين، واتهام الإخوان بالإرهاب، كما تفعل الحكومة المؤقتة التي لم تعد تجد إحراجا في إطلاق تهم مع أول طلقة، أو عبوة ناسفة في توجيه أصابع الاتهام للإخوان ووصفهم بالإرهابيين، ضمن معادلة قانونية مقلوبة، وهي أن المتهم مُدان حتى ولو ثبتت براءته، سيجعل العالم يتصوّر بشهادة شهود من أهل مصر أن غالبية المصريين إرهابيين أو مع الإرهابيين.

لا يمكن لمصر الآن أن تستقطب الاستثمارات الأجنبية ولا السياح الأجانب، وهي تعترف للعالم بأسره بأن أبناءها من دكاترة ومهندسين وعلماء دين ولاعبي كرة إرهابيون، كما اعترفت من قبل دول كثيرة، جعلت أبناءها جميعا يتعرضون للتفتيش المذل في كل مطارات العالم، ويشار إليهم بالبنان، ويُنكّت عليهم كما فعل الرئيس الفرنسي وهو يتحدث عن وزير خارجيته الذي عاد سالما معافى من رحلة الموت إلى الجزائر. لقد بذلت الولايات المتحدة وإسرائيل جهودا كبيرة منذ اشتداد حروب الشرق الأوسط وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لأجل تصوير العالم العربي والإسلامي بالهمجي والإرهابي، ولكنها الآن صارت تأتيها الاعترافات تباعا جاهزة من المتهمين أنفسهم، الذين يقدمون الصورة والصوت كدليل إدانتهم دون علمهم، وأحيانا برضاهم.

 

قديما اعترف الأمريكان بأن الخطر القادم من الشرق يتركز في ثلاث دول، تمتلك رصيد التاريخ والجغرافيا والإمكانات المادية وعدد السكان الكبير، وهي العراق والجزائر ومصر، فتم جرّ العراق في حروب خارجية وداخلية، حتى صار نصف العراق الشيعي يتهم النصف السنّي بالإرهاب، والنصف السنّي يتهم النصف الشيعي بالإرهاب، فنسفت القوة المستقبلية الأولى، وطمعت الجزائر في ديموقراطية توصلها إلى الأعلى، فغرقت في مستنقع دم لم تستفق منه لحد الآن، وها هي القوة المستقبلية الثالثة تسير بمحض إرادتها إلى المقصلة، لتنظم إلى بلاد الفوضى من طرابلس الغرب إلى طرابلس الشرق، مقتنعة بأن الحرب يجب أن تكون ضد إرهاب أبنائها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • Faisal

    كما كان من حال الأمريكان و ما فعلوا بأعراض الجزاىريات ، و كل يعلم حالهم ،قد مضوا دون عقوبة . إلا لعنة الله على السياحة و على كل من يدعوا لها في زمن طغى فيه الكفر . أتعلم يا أخي ان اراضينا الزراعية الخصبة صارت في ملكية الأجانب أم انت واحد ممن استخف بهم فرعون و سحر عقولهم ب 123viva l'Algérie ؟

  • Faisal

    عجبًا لأناس يعتبرون السياحة مكسب اقتصادي له شان عظيم في النهوض بامتنا ، لقد ساقتني الأقدار ان زرت الكثير من بلداننا الي تسمى بالإسلامية و قد هالني سوء ما رأيت من حال أهلها المقهورين المستذلين في إسعاد السائح الكافر الذي لا يحل بدارهم إلا و رجسه معه ،إلا و نجسه موضوع في أرحام فتياتنا الأبكار . و لتعلم يا هذا ان مهمته لا تنتهي عند هذا الحد،إذ ان الذي جاء من اجله هو استكشاف ثروات اراضيك لسلبها منك في الغد القريب، و هو في نفس الوقت مبجل مرحب به يصله المتاع الطازج كل حين و هو في فندق أو في سفارة كما

  • خالد

    اه يا سي عبدالناصر كنا نسمع ونحن صغار ان التاريخ يعيد نفسه وبالفعل ها هي الشعوب العربية وقادتها تتراجع الى الوراء الى زمن يزيدبن معاوية حيث كانت الوشاية كافية للقتل وقد وصلت المذلة والاهانة بالمسلمين الى درجة ان التتار كانوا يجمعون الناس في اماكن كالقطعان وينكل بهم هكذا هي الدنيا فبالامس دمرت ليبيا وقبلها العراق ثم تونس ولم يبق الا الثور الابيض فها هو يذبح دون توجيه جثته الى جهة القبلة نعم تسقط دول وتنمو اخرى تتفتتدول وتتوحد اخرى ولا ندري اشر اريد بالعرب ام خير فمن يتامل ما يفعله السياسيون وما يقولونه يصاب بالصرع من الدرجة الثالثة اي الذي لا ير

  • عبد الله

    بارك الله فيك على المقال الدقيق المدقق

  • شامل

    ذكرتني بجرح ما هو بمندل انه وطني الذي ما فتئ ينسى استعمارا غاشما افقره و جهله حتى اتاه سهم غادر ممن... من منقلب على ارادة شعبه ذنبه الوحيد انه اختار الاسلام دينا و دولة و منهجا و حياة -اللهم اننا مغلبون فانتصر-

  • nacer1978

    BRAVO TRES BON ARTICLE

  • نورالدين الجزائري

    الهول و نسوا أن هناك الكثير من أبو الهول الأحياء لابد إيجاد أحكام و صيغ عادل فإن كان جاهلا علمناه و إن كان عنيدا جادلناه ... و في شرع الله تعالى يوجد الميزان الذي لا يظلم النملة إذا كان في جحرها فتات سكر فهو ملك لها لا يحق لنا أخذه !!! بيت القصيد أننا لا نتجرع خطيئتنا و لا نريد أن ننظر إلى تاريخنا في أخطائنا و أننا نرى كل نصيحة شتما لنا ، و الخير في أمتنا موجود لا ينقط أبدا و لكنه مغيب ، هم هؤلاء العلماء المغيبين و كل حضارة تقوم بهم مع حاكم له بسطة في العلم و الجسم اللهم طهرنا من الشك و الشرك .

  • نورالدين الجزائري

    أنصار مورسي تخلوا عنه بسبب تغيير و تعديل لأمور كانت بحاجة للوقت لأنها ستأثر سلبي أو إيجابي ... و الرفق إذا دخل على أمر زانه و العنف شانه ، فيه إحتمال أن اليهود لهم دور مع أنصار مبارك بطريقة داهية ماكرة ، و لا ننسى أئمة الأزهر الذين كانوا خنجر مسموم في ظهر الإخوان . إن الأحزاب الإسلامية في المجمل يهتموا دائما بالمظهر على الباطن في الشرع و الفكر و التغيير أبسط الأمر أكثر:
    شغلهم الشاغل الإجتماعات و الأناشيد و رفع الصوت في الكبر و يفكروا في كيفية رفع الظلم في الحكم ! يفكرون في كيفية تحطيم صنم أبو

  • نورالدين الجزائري

    أما الإستثمارات راك أتشوف ! الفياضانات في الشوارع و الشباب يكب البنزين على جسده !!! فيها معاني بليغة جدا جدا لا يتسع المكان لشرحهما !
    أما حالة مصر فقد رست السفينة في مرصى برياح غير التي يشتهيها مرسي ! مصر شعبها متشعب و خليط من الملل و النحل و نسبة المسلمين أكثر إذا حسبنا بالديمقراطية المزعومة ، و إذا حسبنا بطريقة طاق على من طاق فالحكم للعسكر حتى و لو كان لباسه وسيم و كلامه لبيق ! هناك حقائق مرة و لكن لابد من تجرعها فليس فقط العسل يشفي بل الدواء العلقمي مفيد ، الخلل ليس في قوة المعارضة و لكن

  • نورالدين الجزائري

    هناك بعض النقاط أحببت أن أكلم نفسي بها ، أن العجيب فينا نحن من المحيط الأطلسي إلى بحر العرب كيف نفهم الحضارة و مقوماتها ذكر الأخ المحترم نقطتين في تحريك عجلة التنمية أو البحث عن هذه الحضارة المكنونة لتقدمنا و عزتنا و هي : الإستثمارات / السياحة الأجنبية ، و أن أعطيك مثال لثلاثة دول عاشت سنين طوال سيدة السياحة في العالم : المغرب تونس و مصر و مثال عن الإستثمارات و هو الجزائر ، قل لي ماذا تغير أو إستفادت تلك الدول من هذا البهرج في أساسيات التقدم ؟ إنها سياحة جعلت لحم الظأن غاليا و لحم البشر رخيسا