-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يسكنون تحت الجسور وفي الشوارع.. مثقفون لكنهم مجانين

صالح عزوز
  • 1354
  • 0
يسكنون تحت الجسور وفي الشوارع.. مثقفون لكنهم مجانين
بريشة: فاتح بارة

انتشرت الكثير من الصور عبر الوسائط الاجتماعية، لمجانين يجوبون الشوارع والأزقة. والغريب في الأمر، أنه حينما تطلع على حالهم، تجد العديد منهم ذوي مستوى ثقافي وتعليمي عال، بل فيهم من الدكاترة والأساتذة والمؤرخين وغيرهم.. وهنا يطرح السؤال: كيف وصلت الحال بمثل هؤلاء أن أصبحوا مجانين، يجوبون الشوارع دون أهل ولا مأوى، وهم في الأصل مؤهلون لأن يكونوا على رأس الكثير من المجالات في المجتمع.

تختلف قصص هؤلاء في المجتمع، وينقل عنهم العديد من الأسباب التي دفعت بهم لأن يكونوا سكانا للشوارع، متشردين ومجانين إن صلح التعبير، حتى وإن كانت بعض القصص من نسج الخيال، إلا أنه في المقابل هناك قصص حزينة جدا، وقعت مع هؤلاء، بل وأصبحت مع مرور الوقت، مثالا حيا لما قد يحصل للمثقف والمتعلم في المجتمع، وقفنا على العديد منها وعلى بعض هؤلاء، الذين أصبح الشارع فجأة المأوى الوحيد لهم، وربما قد كانوا بالأمس ذوي مراتب عالية وسمعة في المجتمع.

عاد إلى الوطن ليسكن الشارع

ينقل كمال قصة ابن حيه “سعيد”، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في سنوات الثمانينيات، من أجل إكمال الدراسة، واستطاع أن يؤسس لنفسه مستقبلا واعدا في مجال الفيزياء، بل أصبح من بين الكبار في هذا المجال، أراد أن يؤسس بعدها لنفسه أسرة في الجزائر، ثم الرجوع والاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قدره كان قد خط له شيئا آخر، فما إن حل ببعض الأشهر حتى تغيرت حاله وساء وضعه لأسباب مجهولة، فيهم من أرجعها إلى السحر وفيهم من رأى أنها العين، وكلها تأويلات لا يمكن الحكم عليها، غير أنه تحول فعلا إلى مجنون يجوب الشوارع وتتلقفه الأزقة الباردة اليوم، وأصبح يضرب به المثال عن المثقف في الجزائر، وما قد يصل إليه، حتى وإن كانت هناك الكثير من المحاولات من أجل انتشاله من الشارع، غير أنها باءت كلها بالفشل، ولا يزال وضعه إلى حد الساعة كما أصبح عليه لما رجع من الهجرة.

سامية الأولى في التكنولوجيا تسكن تحت الجسور

الحديث عن مثقفين مجانين لا يقتصر على الرجال فقط، بل حتى النساء كذلك، وهي حال سامية، التي كانت في ما سبق مثالا حيا عن الاجتهاد والمثابرة، إلا أنها اليوم تسكن تحت الجسور، بعدما فشلت في الحصول على منصب عمل يليق بمستواها، دخلت من حينها في نفق الكآبة والعزلة التي قذفتها بعدها إلى الشارع.

هي عينات للذكر لا الحصر، من مثقفين مجانين، كانوا بالأمس روادا للعلم، واليوم أصبحوا تائهين في الشوارع وتحت الجسور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!